تعذيب واغتصاب واعتداءات جنسية بسجون سرية للمحتل الإماراتي بـ #عدن
عمران نت/ 21 يونيو 2018م
” هكذا تم إجبار المساجين على التعري”. من الرسومات المسربة. ( أ ب)
عرب ٤٨/ أسوشيتد برس
تحرير: خالد السيد
كشفت وكالة ” أسوشيتد برس ” الأميركية، أمس الأربعاء، عن تقرير يرصد حالات التعذيب التي يتعرض إليها السجناء داخل معتقل يمني بإدارة إماراتية، التي تصل إلى حد الاعتداءات الجسدية والاغتصابات.
وقال التقرير إن التعذيب المنهجي داخل المعتقل كان مربوط بجدول زمني محدد واصفًا تسلسل الانتهاكات الأسبوعية بحق المعتقلين على النحو التالي: ” الضرب أيام السبت، التعذيب أيام الآحاد، والإثنين استراحة. في الأيام الثلاثة الأخرى تعاد الكرة ذاتها. في أيام الجمعة يحين وقت الحبس الانفرادي”.
وأشار التقرير إلى رواية أحد السجناء اليمنيين الذين احتجزوا دون تهم، رسّام استطاع تفصيل سبل التعذيب والاعتداء الجنسي الذي تعرض له من خلال رسوماته.
وهُربت هذه الرسومات من سجن “بير أحمد” في مدينة عدن جنوبي البلاد، حاملة معها لمحة قاتمة لعالم خفي من انتهاكات حقوق الإنسان الصارخة يرتكبها ضباط إماراتيون بمنأى عن المحاسبة والعقاب.
ونقل الفنان المعتقل، مختصرًا نحو عامين من الاحتجاز الذي بدأ العام الماضي، شهادته للوكالة، قائلًا إن العنف الجنسي هو الأداة الأساسية التي استخدمها الضباط الإماراتيين في إلحاق العقوبة بالمعتقلين لاستخلاص “الاعترافات”، وأكد ستة معتقلين آخرين صحة الموضوع.
وتُظهر التخطيطات التي رسمت على ألواح من البلاستيك، رجلا عاريا معلقا من أغلاله أثناء تعرضه لصدمات كهربائية، ونزيل آخر على الأرض محاط بكلاب تزمجر فيما يقوم عدة أشخاص بركله، وتخطيطات لعملية اغتصاب شرجي.
وقال الفنان الذي اعتقل العام الماضي، لانتقاده للإماراتيين الغزاة بشكل علني، إن “أسوأ ما في الأمر هو أنني كنت أتمنى الموت كل يوم ولا أستطيع أن أجده”.
“معلق بالهواء يصعق بالكهرباء”. من الرسومات المسربة. (أ ب)
وحددت الوكالة ما لا يقل عن خمسة سجون سرية إماراتية، تستخدم فيها قوات الأمن التعذيب الجنسي لقمع السجناء وإخضاعهم، من خلال التحقيق الذي أجرته في حزيران/يونيو العام الماضي.
واستولت القوات الإماراتية التي تقاتل “نيابة” عن الحكومة اليمنية التي يرأسها عبد ربه منصور هادي، على مساحات واسعة من الأراضي في جنوب اليمن، منذ انضمامها للعدوان على اليمن، المتمثل بالحملة العسكرية التي شنّها التحالف بقيادة السعودية على اليمن، منذ 3 سنوات.
واعتقلت القوات الإماراتية مئات الرجال واحتجزتهم في شبكة تحتوي على 18 معتقلًا سريا على أقل تقدير، لادعائها بأنهم أعضاء في تنظيم “القاعدة”. وتم احتجاز السجناء دون تهم أو محاكمات.
وقال شهود عيان إن الحراس الذين يعملون تحت إشراف ضباط إماراتيين، يستخدمون عدة أساليب تعذيب وإذلال جنسية.
وأضافوا أنهم يعتدون جنسيًا على المعتقلين ويلتقطون مقاطع فيديو لهم، كما يصعقون أعضائهم التناسلية بالكهرباء ويمارسون شتى الوسائل المؤذية والمذلة والمقززة لإلحاق الأذى الجسدي والنفسي بهم.
وقال مسؤول أمني سابق اشترط عدم ذكر اسمه خوفا على سلامته، وشارك في عمليات تعذيبه لـ”انتزاع اعترافات”، إنه يتم استخدام الاغتصاب كوسيلة لإجبار المعتقلين على التعاون مع الإماراتيين في التجسس. وانشق المسؤول الأمني عن الإمارات وغادر البلاد.
وأضاف “في بعض الحالات، يقومون باغتصاب المعتقل وتصويره، واستخدام الفيديو كوسيلة لإجباره على العمل معهم”.
وأكد مسؤولون أميركيون العام الماضي، أن الولايات المتحدة استجوبت بعض المعتقلين في سجون سرية تديرها الإمارات في اليمن.
وشدد البنتاغون على “عدم علمه” بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، رغم أن الحصول على معلومات استخبارية عن طريق التعذيب يعد انتهاكا للقانون الدولي.
وعلى الرغم توثيق الوكالة ومنظمات حقوقية والأمم المتحدة لحالات التعذيب وإعداد تقارير موثقة جيدا عن تورط الإمارات المباشر بالموضوع، إلا أن اللواء البحري الأميركي، أدريان راناكين غالوي، المتحدث باسم البنتاغون، قال إن الولايات المتحدة “لم تشهد” أي دليل على إساءة معاملة المعتقلين في اليمن.
ورصد التقرير خمسة معتقلات سريّة فيها تعذيبا جنسيا للمعتقلين، أربعة منها في عدن، استنادًا على أقوال ثلاثة مسؤولين أمنيين وعسكريين يمنيين، تحدثوا إليها شريطة عدم الكشف عن هويتهم لخشيتهم من أن تتعرض حياتهم للخطر.
ويتواجد أحد السجون في مقر القوات الإماراتية في عدن، قاعدة “البريقة”، حيث شوهد ضباط أميركيون مع مرتزقة كولومبيين، بحسب سجينين ومسؤولين أمنيين.
وقال السجناء الذين يقبعون داخل السجن، إن العسكريين الأميركيين لم يكونوا متورطين مباشرة (في زيهم الرسمي) ولكنهم كانوا على علم بالتعذيب، إما عن طريق سماع الصراخ أو رؤية العلامات.
وقال مسؤول أمني كبير في سجن ريان في المكلا طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية المعلومات، إن “الأمريكيين يستخدمون الإماراتيين كقفازات للقيام بعملهم القذر”.
وقال قائد يمني متواجد في الرياض حاليًا رافضًا الكشف عن هويته لنفس الأسباب السابقة، إن “الانضمام لداعش والقاعدة أصبح وسيلة للانتقام من جميع الانتهاكات الجنسية وانتهاك أعراض الرجال (…) السجون، إنها تصنع داعش.