كاتب صهيوني: الإعلام السعودي يتعاطى بإيجابية مع “اسرائيل” ودعوة لإعلان علاقات الرياض بتل أبيب

عمران نت/ 29 مايو 2018م

في ظل الغزل الإعلامي والدبلوماسي الذي تبادر إليه الرياض تجاه العدو الصهيوني، قال الكاتب آرون بوكسرمان أن “السعودية” تدفع بالمؤسسات والوسائل الإعلامية التابعة للنظام لدعم قيام دولة قومية للإحتلال وتصفية القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن ذلك يأتي انطلاقاً من سياسة وتوجهات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. بوكسرمان وفي تقرير نشره الموقع الصهيوني “تايمز أوف اسرائيل”، أكد أن وسائل الإعلام الموالية للنظام السعودي، أصبحت تعبّر بجرأة غير مسبوقة عن حق الكيان الصهيوني ببناء دولة من غير أن يكون الحق للفلسطينيين في ذلك، فيما تشهد منصّات التواصل الإجتماعي معارضة شديدة من قبل “السعوديين” المناوئين لتوجّهات السلطات الأمر الذي يدفع نحو نزاعات داخلية بحسب الكاتب. التقرير يلفت إلى أحد عناوين صحيفة الشرق الأوسط الذي توجّه إلى القراء بالسؤال: “هل تقفون مع إيران أو إسرائيل؟”، ليعترف بعد ذلك كاتب العامود عبدالرحمن الراشد بأن هذا السؤال محرج بالفعل ويتناقض مع “أسس ثقافتنا السياسية”، لكنه وفقاً للتقرير يعتقد أن إعادة النظر في العلاقات مع الدولة اليهودية هي الطريقة الأفضل للتقدم إلى الأمام. ويضيف الكاتب: إن “العلاقات بين [اسرائيل] والعائلات الملكية المحافظة في الخليج كانت من أسوأ الأسرار التي تم الحفاظ عليها، إلا أن الحكومات على جانبي البحر الأحمر بدأت في الأشهر الأخيرة بإصدار إشارات متزايدة عن التضامن، من خلال الحملات الدبلوماسية في مصر، إلى التغريدات التي تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”. المراقب للشأن السعودي في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى “سايمون هندرسون”، يعتبر أن المخاوف المشتركة بين كيان الإحتلال والرياض تجاه طهران، وبروز محمد بن سلمان الذي يقف وراء المغازلات الدبلوماسية والإعلامية، إلى جانب ظهور نخب تشجع على تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال وتجاوز القضية الفلسطينية، كلها عوامل ساهمت في إرساء عهد جديد لتاريخ العلاقات بين البلدين، مضيفاً: “يتعامل ابن سلمان مع القضية الفلسطينية على أنها موضوع يجب حله، لكنه يجب ألا يعرقل العلاقة مع [إسرائيل]”. بوكسرمان يستدرك أيضاً تصريحات ابن سلمان في حديثه لمجلة “ذا أتلانتك” حيث أكد على حق الصهاينة بأن يكون لهم وطن، حيث أصابت تصريحاته المراقبين الدوليين بالدهشة في حين لم تلقَ اهتماماً من قبل الإعلام السعودي يشير التقرير، لافتاً إلى أنه حين نشرت الصحف السعودية ترجمات للمقابلة، فإن اهتمامها كان مختلفاً عن اهتمامات المراقبين الإسرائيليين، فصحيفة “عكاظ” اختارت عنوان “محمد بن سلمان: إيران والإخوان والإرهابيون هم مثلث الشر”، أما صحيفة الرياض، فكان عنوانها: “لا يوجد هناك شيء اسمه الوهابية”. ويجد الكاتب أن المشهد الإعلامي الجديد في “السعودية” يُثير استغراب الإعلاميين العرب أيضاً وليس فقط المراقبين الأجانب، حيث اتهم محمد الجوهري، الذي يكتب في “الخليج الجديد”، “الذراع الإعلامي” لابن سلمان، بوضع الأسس للتطبيع مع [إسرائيل]، وحذر من ظهور “عقال” مزخرف بنجمة داوود، وقال: “تم تجنيد كتيبة كاملة من الكتاب السعوديين لهذه المهمة، وهي تصفية القضية الفلسطينية، والتطبيع مع [إسرائيل]، وفقاً للموقع العبري. التقرير ينوّه إلى أن المشهد الإعلامي في “السعودية” معقّد، إذ يسيطر النظام على كل ما يُنشر في البلاد، ومن أهم وسائل الاعلام التابعة له، وكالة الأنباء السعودية، وعرب نيوز وقناة العربية، وصحف أخرى مثل الشرق الأوسط والحياة المملوكة بشكل خاص، وصحف شعبية كعكاظ، هذا ويورد الكاتب نقلاً عن هندرسون مدى تأثير النظام على الصحافة، مضيفاً أن عرب نيوز على سبيل المثال تعكس حملة العلاقات العامة لمحمد بن سلمان إذ تسلط الضوء على الإيجابيات طوال الوقت، فيما يتم تجنّب الأخبار السلبية عن الكيان الصهيوني، وذلك نتيجة رغبة ابن سلمان الذي يريد ترسيخ العلاقات الإيجابية بين الطرفين من خلال الغزل الاعلامي والثقافي والتبادل التجاري، غير أن النزاع الصهيوني الفلسطيني يظل عقبة، يقول هندرسون. وعن معارضة الشعب السعودي لتوجّه النظام في تنشيط العلاقات مع العدو الصهيوني، يبيّن الكاتب أن الفضاء الالكتروني وخصوصاً موقع “تويتر” الذي يستخدمه اكثر من ثلث السكان في “السعودية”، يجد فيه “السعوديين فرصة كبيرة لتحدّي مسار الرياض الجديد، مستشهداً بمقال هاني الزهيري، الذي أكد فيه ما يمكن أن تحققه “السعودية” من علاقات مفتوحة مع “إسرائيل” لقي شجباً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي. دعوة لإعلان العلاقات السعودية مع كيان الإحتلال الكاتب الصهيوني جاكي خوجي، كشف أن الكيان الصهيوني يقيم علاقات مع دول الخليج العربي بصورة سرية، منذ سنوات طويلة وقد حان الوقت للإعلان عنها بصفة رسمية، لا سيما أن الفترة الأخيرة تشهد تطوراً كبيراً في العلاقات السعودية – الصهيونية، وتابع نقلاً عن كتّاب سعوديين أن “[السعودية] لن تقف على طول الخط ضد [إسرائيل]، بل إننا سندعمها في حال هاجمت قوات إيرانية في سوريا” مرجّحاً أن يكون هؤلاء الكتّاب حصلوا على ضوء أخضر من جهات سعودية عليا، حتى أقدموا على تصريحات بهذا الشكل. الخبير الصهيوني في الشؤون العربية أكد أنه آن الأوان لأن يتم الحديث في تل أبيب والرياض عن علاقات واتصالات ثنائية، باعتبارها جزءاً من واقع جديد تشهده المنطقة، وعنصراً محورياً في علاقات الكيان الصهيوني الخارجية في المنطقة، مضيفاً: “لعل الشخصية الأهم في [إسرائيل] التي تحدثت بصراحة ووضوح هو يوفال شتاينيتس عضو المجلس الوزاري المصغر ووزير الطاقة، الذي اعترف بوجود هذه العلاقة في لقاء مع إذاعة الجيش الإسرائيلي قبل سبعة أشهر”. وفيما يتفهم الكيان الصهيوني رغبة “السعودية” بالتحفّظ عن إظهار هذه العلاقات إلى العلن بغية عدم إثارة الرأي العام العربي و[السعودي] ضدها، يقول الكاتب الصهيوني إلا أن “إسرائيل” اليوم في 2018 “باتت دولة عظمى في الجوانب: التكنولوجية، الاقتصادية، الاستخبارية، العلمية، والدبلوماسية، والعديد من دول المنطقة تسعى للتقارب معها” على حد زعمه وأضاف: “ولذلك على [إسرائيل] أن تطلب من الأنظمة العربية الراغبة بإيجاد اتصالات وعلاقات معنا أن تكون علنية، وفوق الطاولة، وإلا فلن يحصلوا على ما يطلبونه منا”. وختم بالقول “يجب إلزام تلك الدول العربية بتبادل الزيارات العلنية مع [إسرائيل] من الزعماء ورجال الاستخبارات، بإعتبار أننا نعيش في شرق أوسط جديد يتطلب تغييرا في النهج القديم بالإبقاء على هذه العلاقات في أجواء من السرية والتكتم”.

مقالات ذات صلة