دعوني وأبي

عمران نت/ 1 مايو 2018م

بقلم / فاتن الفقيه

نهضت على صوت الناس حولي .. لم أدرك ما الذي كان يحدث .. وجدت جثة هامدة .. لم أكن لأتمنى يوما أن أراها هنا بجانبي .. ملطخة بحقد دموي بشع ومرعب أيقظ بي كل نزواتي لانتزاع أرواح القاتلين .. من فعل بأبي هذا ؟؟

من جعله جثة ؟

من أعطاه الإذن لتركي وحيدا في الظلام ؟

أين سندي و معيني على الصعاب ؟

أين من سكن قلبي وروحي؟  .. أين كل ما أملك ؟

بمن استجير وقد ذهبت ؟ ..لمن أشكو بثي وحرماني ؟

لم ذهبت الآن ؟! ..لمَ فرطت بي اليوم؟

لا زلت صغيرا لا أعي ما حولي .. ولكن أنت لم تمت !

لا تخف لن أترك جثتك !.. لن أدعهم يفرقون بيننا .. لن أتركهم يدخلونك تلك الحفرة السوداء الموحشة .. سأبقى بجانبك حتى تعود .. سأبقى حتى أموت معك ألم تعدني بأنك لن تتركني ؟

أحس بدموعي تسيل حارة على وجهي .. هم يحاولون سحبي لكني لا أريد ..

سأصرخ وأتشبث بما أوتيت من قوة

أشعر بغضب عارم يعتصر أنفاسي الملتهبة بنار الألم  .. سيحاولون ويحاولون إبعادي عنك .. اعذرني أبتاه فحين خارت قواي انتشلوني من حضنك ..لكن محال لهم فقد عدت إليك مستعيدا قوتي وأن كدت أن أهلك فلن أبتعد  ..

نم قرير العين فأنا ما عدت أرغب بهذه الحياة بعدك .. ولن أعيشها سوى هنا بقربك .. اطمئن فولدك الذي تخاف عليه من أن يتعثر لن يسقط .. سأعيش بين قيظ الحر و لسعات البرد .. بين ألم الجوع ومرارة الخوف .. بين سُعار الغضب و جذور الحزن المستأصلة بكل روحي ..

بعد كل ما سمعت هل لا زلت ستودعني ؟

أما آن لك يا أبتي أن تعود ؟

مقالات ذات صلة