اليمن اليوم … اُصْحُوا من النوم!
عمان نت/ 6 نوفمبر 2017م
بقلم / د. مصباح الهمداني
قبل ثلاثين يومًا تقريبًا كتبَتْ صحيفةُ اليمن اليوم في أولى صفحاتِها عنوانًا يقول:
(العدوان يحدد 30 يومًا إلى صنعاء) وتحته عنوان آخر يقول (تغييرات قيادية شملت كافة المحاور العسكرية وتعزيزات كبيرة متواصلة إلى مارب)، وبعدَ أيام جاءت نفسُ الصحيفة بعنوان (مواجهات بين الأنصار وآل العواضي)، وقرأت قبل أيام خبرًا رابعًا يقول (العدو يفر بمجرد سماعه بمعسكر الملصي)، وآخر خبر سمعتُه من قناة اليمن اليوم يقول (بطولة الشهيد غراب في معسكر الملصي)، مع أن غراب استشهد قبل الشهيد الملصي رحمهما الله!
لا شك بأن تلك العناوين السابقة في صحيفة وقناة الزعيم، موجِعة، ومُربكة، ومُحيِّرة للكثير، بل وبكل صراحة تثير الاشمئزاز والغثيان، فهي إرجافٌ كبير، وخِذلانٌ للشريك واضِح، ولو تعمَّقتُ أكثر لقلتُ: خيانة!
وسأعلق على اثنين منها، فمن العنوان الأول سأتجوّل بكم في معطياته الخطيرة: نعم فقد مرَّ ثلاثون يومًا؛ وجاء زحفُ نهم في اليومين الماضيين كما لم يحدُثْ من قبلُ، فقد زَجَّ التحالُفُ بآلاف المرتزقة العملاء إلى جبال ووديان نهم، وفوقهم عشرات الطائرات تُحلق وتقصف، وتستطلِع، وتُصور.. لكن جموع المرتزقة اصطدمت بجِدارٍ فولاذي!
ولقد كان تأريخُ الإرجاف مضبوطًا ودقيقًا لو أنَّ هناك مَن يُصدق إرجافَ تلك الصحيفة والقناة الرسمية؛ لفعلتِ الثلاثون يومًا الماضية في قلوب وأفئدة وعقول المقاتلين فعلها، ولأماتت في قلوب الداعمين كُلّ هِمة وثِقة.
نعم لقد كان الزحفُ كبيرًا وهائلًا، ومُغامرةً مجنونة، وتم الزج بأولئك الآلاف من المرتزقةِ كالأغنام، بعد أن رسموا لهم الطريق، ووضعوا لهم الخطط،، وامتلأت جبال نهم بالرصاص والقذائف من الأرض والجو، واندفع المُرتزقة بكل قوة،
لكنهم اصطدموا بجدارٍ من الفولاذ، وبرجالٍ كالجِبال، وبقلوبٍ كزبر الحديد، وشاهدَ العالمُ أجمعْ ماذا حلَّ بزحفهِم، وماذا حدثَ لمُرتزقتهم، ولقد كان المقطعُ الأخير، والذي بثته قناة المسيرة؛ واضحًا كُلّ الوضوح، ويسرِدُ ملحمة ردِّ المُعتدين، ويكشف بجلاء ذُعر المأجورين وتخبطهم في الجبال كالأرانب المرتعبة، وهروبهم من بأس الأشبال كالقطط الخائفة.
انكسر الزحفُ انكسارًا مهينًا مُذلًّا، ولن يقوم لهم بعده بإذن الله قائمة، وازدادَ المُقاتل اليمني الوطني البطلَ عزيمة وقوة، ويقينًا ومعرفة! وليتَ شعري؛ ماذا ستقول وتكتب قناة وصحيفة الزعيم وقد باء إرجافهما بالخُسران!
وإلى معسكر الشهيد الملصي، والذي بدأه طارق بمكتب، ثم مجموعة قناصات، ثم كتيبة، وأخيرًا معسكر، يتجول فيه المُلثمون، ولا يدري أحد مَنْ هؤلاء الملثمين! ولا إلى أين يذهب هؤلاء الخريجين، وكل الجبهات لم تشهَد لأحدهم بالحضور، ولم تسقط لأحدهم جُثة في ميدان! ولكن صحيفة الزعيم وقناته لا تُقصِّر في تأليف قصص وحكايات وبطولات وإحياء موتى، وجاءت بطولة الشهيد غُراب، كفضيحة لا يخجلون منها، حين ادعوا أنه خريج معسكر المُلصي، مع أن الشهيد غراب استُشهد قبل الشهيد الملصي..
ويعلم الله أني ظننت أنهم تابوا من التأليف والكذب، بعد أن انكشف تزويرُهم لأسماء الشهداء في يوم 24 أغسطس..
آمل من الزعيم أن يبدأ صفحة جديدة بقلبٍ صادِق، ويُقلِّبْ بصره وبصيرته في هؤلاء الأشبال في أربعين جبهة، وهم يصدون أعتى قوة جوية وبرية وبحرية، وأرخص مرتزقة في العالم!
آمل أنْ يوجِّه إعلامه بدعم الجبهات بصدق نية، ولا يستمر في الفهلوة والضحك على الدقون، فوالله إن المبتدئ في الإعلام يستطيع استنباطَ كُلّ تقرير صوتي أَوْ مقروء في الصحيفة والقناة!
آمل أن يفتحَ الزعيم قلبَه للآيات التي تتكرر كُلّ يوم وليلة على يد الأولياء المجاهدين المؤمنين، والذين غالبيتهم دون العشرين، ويوجه الرابضين الخانعين المفسبكين، من حاملي الرُّتب وخريجي الكليات والمعسكرات!
آملُ أن يَقرأ المواجهة مع مملكة الشيطان وأذنابها، وماذا يفعل الأبطال فيما وراء الحدود!
آمل أن يتمعنَ فيما فعلته القوة الصاروخية من تصنيعٍ وإطلاقٍ وتسديد، وآخرها اليوم، إلى مطار خالد عَبدالعزيز في الرياض، وليتمعن أكثر فيما يحدث داخل السعودية من تخلخلٍ وارتباكٍ وذعر وتفكك، وآخرها إقالة العديد من الأمراء!
آملُ أن يدرك الزعيمُ أن المُجاهدين والمُرابطين وقائد الثورة يحسبون لمواجهة العدو بحسابٍ قرآني، جهادي، واثقٍ بالله وبقوته ونصره وتأييده، وكل ما حدث منذ بداية الحربِ حتى اليوم يؤكد حتمية انتصار اليمن بكل تأكيد!
وآمل كمواطنٍ كاتب؛ من الرئيس الصماد، أن لا يحتمل حُسن الظن دائمًا، خَاصَّةً والشواهِد كثيرة، وألا ينتظر الرِّيح! ويبادر في إغلاق مُعسكر الملثمين، أَوْ يجعله تحت سمع وبصر وإدارة وزارة الدفاع، وأن يُكلف طارق بقيادةِ إحدى الجبهات، أَوْ بحماية إحدى الجُزُرْ!
وأنْ لا يكتفي بالاهتمام بجبهات المقاتلين، وأن يضَع بعض حزمه على الإعلام، وَيُنذر قناة وصحيفة الزعيم، واللتان بدأتا مشوارَهما الهابط منذ تم الاستغناءُ عن الأستاذ أحمد الحبيشي، ذلك الرجُل الذي لو شكَّل حزبًا جديدًا باسم (المؤتمر الشعبي العام الحر) أَوْ باسم (أحرار المؤتمر الشعبي العام) لالتف حوله الكثير من الأحرار. ومنذ استقالة الأستاذ عَبدالغني الزبيدي؛ والذي كان يستحق إدارة قناة اليمن اليوم.
ولو تمت مراقبة ذلك والحزم المبكر، لما تطاولت القناة أَوْ الصحيفة على الوطن من خلال محرِّرين وكُتَّاب وجوههم مؤتمرية، وقلوبهم إصلاحية!
يجب أن تكونَ كُلّ قناة وصحيفة داخل الوطن مع الوطن، ومع رجاله الشرفاء، وتنقل المعارك بعين المنتصر، والواثق، وبعيون الشرفاء، لا بعيون الخائفين المرجفين!
يجب على كُلّ قناة أن تواكب ضرباتِ الأبطال، وآثارها على مملكة الشيطان التي فعل الصاروخ على سبيل المثال بها خرابًا كبيرًا في الممتلكات والوزارات والمناصب؛ يُنذر بنهاية وشيكة لهذه الجارة الشمطاء!
إنَّا والله! موعودون بنصرٍ مبين، سيغيِّرُ المنطقة بُرمتها، ونرى آياتِه وتجلياتِه..
في كلِّ كلمةٍ من كلمات القائد!
وفي كُلِّ طلقة من طلقات مجاهِد!
وفي كُلّ صاروخٍ يمنيٍّ مُسدَّدْ!