#السعودية تحوّل قادة المرتزقة إلى رهائن
عمران نت / 13 مارس 2018م
إبراهيم السراجي
يستعدُّ أبناءُ الشعب اليمني للاحتفاء بصمودهم في مواجهة العدوان مع اقتراب الذكرى الثالثة، أمّا على المقلب الآخر في جانب المرتزقة الذين رفعوا شعارات “التحرير” وشعار “استعادة الشرعية” فقد جاءت دعوة العلنية للشعب المحاصر للخروج والتظاهر ولكن هذه المرة ليس تحت شعار “شكراً سلمان” وإنما لتحرير الفار هادي من قبضة محتجزيه في الرياض، في مفارقة تُكرَّرُ منذ بدء العدوان على اليمن في صور مختلفة من بينها قصف طيران العدوان لمرتزقته في عدة جبهات أَوْ دعم فصيل مسلح بمواجهة ما يسمى “الشرعية” في عدن كما شهدت أحداثها الأخيرة.
الوزير بحكومة المرتزقة صلاح الصيادي دعا، أمس الأحد “كل اليمنيين” للخروج والتظاهر والاعتصام للمطالبة بالسماح للفار هادي بالعودة إلى اليمن. وهي دعوة كافية للتأكيد على احتجاز قيادة العدوان للفار هادي في الرياض واستخدام والإبقاء على ما يسمى “الشرعية” ذريعة عارية لاستكمال تقسيم ونهب ثروات اليمن. وعلاوة على ذلك توضح الدعوة صورة وضع المرتزقة، فالداعي للتظاهر لأجل الفار هادي ليس حراً؛ كونه هو الآخر محتجزاً داخل قصر المعاشيق في عدن منذ أحداث يناير الماضي.
ونسي الصيادي الفوارقَ الكبيرة بينهم كمرتزقة وبين عملاء السعودية في لبنان عندما قال في دعوته التي نشرها في صفحته بموقع الفيسبوك إن “لبنان استعاد رئيسَ حكومته في بضعة أيام”، داعياً إلى ضغط مماثل للإفراج عن الفار هادي.
وإذا كان المرتزق الصيادي قد نسي دورَ محور المقاومة الحر في لبنان في إعادة سعد الحريري وتحريره من قبضة الرياض وأن الشعب اليمني لا يمكن أن يتظاهر لأجل من باع اليمن فإنه هنا يقر بأن النظامَ السعودي بات يمتهن احتجاز الرؤساء، لكنه لا يجرؤُ كغيره على اتخاذ موقف وكأن أمر احتجاز الفار هادي من قبل السعودية لا يعكس أية أبعاد لمخططات تستهدف اليمن.
وحصر الصيادي دعوتَه للتظاهر من أجل الفار هادي بالخروج في “حال سمحت الظروف” وهي الظروف التي يعرف أنها ليست متاحة له هو للخروج من بوابة قصر المعاشيق.
من جانب آخر لم يعد أمرُ احتجاز الرياض للفار هادي محلَّ شك، لكن التساؤل المطروح هو مصير المرتزق الصيادي بعد إفصاحه عن أمر احتجاز، فنائبُ رئيس حكومة المرتزقة ووزير الإدارة المحلية فيها عبدالعزيز جباري لم يُعرف مصيرُه منذ ديسمبر الماضي عقب ظهوره في مقابلة تلفزيونية أكد فيها احتجاز الفار هادي في الرياض، حيث تناولت عدة تقارير بأنه جرى استدعاؤه من قبل السعوديين وهناك تم احتجازُه هو الآخر.
وكان جباري في مقابلة مع قناة تابعة للإصلاح قال إن “عدم سماح التحالف بعودة الرئيس هادي إلى عدن غير مفهومة، السعودية والإمارات والتحالف أتى من أجل إعادة الشرعية وبسط نفوذها، هذا الكلام نسمعه، لكن ما يجري الآن في بعض المحافظات لا يتناغمُ مع أهداف التحالف والأسباب التي سمحت للتحالف بتنفيذ عمليات في اليمن” بحسب قوله.
قائمة احتجاز الرياض وأبوظبي لقيادات المرتزقة لم تقتصر على الفار هادي، فقيادات من حزب الإصلاح تقيم في تركيا أكدت بحصول الأمر ذاته مع رئيس الحزب محمد اليدومي وَأنها فقدت الاتصال به، في إشارة إلى أن النظام السعودي لا يحتجز فقط قيادات المرتزقة بل يمنعها من إجراء أية اتصالات ويصادر الهواتف النقّالة منهم.
أما قيادات المرتزقة العسكريون فلا تتعامل معهم الرياض بنظام الاحتجاز، حيث يتم الزج بهم في السجون، وهو ما أكدته مصادر متعددة من المرتزقة أنفسهم عن اعتقال السعوديين لقائد اللواء الخامس وقادة كتائب و36 ضابطاً من المرتزقة وإيداعهم في السجون.
أما في أبوظبي، فيقبع قادة ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي على رأسهم رئيس المجلس عيدروس الزبيدي في إقامة جبرية هناك وتتم إعادتهم إلى عدن بالتزامن مع تحَـرّكات جديدة كما حدث أن عاد الزبيدي في أحداث حدث، مع الإبقاء على عوائلهم كرهائن تحسباً لأية مفاجآت، قبل أن يتم إعادتهم مجدداً إلى أبوظبي التي يتواجد فيها حالياً الزبيدي منذ انتهاء أحداث عدن.
في هذا السياق كشفت قيادات جنوبية مقربة من الزبيدي نفسه أن الأخيرَ يتعرض للابتزاز من قبل أبوظبي عبر احتجاز عائلته، مبررةً قبوله بتواجد المرتزق طارق صالح في عدن.
نظام الرهائن الذي تتعامل به الرياض وأبوظبي لم يقتصر على قيادات المرتزقة في اليمن، فتجربةُ احتجاز السعودية لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري مؤخراً شاهدةٌ على طبيعة نظرة قوى العدوان لمرتزقتها، بالإضافة لحادثتي احتجاز عضو الأسرة الحاكمة في قطر عبدالله بن علي آل ثاني في أبوظبي والذي كان يجري إعدادُه سعودياً وإماراتياً ليصبح أميراً لقطر وكذلك ظهور الفريق أحمد شفيق في مقطع فيديو يؤكد أنه محتجز في أبوظبي بعد ساعات من إعلانه الترشح لرئاسة مصر.
وإذا كانت تؤكّد تلك الحوادث على غباء وطيش حكام السعودية والإمارات فإنها في الوقت ذاته تؤكد تشابه مصير العملاء الذين يختارون بيع أوطانهم للخارج كما هو حال الفار هادي الذي كشف قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في خطاب ألقاه مؤخراً عن معلومات تفيدُ بأن الفار هادي تعرض للصفع على وجهة في إحدى المرات في الرياض، وإذا كان النظام السعودي يحتجزُ “رؤساء” فما الذي يجعل من تلك المعلومات غير صحيحة؟.