ثلاثة عوامل رئيسية ساعدت أعداء الإسلام في إمتهان الأمة
عمران نت/ 5 / نوفمبر 2018م
من هدي القرآن الكريم
ألعامل الأول: الاختلال الرهيب في الوعي،
فبعد أن قدّم الإسْــلَام بقرآنه وتعاليم نبيه وإرشاداته ما يكفل الإنْـسَـان أن يكون على أرقى مستوى من الوعي والبصيرة والنور لا يحمل في فكره ولا في تصوراته لا سذاجات ولا مفاهيم مغلوطة ولا أفكاراً سطحية ومغلوطة ولا نظراتٍ غيرَ واقعية، وأن يكون على مستوىً عظيمٍ، محصناً لا يتأثر بخداع الآخرين ولا تضليل الآخرين بأي شكل كان دعاية إعْــلَامية، نشاط تثقيفي، فكري، أصبح المسلم اليوم في كثير من البلدان مجرَّداً من الوعي قابلاً للتأثير، ونجد مظاهرَ الاختلال الرهيب في الوعى بأشياء كثيرة اليوم، ألا يجد التيار التكفيري من أوساط الأُمَّــة الكثير من الناس الذين ينخدعون له يتأثرون به، ويستغلهم لدرجة أنه يدفع بالكثير ليفجّروا أنفسهم ويقتلوا أنفسَهم؟!.
هذه السذاجة هذا الغباء هذا الفراغ التام من عملية الوعي والتحصن الفكري والثقافي يجعل البعضَ ضحيةً إلَى هذه الدرجة إلَى أن ينجر ليكون أداةً بيد التكفيرين، وقد يذهب ويفجّر نفسه ويقتل الكثير من الأطفال وَالنساء ويستهدف تجمعاتٍ بشرية متنوعة، هذه القابلية للتكفيريين التي جرّت معهم وتجر يومياً العدد الكبير من الناس في مجتمعنا الإسْــلَامي هي تدل بكل وضوح على اختلال رهيب في الوعي، الانسياق وراء أَعْـدَاء الأُمَّــة، الانسياق وراء أَمريكا، الانسياق وراء إسرائيل، الميل نحو أَعْـدَاء الأُمَّــة، الانخداع بشعاراتهم وعناوينهم التي يرفعونها، حينما يأتي الأَمريكي بكل ضغائنه الواضحُ بكل شره الذي ملأ الدنيا ليتحدّثَ عن حقوق إنْـسَـان أَوْ ليتحدث عن ديمقراطية أَوْ ليتحدث عن حرية ثم ينخدع البعضُ به ويتأثر بكلامه ويصدِّقه أَوْ يصدق إسرائيل أنها تريد السلام وتنشد السلام أَوْ غير ذلك، هذا من مظاهر الاختلال الرهيب في الوعي في وَاقع الأُمَّــة عندَما نلحظ أن هناك في واقع الأُمَّــة جماهيرَ واسعة وأعداد كبيرة في حالة من الجمود أمام كُلّ هذا الواقع المأساوي، والكل يشهد بأن هذا واقع مأساوي وكارثي وضار بالأُمَّــة وأنه يُفترض أن تسعى الأُمَّــة للتغيير وللخروج منه، فترى الكثير الكثير في حالة من الجمود ينتظرون المجهول وينتَظرون الواقعَ ليتغير من تلقاء نفسه، هذا الشاهد من شواهد الاختلال الرهيب في الوعي.
العامل الثاني: اختلالٌ كبير في القيم وَالأَخْلَاق
الإشكاليةُ الثانية اختلالٌ كبير في القيم وَالأَخْلَاق، وهذا ملحوظ بشكل كبير في وَاقع الأُمَّــة، لا تجد اليوم الفرق بين الكثير ممن ينتمي للإسْــلَام وبينَ غيره من أي أمم أُخْــرَى، انعدام لكل القيم والأَخْلَاق، توحش، إجْــرَام بشكل بشع جداً جداً، الحالة التي نشاهدها لدى التكفيرين ولدى آخرين ممن يفتكون اليوم بالأُمَّــة ويظلمون الأُمَّــة ويقهرون الأُمَّــة هل تجد فارقٌ بينما عليه النظام السعودي وبين إسرائيل أَوْ بين أمريكا أَوْ بين أية فئة متوحشة في هذه الأَرْض؟، مع أن هؤلاء ينتمون للإسْــلَام!!، أين هي قيم الإسْــلَام؟، هل تجد لها أثراً في أفعالهم في اليمن وفي أفعالهم وَمؤامراتهم الفظيعة الرهيبة المدمرة في بقية شعوب المنطقة، هذا الاختلال الرهيب في القيم والأَخْلَاق هو نتيجة انحراف عن رسالة الإسْــلَام وقيم الإسْــلَام، بكلّ بساطة يقتلون الناس، يظلمون الناس، ينهبون ثروة الأُمَّــة، يحتلون الأَرْض، ينتهكون العرض، يهتكون الكرامات، تجاوزون الحرمات، لا حدود ولا قيود ولا التزامات واعتبارات، يتصرفون كما لو لم يكن لهم أيُّ ارتباط لهذا الدين ولا أي انتماء إليه، وهذه حالة سائدة بشكل عجيب، عندما تجد الكثير من الناس يبيعُ نفسَه بمال، يفعل أي شيء مهما كان إجْــرَامياً أَوْ وحشياً مقابل أن يحصل على المال من أجل المال، يبيع نفسه، يبيع وطنه، يبيع شعبه، يبيع أمته، يبيع قيمه، يبيع إنْـسَـانيته، يبيع أَخْلَاقه لماذا؛ لِأَنهم سيعطونه بعضاً من المال، وهذا المال هو مما نهبوه عليه وأخذوه عليه، هذا اختلال رهيب في القيم والأَخْلَاق، ولنا أن نتصور كم ينشأ من خلال ذلك من مشاكلَ ومآسيَ في واقع الأُمَّــة.
العامل الثالث: غيابُ المشروع الحقيقي للأمة
ثم الإشكالية الثالثة الكبيرة غيابُ المشروع الحقيقي للأمة،فهذا هو منشأ كُلّ مشاكل الأُمَّــة كُلّ مشاكل الأُمَّــة لها منشأ يعود إلَى ثلاثة أسباب الاختلال الرهيب في الوعي والاختلال الرهيب في القيم والأَخْلَاق وغياب المشروع الحقيقي للأمة، والحلول والبدائل هي لأَعْـدَاء هذه الأُمَّــة، يُفترض أن لها رسالةً وَمشروعاً وَهدفاً تبني واقعها؛ لتكون أمة عظيمة قوية، تقدم النموذج العالمي كأمة حضارية راقية واقعها قائم على الأَخْلَاق وعلى القيم وَعلى العدل وتنشر الحق والخير إلَى أرجاء العالم، وتتميز بوعيها بالدور الاستخلافي للإنْـسَـان في الأَرْض، كيف يعمر الأَرْض ويعمر الحياة ويبني الحياة على أَسَــاس من القيَم على أَسَــاس من المبادئ العظيمة؛ بهدف مقدس يسيرُ نحو الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَـى، وحينما غاب المشروع الحقيقي للأمة حلّت بدائل عنه هي مشاريعُ الأَعْـدَاء وهي مؤامراتهم، لم تبق الأُمَّــةُ هَكذا مجرد حالة فراغ، اليوم تتَحَـرّك مشاريع الأَعْـدَاء في الأُمَّــة وَتستهدفها بالدرجة الأولى، مشاريع تتَحَـرّك في أوساط الأُمَّــة لصالح أَعْـدَاء الأُمَّــة، البعثرة والتفكيك اليوم مشروع رئيسي للأَعْـدَاء، يتَحَـرّكُ في داخل الأُمَّــة على أيدي محسوبين على هذه الأُمَّــة، أنظمة كالنظام السعودي الجائر المستكبر الغبي الجاهل المسيء إلَى السلام والى رسالة الإسْــلَام والى نبي الإسْــلَام، وَالجماعات التي انتجها وفرّخها وصنعها مع الغرب مع أَمريكا ومع إسرائيل في وَاقع هذه الأمة في داخل هذه الأُمَّــة في أوساط هذه الأُمَّــة، البعثرة والتفكيك لهذه الأُمَّــة إلَى أسوأ حال، ثم نجد أن السعي كُلّ السعي من كُلّ هؤلاء الذين هم صنيعة العدو في داخل الأُمَّــة ويد للعدو في داخل الأُمَّــة كُلّ جُهدهم ينصبُّ في فرض تبعية عمياء وغبية لتطويع الأُمَّــة لعدائها وتسخيرها بكل ما تملك لصالح أَعْـدَائها، اليوم يراد للأمة أن تتفكك حتى لا يبقى لها أي كيان، بعثرة وتجزئة، مناطقية مذهبية، العراق اليوم يفكك، اليمن يراد له أن يفكك، يراد لكل المنطقة أن تُبعثر، وبعد عملية التفتيت وحينما لا يبقى أي كيان للأمة تكون الأَرْضُ للعداء، تكون الأَرْض للأَمريكي وللإسرائيلي ولمَن معهم، يكون الإنْـسَـان العربي ما بقي منه مطوعاً لصالح الأَعْـدَاء لتُقاتِلَ به أَمريكا أيَّ عدو لها في أي قطر من أقطار العالم، سواءٌ ضد الصين أَوْ ضد روسيا أَوْ ضد أية قوى منافسة لها في العالم، ويراد للثروة العربية أن تكون حكراً للعداء وأن تفلس الأُمَّــة، هكذا بدلاً عن أن تكون الأُمَّــة أمةً لها مشروع أصيل مستقل، ولن يكون لها مشروع أصيل، تعيش فيه واقع التبعية لأعدائها، يستحيل هذا، يستحيل أن يكون لها مشروعها الأصيل وتعيش واقعَ التبعية لأَعْـدَائها كما يفعل النظام السعودي الذي يتمظهر بالإسْــلَام وبطقوس من الإسْــلَام، ثم ينجر في سياسَاته وتوجُّهاته وَمواقفه 100% في أثر ما يريدُه الأَعْـدَاء وفي أثر الأَعْـدَاء.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من خطاب السيد القائد / عبد الملك بدر الدين الحوثي بمناسبة المولد النبوي الشريف لعام 1437 هـ.