جنون العظمة وثنائية القطب لدى ترامب تدفعه إلى التصرف وكأنه يحكم العالم
عمران نت/ 25 مايو 2018م
عدنان علامة
إن غطرسة وعجرفة ترامب تدفعه إلى التصرف وكانه زعيم مافيا دولية وجنون العظمة لديه تدفعه إلى عدم تقدير العواقب . فتصرفه متهور إلى أقصى الحدود وتصرف مسؤولي إدارته بدأوا بالمزايدة عليه في تصرفاته وكان آخر تصرف متهور لنائب الرئيس ترامب حيث هدد الرئيس الكوري بشكل صريح حيث لمح له بشكل وقح بانه قد يلقى نفس مصير العقيد القذافي . وهكذا أعاد التوتر إلى نقطة الصفر فألغت كوريا اللقاء الرئاسي المرتقب بين ترامب وكيم جونغ اون . ولا بد من الإشارة إلى الأعمال الإضافية التي أقدم عليها ترامب والتي تهدد الأمن والسلم العالميين وهي كالتالي :-
1- نقل سفارة أمريكا إلى القدس في يوم ذكرى إحتلال فلسطين بتاريخ 12 ايار .
لقد أطلق ترامب رصاصة الرحمة على سراب الحل السلمي مع العدو الصهيوني وأكد بنقله السفارة في ذكرى النكبة على يهودية الكيان. وقد انتفض الشعب الفلسطيني بكافة شرائحه وخرج بالآلاف مشكلين مسيرات العودة. وكعادة الكيان الغاصب فقد ارتكب المجازر بحق المدنيين العزل . وترقى هذه المجازر إلى جرائم حرب وسط صمت المجتمع الدولي المتآمر والمتواطيء مع الكيان الغاصب . والأمور ستتصاعد إلى ما لا يحمد عقباه لأن المراهنين على الحل السلمي وحل الدولتين عادوا بخفي حنين .
2- الإنسحاب من الإتفاق النووي وإعلان إجراءات العقوبات على إيران ضاربا بعرض الحائط مصالح الدول المشاركة في توقيع الإتفاق .
أثبت ترامب وبالدليل الملموس بأنه يتصرف كزعيم مافيا وليس كرئيس دولة كبرى . فهو لم يحترم الإتفاقات والمعاهدات الدولية والتي كانت برعاية مجلس الأمن . فلم يحترم ترامب مصالح الشركاء نهائيا وهو بتصرفه يقول لهم الأمر لي . إن سلسلة العقوبات التي سيفرضها عل إيران خارج أي قانون دولي ستفرض عقوبات على الشركات الاوروبية التي اقتحمت اسواق إيران بكثافة فور إعلان رفع العقوبات الدولية عنها . وقد أكدت الطاقة الدولية للحد من الأسلحة النووية إلتزام إيران بالشروط المطلوبة في الإتفاق النووي . وترامب التاجر يعلم علم اليقين بأن إنسحابه منفردا من الإتفاق وفرضه العقوبات القاسية جدا ومنفردا على إيران سيؤدي إلى إنهياره من قبل شركائه في التوقيع على الإتفاق النووي لعدم قدرتهم على مواجهة قرارات ترامب . وبالتالي ستعود إيران إلى التخصيب كرد طبيعي على عدم إحترام المجتمع الدولي للإتفاقات والمواثيق . وستكون سابقة في التاريخ بأن أمريكا أصبحت وبشكل علني وصريح ناكثة للعهود والمواثيق واصبحت فاقدة المصداقية لأن تكون وسيطا نزيها في حل أي نزاع في العالم . ومن ناحية أخرى وبوجود بولتون سنتوقع تسويق ملف وجود قنابل نووية في إيران لأن لديهوخبرة واسع في فبركة الملفات والكذب على الشعب الأمريكي .
إن ترامب يسعى بكل جهوده لتنفيذ الإرادة الصهيونية بإعلان الحرب على إيران والتي ستؤدي بلا شك إلى إندلاع الحرب بشكل واسع جدا ليصبح ملعبها منطقة الشرق الأوسط .
قد يكون ترامب نابغة في الأعمال التجارية ولكنه لا يفهم شيئا في السياسة الدولية او في الأمور العسكرية . ولذا لا بد من الإشارة بأنه في حال إنطلاق أول صاروخ أو غارة على إيران ستتحول كافة القواعد الأمريكية في الخليج إلى رماد والطائرات التي ستنطلق من حاملات الطائرات لن يكون بقدرتها العودة إليها . ولا أقول هذا إعتباطا بل بناء على تصريحات سابقة وتحليل دقيق لتطوير الأسلحة الدفاعية . فالقيادة الإيرانية لا تثق بأمريكا نهائيا فهي كانت وستظل الشيطان الأكبر كما وصفها الإمام الخميني قدس سره . ففي الوقت الذي وقعت فيه الإتفاق النووي كانت تعد نفسها بتطوير الأسلحة الدفاعية للدفاع عن شعبها . فامريكا تستطيع العدوان في أي لحظة ولكن لن يكون بمقدورها يقينا التحكم بنهايتها أو مسارها .
آمل أن يتدخل بعض العقلاء للجم الجامح ترامب لإنقاذ العلم من شر لا بد منه .
وإن غدا لناظره قريب