صراع النفوذ في اليمن … الخلاف السعودي الامارتي الى العلن مجدداً!
عمران نت/ 17 نوفمبر 2017م
يزداد يوماً بعد يوم الصراع الامارتي السعودي في اليمن حيث تحاول كل دولة العمل على محاولة إقصاء الطرف الآخر في مناطق الجنوب وخصوصًا في “عاصمة الجنوب” عدن. ويستخدم الطرفان المتنازعين شتى الوسائل المتاحة، بما فيها المحرمة دولياً في صراعتهما.
وبعد مجيء بن سلمان الى ولاية العهد السعودي، ازداد الخلاف اكثر، وذلك بعد احتضانه لحزب “الإصلاح الإسلامي” المحسوب على الإخوان المسلمون العدو الاول للإمارات التاريخي، ويقوم بن سلمان باستفزاز دوري لحاكم الامارات بن زايد فيتعمد دعم الحزب الاسلامي مالياً ويوفر له تسهيلات ميدانية، كما يؤمّن لقادته ملاذاً آمناً لهم في السعودية، ومنطلقاً لممارسة نشاطهم وذلك من اجل تمكين السعودية من بسط النفوذ والسيطرة في “عاصمة الجنوب”.
اما في المقابل، بن زايد لا يقف مكتوف الايدي، بل اعطى اوامر لجهازه الاستخباراتي الإماراتي في عدن، وذلك للوقوف امام المشروع السعودي باستهداف قيادة حزب الاصلاح اليمني في الجنوب من اجل إضعاف التنظيم الإسلامي وإقصاؤه عن المشهد السياسي والعسكري اليمني وبالتالي اقصاء السعودية من المشهد اليمني. ولا يكتفي بن زايد بالاستهداف المباشر لحزب الاصلاح بل يعمل ايضاً على تصنيف قيادته على لائحة الارهاب وتبين ذلك عبر إدراج وزارة الخزانة الأميركية لعدد من الشخصيات اليمنية القريبة من الحزب على لائحة الإرهاب. ايضاً من ينسى ما قام به مرتزقة بن زايد بحق شخصيات سياسية وقيادات في حزب الإصلاح في عدن، وخصوصاً بحق العقيد عادل الشيبة قائد لواء 83 مدفعية الواقع في الضالع بمنطقة مريس، وقائد لواء الاستقبال العقيد فضل عبد الرب.
اخر فصول الصراع الامارتي السعودي في عدن
واخر فصول النزاع الامارتي السعودي في عدن ظهر يوم امس الخميس حين أعلن حاكم مدينة عدن “عبد العزيز المفلحي” (المقرب من الامارات)، استقالته من منصبه عازياً ذلك الى خلاف مع رئيس الحكومة “أحمد عبيد بن دغر”.
استقالة المفلحي دفعت القارئ اليمني والخلجي الى التساؤل من جديد حول الخلفيات الحقيقية لتقديم المفلحي للاستقالة، وفي هذا الوقت بالتحديد، فالبعض عزا ذلك بسبب الخلاف الاماراتي السعودي واعتبره نوعاً من الرد الاماراتي على السعودية وذلك بعد ان قام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان باستقبال شخصيات مناهضة للامارات كحزب الاصلاح اليمني اضافة الى استقباله شخصيات مقربة من الامارات وذلك لسعي بن سلمان الى اقصاء النفوذ الامارتي نهائياً في اليمن و تصبح السعودية المرجعية الوحيدة للمرتزقة في عدن.
هذا واعلن عبد العزيز المفلحي، يوم امس الخميس استقالته عازياً السبب الى الفساد الاداري لرئيس حكومة هادي، وفي بيان استقالته قال المفلحي إنه وضع أوليات وأهدافا منذ تكليفه بالمنصب؛ لإنجازها كمرحلة أولى، تتمثل في “حل مشكلة الكهرباء، وتوليد الطاقة بالغاز، وإعادة بناء المؤسسات، وتفعيل جهازي القضاء والشرطة، بالإضافة إلى تحسين خدمات النظافة والماء والصرف الصحي، وإصلاح شوارع المدينة”.
وعلل حاكم عدن سبب فشله في تحقيق هذه الاهداف الى أنه كان يأمل في دعم الحكومة التي يترأسها “أحمد عبيد بن دغر” ، وتمكينه من إدارة شؤونها، لكن ما حدث هو العكس.
واضاف المفلحي، انه “كنت مدركا للمعركة الكبيرة التي سيخوضها بالعقل والإرادة وحسن التدبير، إلا أنه وجد نفسه في حرب ضارية مع معسكر كبير للفساد يقوده رئيس الحكومة ابن دغر و الرئيس “عبد ربه منصور هادي”.
كما هاجم محافظ عدن المستقيل ابن دغر بشدة، قائلا “إنه يخطف الماء من أفواه الناس، والضوء من عيونهم اضافة الى نشره “، متهما اياه بـ “الفاسد الذي ملئت روائحه الكريهة أجواء اليمن ومدنا شتى في العالم، وأصاب البلاد بالبلاء”.
وتطرق للأوضاع المتدهورة التي تعيشها مدينة عدن، رغم أنها تمتلك مقومات اقتصادية كبيرة وهائلة، أبرزها ميناء عدن. لافتا إلى أنها بحاجة ماسة إلى وضع الخطط والبرامج الفاعلة؛ لجذب رؤوس الأموال والمستثمرين ورجال الأعمال، ولكن وسط استمرار عراقيل الحكومة.
داعش يغزو عدن
وامام هذه الخلافات، ظهر على الساحة العدنية في الاونة الاخيرة تنظيم داعش حيث نفذ مسلحو التنظيم الارهابي هجوماً عنيفاً على مبنى حكومي في عدن في 6 تشرين الثاني الماضي مخلفاً عدداً كبيراً من القتلى في صفوف قوات عبد ربه منصور هادي حيث فاق عدد القتلى 30 قتيلاً وعشرات الجرحى. ويقول محللون سياسييون ان السعودية تقوم بدعم داعش والقاعدة في اليمن وخصوصاً في عدن كنوع من ضغط سعودي اخر على بن زايد من اجل كبح جماحه.
وبين الحقيقة المخفية من وراء استقالة المفلحي وظهور تنظيم داعش بشكل ملفت في اليمن، يمكن القول أن معركة اليمن ستستمر فترة طويلة وذلك بسبب سياسة “الامير الشاب” (بن سلمان) الفاشلة في إدارة معركة بهذا الحجم مع وجود تنافس حقيقي من قبل الإمارات على السيطرة على اليمن، اضافة الى صمود الشعب اليمني في مقابل الصواريخ والقنابل السعودية والامريكية وذلك بعد عامين ونصف من العدوان والحصار السعودي الامريكي على اليمن.