أرادوا استئناف ٢ ديسمبر فتكرر
عمران نت / 7 / اكتوبر 2018م
بقلم / حسن محمد زيد – أمين عام حزب الحق
من المؤسف أن يتعامل بعض ذوي التأثير بدون مسؤولية لإدراكهم التداعيات التي يمكن أن تحدث نتيجة للدعوة لما سمي بثورة الجياع، والهدف منها كما أعلن دعاتها إسقاط سلطة الكهنوت في صنعاء لحل مشكلة المرتبات وارتفاع الأسعار وانخفاض سعر صرف الريال، لأنهم يدركون استحالة إسقاط السلطة بمجرد مظاهرات لا توجد لها قيادة معروفة وأثناء العدوان والحرب، وكأن الدعوة تكرار أو استئناف لانتفاضة ٢ ديسمبر ولكن بدون قيادة لتكون النتيجة أن تحقق لها النجاح هو الفوضى المطلقة ومضاعفة معاناة اليمنيين وتعقيد إمكانية الحل السياسي وجعل السلام فكرة مستحيلة، طبعاً أي انتفاضة مهما أنفق من أجلها لا يمكن أن تنجح في إسقاط سلطة أنصار الله لأن قوة أنصار الله ليست كقوة أي سلطة تستمد استمراريتها من البنية التنظيمية للأجهزة المحكومة بتراتبية يمكن الانقلاب عليها بكم مظاهرة أو إعلان دستوري لأن قوة أنصار الله تستمد من التفاف جماهيري واسع وتنظيم مهما تعرض لهزات وعواصف فإنه قادر على التكيف معها لمرونته وتنوع وتعدد عناصر قوته، وقد اثبت هذا من خلال قدرته على إدارة المعارك في٤٨ جبهة حقق ويحقق انتصارات إعجازية.
إن من يواجه هذا التحالف الكبير الذي تشارك فيه أقوى دولة ( الولايات المتحدة وبريطانيا وأغنى الدول النفطية السعودية ومعها الإمارات بالإضافة إلى الكثير من الدول وجند له مرتزقة من مختلف الجنسيات ومعهم تنظيمات يمنية وعشرات آلاف المرتزقة المحليين وألوية من القاعدة وداعش والسلفية الجهادية ) ويصمد لمدة ثلاث سنوات وستة أشهر وبأقل الإمكانات ويحقق إنجازات في التصنيع العسكري ويضبط الأمن في المدن المزدحمة ويكشف مخططات الأعداء ويتقدم عليهم لقادر بكل سهولة على مواجهة واحتواء أي محاولة لافتعال انتفاضة وما حدث في ديسمبر العام الماضي خير مثال.
لنسأل دعاة الانتفاضة أو الثورة ما الذي تسعون إليه؟
هل تريدون خفض الأسعار وإعادة القيمة الشرائية للريال وسعر صرفه إلى ماكان عليه وسداد المرتبات ووووو؟ كيف سيتحقق ذلك؟ هل إشعال الفتنة في صنعاء والمدن الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى وحكومته سيعيد الأسعار إلى ماكانت عليه ؟
هل بمجرد إحداث الفوضى سيتحقق لكم ما تريدون أم إنكم فقط تريدون أضعاف قوة أنصار الله ليتمكن العدو من السيطرة على ما تبقى من الساحل الغربي؟
إن كُنتُم تعتبرون أنفسكم لواء من ألوية التحالف فيمكن فهم دوافعكم ومبرراتكم، لكن أن تدعوا إنكم محايدين همكم معيشتكم فإنكم تسلكون الطريق المناقض لتحقيق الهدف.
من دعوا للانتفاضة لايهدفون في الحقيقة إلا إلى إشعال فتنة يتم فيها التضحية بعدد من الشابات والشباب والمتاجرة بتضحياتهم إعلامياً وسياسياً.
ما الذي سيتحقق ؟ غير المزيد من الجوع والفقر والمعاناة للشعب الصابر وأيضا منح العدوان أمل في إمكانية حسم المعركة من الداخل وبالتالي إطالة أمد الحرب.