” تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىَٰ”
عمران نت/ 25 مايو 2018م
بقلم/ عدنان الكبسي (أبو محمد)
حينما ترى قوى العدوان وأطراف النفاق في ظاهرهم متحالفين في الظلم والإجرام والإفساد وكأنهم جسد واحد في توجههم وتحركهم وهدفهم، لكنهم في حقيقتهم متفرقين متنازعين، لماذا؟.
لأنهم تحركوا من الأساس على نوايا عديدة وأهداف مختلفة شخصية وإنتمائية تحت عنوان واحد وهو إعادة ما يسمى بالشرعية، وكل دولة دخلت في التحالف على أساس مخططات لها وتنفيذ مشاريعها في الإحتلال والغزو، وكل طرف من الداخل اليمني له رؤى وأهداف معينة يريد فرضها على الواقع، والإستحواذ على التسلط وتهميش الأطراف الأخرى وإقصاءهم ومسحهم حتى من الخارطة.
لأنه في الأساس إنظر إلى كل طرف من دول العدوان أو من مرتزقة العدوان لرأيت كل طرف له رؤى وأهداف ومقاصد لا يمكن تنفيذها في الواقع إلا بإقصاء الآخرين، وفي نفس الوقت كل طرف يكفر الآخر، ويرى أنه خارج ملة الإسلام ويجب قتاله.
وليس غريبا الصراع في مدينة تعز بين مرتزقة العدوان أو في غيرها، إذا كانت قلوبهم شتى، يحملون في قلوبهم على بعضهم البعض من الحقد والكراهية والبغض والعدواة ما يحرق الجبال، فيخرج آثار ما في قلوبهم إلى المواجهة والقتال، وسرعان ما يتدخل أسيادهم السعوديين والإماراتيين إذا أوحت إليهما أمريكا ليسدوا خلافهما ويحسموا أمرهما، لمرحلة ما تريدها أمريكا وتفرق بينهما متى شاءت.
فلذلك حتى لو لم ترتكب دول العدوان الآلاف من الجرائم في حق الأطفال والنساء والعزل، لكان واقعهم يشهد على باطلهم، خلي عنك أنهم مجرمون ومرتزقتهم مثلهم مجرمون.
وهكذا هم سيكونون وأسوأ لو أنهم تمكنوا في البلاد لأن ((بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ))، ولأنهم لو كانوا يعقلون لما رضوا بأن يكونوا مع أعداء الأمة من اليهود والنصارى مقاتلين ومستبسلين.
فهم بنوا واقعهم على باطل، وما بني على باطل فهو باطل، وبنيانهم بنوه على جرف هار فانهار بهم إلى نار جهنم، فلا يزال بنيانهم ريبة في قلوبهم (( لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)).
فلذلك تحالفهم أوهن من بيت العنكبوت، وليسلطن الله عليهم رجال الله يأخذوهم ويقتلوهم تقتيلا ولا يجاورون المؤمنين فيها إلا قليلا ((لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا¤ مَّلْعُونِينَ ۖ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا)).