صحيفة “ذا تايمز”: مدريد تأمل في إبرام صفقات أسلحة للرياض متجاهلة الدعوات
وأوضحت الصحيفة البريطانية، تحت عنوان «العاهل الإسباني يغري السعوديين من أجل إبرام صفقة أسلحة»، أن الصفقة المزمع عقدها بين الرياض ومدريد، سوف تساعد في «توفير آلاف فرص العمل في قطاع بناء السفن» في إسبانيا، الذي يعاني من الركود، إلا أنها «أثارت مخاوف من إمكانية استخدام السفن الحربية الإسبانية (المشار إليها) كجزء من أدوات الحرب في اليمن»، شارحة أن «محاولات العاهل الإسباني فيليب السادس، لإغراء ولي العهد السعودي، والحاكم الفعلي للسعودية، محمد بن سلمان تتزامن مع تصاعد حدة الانتقادات من جانب جماعات حقوق الإنسان على خلفية النزاع الدائر في إحدى أفقر دول العالم»، في إشارة إلى حرب اليمن.
وفي سياق متصل، أشارت «ذا تايمز» إلى أن ائتلافاً من المنظمات الحقوقية، من بينها منظمة «العفو» الدولية، و«أوكسفام»، و«غرين بيس»، حث الحكومة الإسبانية على ضرورة أن تحذو حذو حكومات أوروبية أخرى مثل ألمانيا والسويد والنروج وبلجيكا، وذلك عبر وقف بيع الأسلحة إلى المملكة، على خلفية سقوط الآلاف من الضحايا مدنيين في الحرب، التي تقودها الأخيرة في اليمن.
ولفتت «ذا تايمز» إلى أن زيارة الأمير السعودي الشاب إلى مدريد، تأتي في أعقاب زيارة العاهل الإسباني إلى المملكة العربية السعودية في يناير من العام الماضي، حيث لوحظ تغيب زوجة الملك عن تلك الزيارة وقتذاك لأسباب أشيع أنها على صلة بموقفها المناهض من النظام السعودي، مشيرة إلى حالة من الاستياء الشعبي داخل إسبانيا بفعل «تورط أفراد من العائلة الحاكمة في إتمام صفقات أسلحة»، مع دول أجنبية، من بينها السعودية.
إلى ذلك، استعرضت الصحيفة فصولاً من العلاقات الوطيدة التي ربطت بين الرياض، ومدريد إبان حقبة حكم خوان كارلوس، والد الملك فيليب السادس، الذي كانت تربطه علاقات صداقة بالملك الراحل فهد بن عبد العزيز، والملك الحالي سلمان بن عبد العزيز، مضيفة أن متانة العلاقات بين الملك الإسباني السابق، وملوك السعودية المتعاقبين «ساعدت في تأمين سلسلة من العقود المربحة لإسبانيا، سواء في المجال العسكري، أو المدني»، لا سيما وأن إسبانيا تعد سابع أكبر مصدر للأسلحة في العالم، في حين تعد المملكة العربية السعودية أحد أكبر زبائنها.