فيمن.دُعي.إلى.الحق.والجهاد
عمران نت/ 31 اكتوبر 2017م
من هدى القران
◾ قول الإمام الهادي الي الحق (ع)
في.من.دُعي.إلى.الحق.والجهاد.
▪ قال الإمام الهادي : فليعلم كل عالم أو جاهل، أو من دعي إلى الحق والجهاد فتوانى، وتشاغل، وكره السيف والتعب، وتأول على الله التأويلات، وبسط لنفسه الأمل، وكره السيف والقتال، والملاقاة للحتوف والرجال، وأثر هواه على طاعة مولاه، فهو عند اللطيف الخبير، العالم بسرائر الضمير؛ من أشر الأشرار، وأخسر الخاسرين،
▪ إن صلاته وصيامه، وحجه وقيامه بُور، لا يقبل الله منه قليلاً ولا كثيراً، ولا صغيراً ولا كبيراً. وأنه ممن قال الله سبحانه فيه حين يقول: {وُجُوهٌ يَومَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً}[الغاشية: 2ـ 4].
▪وكيف يجوز له الإقبال على صغائر الأمور من الصالحات، وهو رافض لأعظم الفرائض الواجبات(2)؟! وكيف لا يكون الجهاد أعظم فرائض الرحمن؛ وهو عام غير خاص لجميع المسلمين؟!
▪وعَمَلُ من عمل به شاملٌ لنفسه ولغيره من المؤمنين؛ لأن الجهاد عزٌ لأولياء الله، مخيف لأعداء الله، مشبع للجياع(3)، كاس للعراة النّياع(4)، ناف للفقر عن الأمة، مصلح لجميع الرعية، به يقوم الحق، ويموت الفسق، ويرضى الرحمن، ويسخط الشيطان، وتظهر الخيرات، وتموت الفاحشات.
▪ والمصلي فإنما صلاته وصيامه لنفسه، وليس من أفعاله شيء لغيره. وكذلك كل فاعل خير فعله لنفسه لا لسواه.
▪ فأين الجهلة العمين، أو العلماء المتعامين؟ كيف يقيسون شيئاً من أعمال العباد؛ إلى ما ذكر الله سبحانه من الجهاد؟!
▪ هيهات هيهات بعد القياس، ووقع على الجهلة الإلتباس، وحبطت بلا شك أعمال المختلفين، وخسر الراكنون إلى الدنيا، المؤثرون لما يزول ويفنى، المتشبثون بالأموال والأولاد والأهلين، وهم ـ أَحَدَ اليومين ـ لذلك مفارقون، ولما تشبثوا به تاركون، وعما أثروه على ربهم والجهاد في سبيله رائحون.
▪ وفي أولئك، ومن كان من الخلق كذلك؛ ما يقول الرحمن الرحيم، فيما نزل من الفرقان العظيم: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَونَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَونَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ}[التوبة: 24].