الصمودُ اليمنيّ في وجه العدوان
عمران نت/ 29 سبتمبر 2018م
بقلم / علي القحوم
أربعةُ أعوام والشعبُ اليمنيّ صامدٌ أمام أخطر استعمار حصل في التأريخ.. وقدّم التضحياتِ الجسيمةَ؛ لكي لا يتمكّـنَ الغازي والمحتلُّ من تدنيس الأرض والعِرض وتغيير الهُوية اليمنيّة.. ولنا العِبرة بما جرى ويجري في بعض المحافظات الجنوبية من امتهانِ الكرامة وانتهاك العرض.. واحتلال الأرض ونهب الثروة والاستحكام بشؤون الناس.. وأَصْبَــح المندوبُ السامي الإماراتي والسعوديّ هم مَن يتحكمون في هذه المناطق.. ولم يكتفوا بهذا فقط بل عملوا على تغيير الهُوية اليمنيّة في سقطرى..
أربعة أعوام سقطت فيها الأقنعة وسقطت معها كُـلُّ العناوين التي رفعها الغازي والمحتل في بداية عدوانه على اليمن.. فلا شرعية غير شرعية المحتل وشرعية السفارات والوصاية الأجنبية.. فلا خيرٌ حصل ولا وعودٌ تحقّـقت فكلها ذهب أدراج الرياح..
الأمريكي له أطماعٌ واضحةٌ في احتلال بلدنا ونهب ثرواتنا وتغيير هُويتنا اليمنيّة والإسْلَامية والأهم أن بلدنا له موقعٌ جغرافي هام.. ولهذا يتحَـرّك الأمريكي مع أدواته القذرة من الإماراتي والسعوديّ.. ولفيف المرتزِقة من شركات القتل والإجْرَام من بلاك ووتر والجنجويد السودانيين وما يسمى بالقاعدة وداعش.. لتحقيق هذه الأَهْــدَاف بشتى الوسائل سيما منها الإعلامية والحرب الناعمة وحرف وعي الناس لتقبُّل المحتل والغازي.. وأنه أتى مخلّصاً للشعب اليمنيّ وفي الواقع همه الأول والأخير استكمال السيطرة على البلد ونهب ثروتنا.. وقد نهبها فِعلاً فالنفط والغاز والثروات الأُخْــرَى يسيطر عليها المحتل في شبوة ومأرب وحضرموت وفِي بقية مناطق الجنوب.. وهو في عدوانه لا يعتمد عسكريّاً فقط في تحقيق أَهْــدَافه.. سيما بعد الفشل والعجز العسكريّ في ميدان المواجهة.. وبعد أن أدرك أن المعركة صعبة وأن بأس اليماني قوي لا يمكن أن ينكسر.. فلهذا يعمَلُ على خنق الشعب وتجويعه من خلال الحصار الاقتصادي.. وبعدها يسمح لمنظّــمات تدخل وتعمل وفق ما يريد وتبدأ الحربَ الناعمة في قلب المفاهيم وتغيير الوعي الشعبي تجاه المحتل..
في المقابل الغازي والمحتل يعملُ على شتى المجالات لتحقيق أَهْــدَافه الاستعمارية.. وتحت عناوينَ حتى إنْسَـانية عبر منظّــمات تعمل بين المجتمع مستغلين حاجة الناس.. وتضررهم من الحصار الاقتصادي الذي فرضه الأمريكي وأدواته القذرةُ على بلادنا براً وبحراً وجواً.. فهناك عملٌ منظّــمٌ في كسر إرَادَة وصمود الشعب اليمنيّ وتحَـرّكه المسؤول ضد الغازي والمحتل.. وكذلك العمل على التثبيط والتحَـرّك والنفير للجبهات تحت عناوين الحياد وما لنا حاجة ضروري نستسلم ويش فايدة من المواجهة.. وهذا هدف واضح لخلخلة المجتمع الصامد في وجهة العدوان بعد أن فشلوا عسكريّاً في كسر صمود اليمنيّين وعجزهم في احتلال بقية المناطق..، حيثُ يلجأ المحتل إلى الحرب الناعمة واتّخاذ هذه الأساليب في خلخلة جبهة الصمود.. ووهن عزيمة الشعب اليمنيّ وإقناعهم بالاستسلام والخضوع للمحتل والغازي..
هنا ما نؤكّـده أن المعركة معركة وعي قبل كُـلّ شيء.. سيما وقد انكشفت عورةُ الغازي والمحتل واتضحت أَهْــدَافه الحقيقية من العدوان وسقطت كُـلّ أوراقه وعناوينه.. فلهذا لا ننخدع أَبَداً بمن يسعى إلى تفتيت الجبهة الداخلية والتقليل من فائدة وثمرة الصمود الشعبي تحت عناوين.. ورفع شعارات زائفة سواء جاءت من منظّــمات ترفع شعار رياحَ السلام وما شبه ذلك أم من اْبواق إعلامية وغيرها..