وثائق سرية تكشف علاقة الراحل عبد العزيز آل سعود ببريطانيا
عمران نت/ 25 إبريل 2018م
لم تنتظر مكتبة قطر الوطنية كثيراً بعد افتتاحها منذ أيام، حتى شرعت إلى نشر وثائق هامة حول التاريخ الخليجي الجديد، باعتبار أن ذلك جزءً من مهامها، وقد نشرت المكتبة مجموعة تقارير ومداولات سريّة جرت بين الملك السعودي الراحل عبد العزيز آل سعود والبريطانيين. وعبر موقع المكتبة الإلكتروني نُشرت وثائق مثيرة للإهتمام عن عهد عبد العزيز آل سعود، مؤسس الدولة السعودية الثالثة، بعد الحصول عليها من المكتبة البريطانية، وتتألف هذه الوثائق من رسائل وبرقيات، وتقارير إدارية، ومذكرات، وملاحظات مكتوبة بخط اليد، لها علاقة بشؤون الراحل عبد العزيز آل سعود. الوثائق السرية احتوت على مراسلات متبادلة بين آل سعود والوكالات السياسية في البحرين والكويت وجدة، والمندوب السامي في العراق، والمندوب السامي في مصر، والمقيم في عدن، ومكتب المستعمرات البريطانية، ومكتب الهند، ووزارة الخارجية في لندن. وقد ظهر في الوثائق أن عبد العزيز كان يحصل على أموالٍ من البريطانيين مقابل عدم التوسّع في منطقة الخليج العربي، فيما أظهرت أخرى أن عبد العزيز شنّ حملة عسكرية للقضاء على آل رشيد وذلك بدعم مباشر من بريطانيا.
كما أظهرت الوثائق أن بريطانيا أبرمت معاهدة جدة للصداقة عام 1927 بين مملكة نجد والحجاز، ومنذ ذلك الحين اعترفت بريطانيا رسمياً بحكم عبد العزيز، وقد جاء في المادة السادسة من المعاهدة بحسب الوثائق: أن “يتعهد صاحب الجلالة ملك الحجاز ونجد وملحقاتها بالمحافظة، على علاقات الود والسلم مع الكويت والبحرين ومشايخ قطر والساحل العماني الذين لهم معاهدات خاصة مع حكومة صاحب الجلالة البريطانية”. وبدورها ردّت “دارة الملك عبد العزيز” الثقافية، التي يرأسها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، في تغريدة على تويتر: “هذه المشاهرة التي تسميها مدفوعات هي ضمن سياسة بريطانيا لمنع الملك عبد العزيز أن لا يمتد بنفوذه إلى مناطق تحت نفوذها آنذاك، وكانت ضمن نفوذ أجداده في الدولة السعودية الأولى”.
ويذكر أن “السعودية” كانت قد خشيت سابقاً من نشر وثائق عن حقبة الملك عبد العزيز، فقد تحرّكت دارة “الملك عبد العزيز” لإيقاف مشروع قطري عام 2012، وهو عبارة عن رقمنة الوثائق والمخطوطات والخرائط المحفوظة بأرشيف وزارة الهند التابعة للمكتبة البريطانية في لندن، المتعلقة بالخليج العربي، ونشرها على الإنترنت.