قــائـد ضـحّـى وشـعـب اقـتـدى (الشهيد القائد)
عمران نت/14 إبريل 2018م
بقلم / أمةالخالق الحوثي
قرأنا الكثير والكثير من القصص القرآنية التي تتحدث عن الظالمين والمحسنين والعظماء والسفلة الحقراء ، وجدنا ان هناك مقارناة عظمى كانت تُطرح مابين اصحاب الحق واصحاب الباطل ولاحظنا كيف كان للعظماء تأثيراً كبير على البيئة التي يعيشونها والواقع الذي يحيط بهم ، بحيث ان الذين كانوا يتطلعون على مواقفهم كان يستوقفهم العجب ويتنحاهم الجحود لما كانوا يرون من بريق والق يسطع من اعمال اولئك العظماء سواء كانوا انبياء ورسل ام ليسوا كذلك فكانوا يصدّقون بهم من خلال الأعمال الصادقة التي برزت ، إلا قلة من الناس الذين كانت قد تأصلت الجريمة فيهم ، فلم يكونوا يبالون فقد اعميوا واضلوا وسيروا إلى جهنم وهم مازالوا يدوسون على ارض الدنياء
ولكن فعلاً هنا يجب علينا ان نتوقف قليلاً لنتذكر فرداً افاق امة واصحى شعب وانار درب وكشف الأذناب من عرب وغرب ، نستذكر هادي ومنذر بالله اهتدى وبرسوله اقتدى وعلى طريق ال البيت والعترة الطاهرة اغتدى ، رجلاً ك رجال ليس كمثله مثال حقاً تعجز عن وصفه الكلمات والمقال الذي قد لقي الله والى الله قبل اعوام قد شد الرحال وسمي على الأرض “شهيد” وكان صعوده الى السماء يوم فرحاً وعيد.
ف في هذه الفترة البائسة تهل علينا هذه الذكرى الأليمة التي تتعالى فيها رائحة الدماء التي لاتزال طازجة رغم مرور اعوام عليها ، وتتساقط الدموع بغزارة وكأنها لأول مرة تعلم بخبر استشهاد هاديها الذي انار بؤبؤها وجعله ينظر الى الحق بوضوح وبعدسة ذات تقنية عالية لاتخيب المشاهد ان نظر بل تصيب وتصيب .
فنستذكر مأساة ونستذكر تضحيات جسيمة بذلت بكل سخاء ونستذكر نفساً اعطت واعطت حتى خجل منها العطاء واحمر وجه البذل شيمة وحياء ، من ذلك الرجل التي كانت تكمن فيه روحاً عبقة ذات ريحة عطرية خليطها هدي القرآن وثقافة الجهاد وحب الشهادة ،
فحينما صعد إلى السماء وصافح سكان الأرض للمرة الأخيرة ولامس الفضاء الواسع ، كان كل شيئ في هذا العالم يتجرد من عمله ويشير بأشاراة عجيبة فقد احتفى الكون وابتسم وطار التراب من سعده وارتسم وعزّفت الطيور بزاملنا النغم ، كل من في هذه الدنيا صار يمسح دموعه ويقول هنيئاً له الشهادة ويحمد الله ويشكره على هذه النعمة التي اعطانا الله ويرى بإنها للنعم اعظمها تلك نعمة الهداية والتطهير من الكفر المذموم والوقاية .
ف نعم الله كثيرة جداً ، لاتعد ولاتحصى ، ومن نعم الله على الشعب اليمني هو أن من عليه بأن بعث فيه من رأس مران رجلاً قد قلب المعادلات والأوزان وجلب الخزي للماكرين الذين كانوا يأملون بأن يكملوا مشوارهم الفاسد بأنطباعهم ذاك المتعقد الحاقد ونفسياتهم المريضة ، خيب الله ظنهم على ايادي رجالاً صدقوا وقطعوا لهذه الأرض العهد الصادق ووعد لاتواني فيه ، ومن ابرز تلك النماذج المشرفة التي نُباهي بها هو الشهيد القائد رضوان الله عليه الذي قدم نفسه لله بكل إخلاص لم يك يتراجع عن اي قرار فيه رضاء لله كان يستكمل قوات الكون بثقته العظمى وحبه لله ، لم تعد قوته شخصية فقط بل قد تكاثرت قواته وتعاظمت وتوسعت تلك الدائرة الثقافية التي قام برسمها ، حتى وبعد ان استشهد ، فقد اكملوا تلاميذه المشوار ونشروا الثقافة القرآنية وساروا بمسيراة تجعل مجاميع الأعادي وتجمعات قادة البغي يعضون على اصابعهم من شدة الغيض ، وتجعلهم يسقطون سقوط مدوي وفاضح ،، فسلام على ذاك القائد الذي ضحى وعلى شعبه الأبي الذي من بعده اقتدى وسار على نهجه حراً شامخاً يأبى ان يدني برأسه إلى الأرض وان يقبل بأنتهاك العرض ، هو شعباً عشق الجهاد ومن اسمى امنياته الشهادة هكذا علمه الشهيد القائد بأن لايخشى الفناء في الدنيا ففي الأخرة رزقاً عظيم