فوز حزب الله و قصف صنعاء
عمران نت/ 08 مايو 2018م
بقلم /أشواق مهدي دومان
لم نفتأ نفرح لانتصار لبنان المقاومة حتّى أدمت أرواحنا تلك الجريمة الشّنعاء لبني صهيون الأمريكان ، و ما أكثر جرائمهم المتركّزة على صعدة بالمقام الأول ، و ميدي، و الحديدة، و تعز و لكنّ صنعاء هي وسيلتهم لإسكاتنا عن جريمتهم الكبرى عن احتلالهم لسقطرى..
فهم لم يرقبوا فينا إلّا و لا ذمّة من أول يوم يسقط أوّل صاروخ لهم في بني حوات..
جرائمهم نكراء في كلّ وطننا الغالي و لكنّ هذه المرّة غدا ملفتا فاكتظاظ السّكان في شارع، وحيّ في صنعاء بالذّات هي رسالة أخفوا محتواها ومن ضمن ما يتكشّف منه هو لفتهم لانتباهنا وتحويله عن سقطرى ، و لسان حالهم يقول : اصمتوا عن التّأنيب و التّأليب علينا و احتلالنا لأرضكم ،اصمتوا عن عملائنا ( مطايانا) ؛
كفّوا ثورتكم واصمتوا عن سقطرى ؛ فهي لنا لنا، و لن يفيد ولولتكم عليها فابكوا أنفسكم فنحن نقصفكم في صميم حياتكم.. هكذا أرادوا أن يخبرونا..
أغبياء ، ومجرمون ، وساقطون بظنهم أنّ عنفهم سيركعنا و أنّ اليمن و أهلها يمكن أن يكونوا هنود حمر القرن الواحد و العشرين !!
حمقى في زعمهم أنّهم سيمرّون بلا عقاب من رجال الله الماضين و يد الله فوق أيديهم .
يظنون قصفهم و حرب إبادتهم علينا هي الحلّ الأمثل لقمعنا حيث يتزامن نصرنا في ساحات المعارك، ونحن جزء ؛ و فصيل قويّ، وحقيقي،ّ و واقعي،ّ و أصيل من مشروع مناهضة إسرائيل.
يريدون هزيمتنا فهم يرون باعترافاتهم أنّنا _ اليمنيين _ كفكر مقاوم لهم ، رافض لمشروعهم الاستعماري الواسع ؛ يرون أنّنا حزب الله الآخر بملامح ، و تقاسيم ،وتفاصيل يمانيّة !!
يرعبهم فوز (نصر الله) وحزبه فوزا ساحقا رغم محاولاتهم المتواصلة والمتتابعة في قصّ أجنحة حزب الله الذي قهرهم عسكريّا في 2006 قهرا ما بعده قهر ، و قد زرعوا في لبنان المقاومة والشّعب والجيش والمذهب شتائل ،وفتائل الحرب الأهليّة ، و كلّ وسائل التّشرذم والفتن بجعجعهم ، وسنيورتهم، وغيرهما من عملائهم الواضحين و المخفيين ، ومع هذا فقد كانت العقود السّابقة من معاناة اللبناني مستمرة في وجود ثقافة الاستسلام للمحتل والعبادة للصهيوني ؛ ما كوّن وعيا شعبيا ورأيا عاما ملتفا حول من يدافع و يقاوم بشدّة لم تكن قبل حزب الله وحركة أمل ( توأم الحزب السّياسي).
انتصرت المقاومة اللبنانية العربيّة الإسلاميّة نصرا جعلهم يعيدون تقليب صفحات صمود شعب الأنصار، و هو درع الجزيرة كلها؛ فإن أخفقوا في اختراق دمشق كبوابة الشّام كلّ الشّام إخفاقا انتهى بهزيمتهم حتّى في قصف سوريّا الأخير بتحالف أمريكي إسرائيلي بريطاني فرنسي فقد خافوا أن يتسرب النّصر النّهائي للشّعث الغبر الذين بدؤوا من الصّفر ،بدؤوا بقوّة وربّما كان أنصار الله هم الأسرع في لمّ شعث وطن تم تفتيته على مدى حكومات ما بعد الشّهيد الحمدي و مع هذا يأتي صاحب كهف مرّان( على حدّ تعبير عملائهم ) و يدخل دخلة قويّة تبدأ من ملازمه وهو الشّهيد القائد السّيّد حسين بدر الدّين الحوثي الذي التفّت حوله صعدة فكان جزاؤها ستة حروب منذ 2004 ، ليستمر فكر ثقافة القرآن جاريا منسابا في روح شعب سئم من انسلاخه عن هويته ، شعب تمّ تشتيته فكرا؛ وعاطفة بين مسمّيات ما كانت لولا عملاء الصهاينة في اليمن الذين ما أثّرت حروبهم على كلّ حرّ في اليمن فظلت مسلسلات قتلهم الفردي، و الجماعي. تطال كلّ من يناهض مشروعهم الاستسلامي الانهزامي..
شعب الإيمان الذي جاءت ثقافة المسيرة القرآنية كريّ و ارتواء لكل تعطّش وضمأ للحقيقة.
شعب رأى في أبناء الحوثي رجال يعيدون أمّة كاملة إلى موقعها الذي خلقت له ،و الذي كاد أن ينخر من وسطه لولا تسخير الله و نعمته على هذا الشّعب برجال كالشهيد القائد/ حسين الحوثي ، و حامل لوائه السيد القائد/ عبدالملك الحوثي ، ورجالهم الذين جعلوا المستكبرين بلا عقل مجانين حين صمدوا صمودا لا يناظره صمود بشر ؛ ولهذا كان حربهم من 2004 إلى اليوم قائما على رجال المسيرة القرآنيّة ؛ ولهذا رجال المسيرة مطلوبون للأمريكيين ، ولهذا رجال الله هم الهدف الرّئيس للمحتلين ؛ ولهذا اغتالوا الرئيس الفذّ الشّهيد/ صالح الصّماد أمام مرأى ومسمع العالم حين ارتعبوا من أن يمسك زمام أمّة مستضعفة رجل يقول : ربي الله وما سواه فأنا كافر به ..
نعم : رجال الله الذين كفروا بأمريكا وربيبتها إسرائيل ، و أعلنوا البراءة منها ، و ممن والاها ؛ فكانوا مصدر القلق الوحيد في أرض الإيمان ، و الحكمة .
و ليعد القارئ للوراء قليلا ويرى من هم المطلوبون لأمريكا من رجال سيتأكد أنّ أنصار الله هم الأغلب و الأشد إلحاحا على تصفيتهم من قبل العدوان مع إدخال شخصيّات من أحزاب أخرى للتّمويه أو لحقيقة دورهم المنسجم مع أنصار الله ..
لهذا كلّه يضربون صعدة بعنف ، و يقتلون أهلها بسخاء ؛فهي منبع ثورة المستضعفين ورجالها هم روح اليمن، وكل اليمن أصبحت ( اليوم ) صعدة، وكلّ اليمن مرّان، وكلّ اليمن مسيرة القرآن فهي النقطة الحقيقية التي آن للشّعب اليمني كلّه أن يضعها على حرفه،و قد بات الالتفاف حول فكرها المناهض للاحتلال بغض النّظر عن المذهب أو المنطقة أو الطائفة أو الحزب السياسي ضرورة ملحّة..
نعم : الالتفاف حول ثقافة مناهضة الاستكبار العالمي بات ضرورة للنصر القريب المتزامن ، و المتشابه أو المشابه لانتصار حزب الله المقاوم حين التفّ واعتنق فكر، و ثقافة المقاومة( ضدّ إسرائيل ) المسيحي قبل المسلم ،والسّني قبل الشّيعي، والدّرزي قبل العلمانيّ و…الخ حتّى وصلت المقاومة برلمانيّا إلى القمّة، و تحوّلوا بفعل وعي الشّعب الذي جرّب كلّ الشّعارات الرّنّانة المنهزمة العميلة لإسرائيل والتي أدنت رقبة لبنان قبل المقاومة إلى تحت سكين المحتلين فكانت المقاومة ثقافة ومشروعا نهضويا مناهضا للخنوع هو الأجدر بتحمّل مسؤولية عودة لبنان للبنان ؛ كما لو وعى و استفاد شعبنا اليمني ّ ( خاصة اليوم ) من تجربة لبنان فيلتف بكلّ فئاته حول ثقافة المقاومة المتمثلة في مكوّن الأنصار ، و تغييب كل العقد ودفن كل الأحقاد لاستعادة اليمن من بين أنياب المحتلين ،و بالتالي عودتها لليمنيين ، و لهم فقط.
والسّلام