الإمارات … تنتحر بالحديدة
عمران نت/ 18 يونيو 2018م
زين العابدين عثمان
تحت وطأة الأحداث المتسارعة والمتراكمة في معارك الساحل الغربي بدأت الحقائق المتوقعة تطفو على سطح هذا الصفيح الساخن.
ومن هذه الحقائق أن الإمارات التي تقود حملة عسكرية لمهاجمة الحديدة قد تقترب يوماً بعد آخر على الارتطام بالهزيمة الماحقة والمتوقعة في معركة الحديدة التي خرجت عن سيطرتها في ساعتها الأولى والتي تكللت بتعرضها لضربة قاصمة من قبل القوات البحرية اليمنية التي باغتتها بتدمير إحدى بارجاتها بصاروخين بحريين كضربة استباقية وتحذيرية لموجه من الضربات القادمة التي ستكون مفاجئة وتستهدف المقتل.
وفي ذات الوتيرة ومع بلوغ عمر معركة الحديدة يومها السادس نفذت قوات الجيش واللجان الشعبية عملية تكتيكية واستراتيجية إدت إلى قطع خطوط الإمدادات بشكل كامل بمنطقه الجاح والفازة والنخيلة عن قوات مرتزقه الإمارات المتمددة في مديرية الدريهمي لليوم الثالث على التوالي ومازالت إلى اللحظة وهو أدى إلى إصابة هذه القوات بالشلل والانهيار التدريجي.
وبالتالي فهذا الصعيد قد عكس مدى هشاشة هذه القوات ومشروع الإمارات للسيطرة على الحديدة الذي اقترب بشكل كبير من الفشل والانهيار المؤكد، وهو ما تقوله آخر مستجدات أحداث معركة الحديدة والساحل الأخيرة.
لذا فكما هو متوقع للكثير من المراقبين فإن مسألة حسم معركة الحديدة لصالح الإمارات يعتبر ضرباً من المستحيل ولا سبيل لذلك الحسم مهما امتلكته من إمكانات أو زادت في ذلك أمد المعركة.
وبمناسبة خيار إطالة المعركة فإن الأمر لم يعد هيناً على الإطلاق لاستمرار الإمارات في إطالة هذه الحرب لأسباب متعددة، أبرزها أن قواتها التي تعتمد عليها كلياً في التقدم أصبحت محاصرة تماماً في مديرية الدريهمي ولا تستطيع لا التقدم ولا العودة، فمن الجهات الثلاث تتموضع القوات الضاربة من الجيش واللجان الشعبية التي تعمل على استنزافها بشكل يومي ومستمر، وبالتالي فهي أي (الإمارات) وحلفاءها قد أرغمت على إحداث تغيير طريقتها بالحرب خلال الـ24 ساعة الماضية لتعتمد حالياً على الطيران الحربي والمروحي بشكل كامل لحماية من تبقى من مرتزقتها وقواتها المحاصرة.
وفي الوقت عينه تحاول أن تدفعهم بغطاء جوي كبير جداً إلى التقدم صوب مطار الحديدة مجدداً من أجل السيطرة عليه ولوكان ذلك لبعض الوقت “للكسب الإعلامي فقط” فهي تعلم أن قواتها المحاصرة دخلت موتاً سريرياً، والمسألة أصبحت مسـألة وقت، لتنهار عن آخرها إما قتلاً أو أسراً.
لذلك فهي تحاول اليوم أن تستفيد منهم ولو في إنجاز السيطرة على المطار.. وللعلم أنها قد عززت في هذا الصدد زيارة المبعوث الأممي المشبوهة إلى اليمن مارتن غريفث ليحاول إقناع أنصار الله بفك الحصار عن تلك القوات ودفعهم نحو تسليم ميناء ومدينة الحديدة.
بالأخير لا يسعنا القول سوى ان الإمارات في تخوم الفشل العسكري المحتوم وان تحركاتها الحالية والمستقبلية أصبحت مفضوحة ولن تزيدها إلا غرقاً وانتحاراً وخسائر لم يسبق لها مثيل.
فهي دخلت معركة لم تكن أهلا لها، تطلب من خلالها ما هو مستحيل، لذا لا خيار أمامها سوى العودة والخروج من هذا المعترك المكلف والمجهد مالياً وعسكرياً وسياسياً، وإما أن تركب رأسها وتستمر في ضربه بصخور الحديدة.