من أهم ما يجب علينا أن نعيه تجاه الرسالة الالــهية؛ أنها امتداد لملك الله و تجلِّ لرحمته وحكمته
عمران نت/ 11 / نوفمبر 2018م
من هدي القرآن الكريم
أيضا الرسالة الإلهية من أهم ما يجب علينا أن نعيه تجاهها أنها امتداد لملك الله سبحانه وتعالى ولربوبيته ولألوهيته وهي أيضا تجل لحكمته ولرحمته،فالله سبحانه وتعالى وقد خلق هذا الكون العجيب والكبير والواسع بسمائه وأرضه بما فيه، على نحو واسع، ثم خلق هذا الإنسان في هذا الوجود، ما كان ليترك هذا الإنسان في هذا الوجود يعبث على كيفما يشاء ويريد، ويترك البشر فيما بينهم للتظالم والطغيان على بعضهم البعض والتحرك في هذه الحياة بدون هدف ولا مسؤولية، وفي حالة من الضياع وحالة رهيبة من التظالم وحالة رهيبة من الفساد، وحالة رهيبة من سفك الدماء، ثم تنتهي المسألة هكذا، بدون أي شيء، لا، الله سبحانه وتعالى هو الملك لهذا الوجود وهو الرب في البشر والرب في السماوات والأرض، والرب للعالمين وملك السماوات والأرض وملك الناس وملك هذا العالم بكله، وهو يدير شؤون هذا العالم، هو جل شأنه لم يتنصل عن دوره عن مسؤولياته في هذا العالم فيترك خلقه ويترك ملكه ويترك عالمه هذا بعد أن خلقه ونظمه وأدار شؤونه على المستوى التكويني، فيتركه في بقية الأمور هكذا عبثا، لا، ملكه عبوديته، أُلهيته لهذا العالم وللبشر وللناس تقتضي أن يرعاهم أيضا في كل شؤونهم، وأن لا يتركهم عبثا ومهملين بدون هدف ولا نظام ولا مسؤوليات ولا ضوابط ولا التزامات وهكذا في حالة من الفوضى هو منزه عن ذلك سبحانه وتعالى، ولذلك منذ أول وجود الإنسان في هذه الحياة، هو رعى هذا الوجود بهدايته وتعليماته وجعل هذا الإنسان مسؤولا أمام أمره ونهيه، فيما يأمره الله وفيما ينهاه، على أساس مدى التزامه تجاه أمر الله وتجاه نهيه سبحانه وتعالى، بدءا مع أبينا آدم عليه السلام عندما خلقه الله سبحانه وتعالى وعلمه مسؤولياته في هذه الحياة وكيف عمل معه في أول مخالفة ثم بعد ذلك اجتباه ربه وتاب عليه وهدى، بعد ذلك وجه الله نداءه فقال جل شأنه ( يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) ومسؤولية الإنسان هي مسؤولية كبيرة، وبالرغم من محدودية الوجود للإنسان كفرد كإنسان كشخص مثلاً في مدة العمر التي يعيشها كل إنسان منا في هذه الحياة إلا أن مدة الجزاء على هذه الفترة القصيرة التي يمضيها كل منا على الأرض فترة أبدية الجزاء أبدي وعظيم وكبير جداً، وسواءً في جانب الخير والذي هو الجنة مع مايقدمه الله في الدنيا على مستوى رحمته وعطاءه لكل عباده وما يرعى به عباده المتقين والصالحين في هذه الحياة وما يُنزل من عقوبات عاجلة للمنحرفين عن نهجه وهديه، ولكن الجزاء الرئيسي الجزاء الوافي الجزاء الكبير هو في الآخرة وهو جزاءٌ أبديٌ وهو عظيم وكبير على مستوى الجنة للذين أحسنوا وعلى مستوى النار للذين أساءوا الجحيم والعياذ بالله، وللأبد بلا انقطاع ولا نهاية، هذا يدل على أهمية مسؤولية هذا الإنسان، لأن هذه الفترة المحدودة التي يمضيها الإنسان في هذا الوجود ومنذ مرحلة التكليف التي يبلغ فيها الرشد والنضج النفسي والعقلي التي بها يصير مسؤولاً أمام الله سبحانه وتعالى في توجيهات الله وفي تعليماته إلا أن يتوفاه الله سبحانه وتعالى من هذه الحياة، مدة تتفاوت بالنسبة للبشر أعمارهم تتفاوت ولكن يقابلها حياةٌ أبدية هي جزاءٌ على هذا الوجود المؤقت والمحدود مسؤولية الإنسان إذن مسؤولية كبيرة عبّر عنها القرآن الكريم وصورها لنا في تصوير عظيم حينما قال الله سبحانه وتعالى ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) فمسؤولية هذا الإنسان مسؤولية كبيرة وعليه أن يلتفت إلى حكمة وجوده وعلّة وجوده في هذه الحياة وأن هذه الحياة ميدان مسؤولية واختبار الله جل شأنه قال ( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ).
ما خُوِّل فيه هذا الإنسان وما مُكِّنت فيه البشرية في هذا العالم وفي هذه الأرض إنما هو بناءً على مسؤولية وليس عبثاً، بناءً على هذه المسؤولية إذا أخل الإنسان بهذه المسؤولية يُجازى فكان لابد له من رُسُلْ لابد له من هذا الاتصال مابينه وبين الله سبحانه وتعالى وهذه الهداية الإلهية من خلال هؤلاء الرسل والأنبياء وما ينزل الله سبحانه وتعالى معهم من تعليمات وكتب لهداية هؤلاء البشر ولإقامة الحجة عليهم فيما إذا أخلوا بمسؤولياتهم في هذه الحياة فيما إذا انحرفوا عن نهج الله سبحانه وتعالى فقال جل شأنه ( رُسُلا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ).
الله جل شأنه أقام الحجة على عباده من خلال رسله وأنبيائه ولذلك كانت حتى مسألة العذاب متوقفة على ذلك فقال جلّ شانه ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا )
فمع إرسال الرسل أتم الله حجته على عباده بالرغم من أن الله سبحانه وتعالى ألهمَ النفس البشرية فجورها وتقواها قال جل وشأنه ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ) ولكن يحتاج الإنسان مع وجود الكثير من المؤثرات عليه في هذه الحياة التي تجعله يغفل إلى حدٍ كبير وتؤثر على فطرته وعلى الانتباه لما أودع الله في فطرته يحتاج بشكلٍ رئيسي إلى هذا الدور للرسل والأنبياء بتذكيره، ولهذا أيضاً توصّف مهمة الرسل والأنبياء في كثير من الآيات بالتذكير ويأتي التوجيه لهم بالتذكير لهذا الإنسان ( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ) ( وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ ) وتأتي عبارة ومفردة التذكير كثيراً كثيراً في حركة الأنبياء وفي حركة الرسل وفي كتب الله سبحانه وتعالى لأنها تذكير للإنسان بما قد غفل عنه من ما أودعه الله سبحانه وتعالى في فطرته التي فطره عليها، فيتذكر من جديد إذا تذكر البعض من الناس لا ينفع فيه ذلك وتتعاظم عنده حالة الغفلة.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد / عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله
بمناسبة المولد النبوي الشريف 1439هـ – المحاضرة الثانية.