الإمارات تخطط لتفكيك “السعودية”
عمران نت / 22 إبريل 2018م
كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية النقاب عن برقيات سريّة صادرة عن سفارتي الأردن والإمارات في العاصمة اللبنانية بيروت، تتضمن أجندات سياسية أملتها “السعودية” على بعض الأفرقاء السياسيين في لبنان ضد حزب الله، وفي معلومات تعتبر سابقة من نوعها كشفت الصحيفة أيضاً عن مخطط إماراتي سرّي يهدف إلى تفكيك “السعودية”.
الصحيفة اللبنانية أشارت في ملف تحت عنوان إمارات ليكس صدر يوم الإثنين 18 / 4 / 2018 إلى أن البرقيات السرية التي جرى نشرها، تعود إلى أيلول الماضي أي قبل احتجاز رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بالرياض في 4 نوفمبر 2017 وذلك بالتزامن مع شن ولي العهد محمد بن سلمان سلسلة اعتقالات واسعة في الرياض. ونشرت الصحيفة برقية مسرّبة صادرة في 20 سبتمبر الفائت، عن السفير الأردني نبيل مصاروة تحتوي مدوّنات عن محضر لقاء جرى بينه وبين نظيره الكويتي عبد العال القناعي الذي قال بدوره أن “السعودية” خسرت في كل مكان حتى في لبنان، وإن وجود سفيرها السابق ثامر السبهان في بيروت إلى جانب قوى 14 آذار لن يحقق أكثر من مشادّات إعلامية. ونقل مصاروة عن السفير الكويتي أن “ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد يعمل على تفكيك السعودية”، لافتاً إلى أن المسؤولين السعوديين يحشرون الحرم المكي بالشؤون السياسية لأول مرة في تاريخه، حيث ظهر ذلك واضحاً في إشادة إمام الحرم المكي عبد الرحمن السديس بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. الشأن اللبناني الصحيفة اللبنانية وفي برقية ثانية، صادرة في 28 سبتمبر 2017، كشفت أيضاً عن محضر لقاء جمع السفير الأردني بالسفير الإماراتي حمد الشامسي، وقد نقل السفير الأردني عن الشامسي قوله: إن “السعودية تتخبط، ورغم عدم رضاها عن سعد الحريري إلا أنه لا غنى عنه”، فيما نصحت الإمارات عدم الإعتماد على وزير العدل السابق أشرف ريفي (أحد رجال الرياض في لبنان) وذلك نظراً لإرتباطه بحركات إسلامية في طرابلس. كما تكشف البرقية أن “ابن زايد غير راض عن الحريري لأسباب خاصة، حيث وقف إلى جانبه عندما رفعت السعودية الدعم عنه، لكنه أدار ظهره للإمارات بعد ذلك، وقد حاول السفير الإماراتي ترتيب زيارة للحريري إلا أن طلبه قوبل بالرفض. كما لم ينكر السفير قيام الشيخ محمد بن زايد بتقديم المشورة والنصح للسعودية، إلا أنهم في الإمارات غير راضين عن طريقة عمل السعودية”. وبحسب البرقيّة يقول السفير الأردني نقلاً عن نظيره الإماراتي أن كل من سمير جعجع ووليد جنبلاط وسعد الحريري هرعوا إلى الرياض لإعادة إحياء قوى 14 آذار (الفريق السياسي الذي يعارض حزب الله)، وذلك في محاولة من “السعودية” لتفعيل دورها في لبنان مجدداً وتشكيل جبهة سياسية ضد حزب الله بعدما آلت الأمور لصالحه في الحكومة اللبنانية، غير أن السفير الإماراتي أكد على أنها خطوة جاءت متأخرة جداً ولم تحقق أي شيء. ونشرت الصحيفة برقية أخرى صادرة من السفير الإماراتي إلى بلاده في 18 اكتوبر الماضي، ورد فيها معلومات عن تصويت لبنان لصالح قطر في انتخابات منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة (يونيسكو)، وأن سعد الحريري كان على علمٍ مسبق بذلك مع رئيس تيار الوطني الحر جبران باسيل حيث اتفقا معاً على إيصال رسائل سياسية إلى “السعودية”. الجدير بالذكر هو أن “السعودية” والإمارات يقودان معاً عدواناً على اليمن، منذ عام 2015، وتسببا بالأزمة الخليجية التي نشبت ضد قطر في يونيو الماضي، كما لهما ذات المواقف في تناغم سياسات بلادهما مع الولايات المتحدة والعدو الصهيوني ويظهر أنهما على تنسيق تام في كافة مواقفهما من السياسات والقضايا المحلية والعالمية