{أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً}
عمران نت/ 28 ديسمبر 2017م
من هدى القرآن
{أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً} (النساء:53) بخلاء هم دائماً، وعندما يكون لهم نصيب من الملك، لو حصل لديهم سيطرة، لو حصل لهم دولة لن يعطوا الآخرين شيئاً منها.
هذه ظهرت في تعاملهم مع الفلسطينيين، كم قد لعبوا بالفلسطينيين يوعدونهم بأنهم سيعطونهم حكماً ذاتياً ودولة مستقلة وسلطة فلسطينية وهي كذب، إذاً {لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرا} والنقير: كأنه الحبة التي تكون في طرف عجمة التمر، النواة، تلك الحبة الصغيرة، أقل قليل لا يعطونه، هذا واضح في تعاملهم مع الفلسطينيين، أليست قضية الآن واضحة أمام الناس؟ كم مضى عليهم وهم متفاوضون معهم ومتوهون لهم ومماطلون لهم؟ سنين وهم موعدون لهم مثلما تقول بماذا؟ بـ[خبز الشمس] لم يعطوهم شيئاً، لو أنهم يرجعون إلى القرآن الكريم لعرفوا بأن هؤلاء لا يمكن أن يعطونا شيئاً من جهة أنفسهم، إلا بأن نأخذ نحن حقنا، لأن نحرر أوطاننا منهم وعندما لا تقوم رؤية الناس على هذا الأساس سيأتي أشياء عملية سيئة.
عندما كانت [منظمة التحرير الفلسطينية] عندها بأنه يمكن أن يحصلوا على دولة وسلطة هم والكثير من المثقفين في فلسطين أصبحوا ينظرون إلى من يجاهدون نظرة بأنهم أناس مغفلون أعاقوا طريق السلام أعاقوا إقامة دولة فلسطينية أعاقوا أن تتحقق لنا سلطة فلسطينية مستقلة، وفي الأخير يعملون ضد أصحابهم بعنف وقسوة يخطؤنهم وعندهم: غلط العمليات هذه التي تعملونها، والمواجهة المسلحة غلط، أنتم تعيقون عملية إقامة دولة فلسطينية من جانب الإسرائيليين، يمنحوننا على أساس التفاوض وأخذ ورد! أعني: لا تكون المسألة أن واحد غلط فقط؛ لأن الغلط في الأخير يقوم عليه أعمال كثيرة خطأ.
{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً} (النساء:54) يعني: هذه النفسية السابقة التي قال عنها: يؤمنون بالجبت والطاغوت ويشترون الضلالة ويقولون للذين كفروا: هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً، هؤلاء هم هكذا: لو أن الملك لهم لن يؤتوا الناس نقيراً، بل هم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ} بمعنى: بل هم يحسدون الناس {عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} (النساء: من الآية54) لأن هذا الدين القرآن الكريم والرسول (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) يعتبر نعمة كبيرة جداً؛ ولهذا الله يذكّر الناس بالقرآن بأنه نعمة كبيرة ويذكرهم بالنبي (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) بأنه نعمة كبيرة {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} (آل عمران: من الآية164).
وأهل الكتاب هم يعرفون في تاريخهم قيمة الدين، قيمته، قيمة الحق، كيف أنه يبني أمة تكون على أرقى مستوى تكون أقوى أمة، أصبحوا حاسدين، هم ما أصبحوا حاسدين إلا لأن الناس أوتوا شيئا صحيحا أوتوا شيئا يعتبر بالنسبة لهم نعمة كبيرة، وفي نفس الوقت لماذا لم يكن النبي منهم ـ كما يقولون ـ لماذا لم يأتِ النبي منهم، هذا المقولة هم يقولونها، لكن قد جاء أنبياء منهم فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون. هنا يقدم المسألة: الملك، الفضل هو بيد الله وقد أعطاهم من قبل وهم الذين تخلوا وهم الذين أصبحوا يتعاملون مع أنبياء الله بالتكذيب والقتل ويتعاملون مع كتب الله بالتحريف ويشترون بها الضلالة ويشترون بها ثمناً قليلاً، فالفضل هو لله هو بيد الله والملك هو لله والأمر والحكم هو لله سبحانه وتعالى يؤتيه من يشاء {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً} (النساء:54ـ55) عندما يقول: {فقد آتينا} يعني: أن الملك له والأمر والنهي والحكم له.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
الدرس الثامن عشر – من دروس رمضان المبارك.
بتاريخ 18 رمضان 1424هـ
الموافق 12/ 11/2003م
اليمن ـ صعدة.