نيويورك تايمز: بتخطيط وتدريب أمريكي ودعم سعودي؛ سوريا تدمر وشعبها يقتل
تسعى السعودية ومن خلفها أمريكا لإحراق سوريا وتدميرها بالكامل، وذلك عبر دعم المجموعات المسلحة وتدريبها ومدها بالمال والسلاح. فمنذ سنوات بعيدة وسوريا شوكة في عين الحاقدين، كل هذا الحقد بسبب دعمها لمحور المقاومة. من أجل ذلك صرفت الأموال الطائلة على مشاريع سرية مشتركة تديرها الاستخبارات الأمريكية الـ CIA بتمويل سعودي.
فقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية منذ أيام قليلة تقريرا يتحدث عن القرار الأمريكي بتدريب وتسليح المعارضة السورية بدعم مالي سعودي. يقول التقرير: “بدأ التخطيط بتسليح المعارضة السورية سنة 2013 عندما أعطى الرئيس الأمريكي أوباما بشكل سري الضوء الأخضر للاستخبارات الأمريكية CIA بالبدء بتدريب قوات المعارضة السورية، وأطلعهم على الدور السعودي في الدعم المالي”. فكما كل الحروب السابقة في المنطقة، تجري بتخطيط أمريكي وتمويل سعودي.
نشر هذا التقرير الهام والسري “مارك مازتی” و”مت ابوزو” الصحفيان الأمريكيان على صفحتهما في جريدة النيويورك تايمز الأمريكية تحت عنوان “تعاون واشنطن والرياض لتسليح المجموعات السورية المخالفة للنظام”. يعرض فيه آراء بعض المسؤولين الحاليين والسابقين في الإدارة الأمريكية الذين تحدثوا عن الدعم المالي السعودي وتأمين كميات كبيرة من السلاح لقوى المعارضة السورية على أن تقوم وكالة الاستخبارات الأمريكية بتدريب المقاتلين. وبحسب تقرير صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية: “في ذلك الوقت، قامت وكالة الاستخبارات الأمريكية وشركات سعودية بتنسيق غير مسبوق من أجل تشكيل مجموعات ذات خبرة قتالية عالية تقوم بتدريب السوريين لمحاربة نظام بشار الأسد، وأطلقوا على هذه العملية السرية اسم “شعاع الطائر”.
وعلى الرغم من أن السعوديين بالفعل أعلنوا على الملأ دعمهم للإرهابيين في سوريا، لكن تقرير الصحيفة، لم يكشف عن حجم استثماراتهم في هذا المجال، ولم يتطرق إلى التعاون المشترك مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الـ CIA. “مایك راجرز” العضو السابق في الكونغرس والذي كان رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي في بداية عمليات الـ CIA قال: “هم كانوا يعلمون أن عليهم أن يطلعونا عن تفاصيل عملهم وتحركاتهم وكذلك نحن”.
مع ذلك رفض الأمريكيون إعطاء إحصاء دقيق عن التمويل السعودي، ولكن من المؤكد والمعروف أن الرياض هي الداعم الأول والأكبر على الساحة السورية. فبحسب الصحيفة الأمريكية: “التقديرات التي أجريت تشير إلى أن السعودية صرفت عدة مليارات من الدولارات في هذا المجال”.
كذلك فقد كان لدول كثيرة على رأسها تركيا وقطر والأردن حصة في المشاركة بالدعم المالي وحتى العسكري، فقد أرسلت قطر عبر الحدود التركية أسلحة ثقيلة للمجموعات الإرهابية من بينها صواريخ الـ FN-6 ضد الطائرات التي تطلق من على الكتف.
وتقول الصحيفة: “إن السعودية بقيادة بندر بن سلطان الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات كانت قد أمرت جواسيسها في السعودية بالسعي لشراء آلاف الأسلحة الحربية وملايين الذخائر من السوق الأوروبية وإيصالها إلى مسلحي المعارضة، وكان لـ CIA الدور الكبير في ذلك، وأهم الصفقات وأكبرها التي ساعد فيها جهار استخبارات الأمريكي كانت سنة 2012 في كرواتيا.
وتدعي الصحيفة أنه إلى أواخر 2012 كان يتم إرسال الأسلحة إلى سوريا من دون علم الاستخبارات الأمريكية وبدون تنسيق مسبق معها. وربما كان بعض السلاح يصل إلى مجموعات مرتبطة بالقاعدة. ولذلك فقد إنتقد رئيس وكالة المخابرات المركزية “دیوید بترائوس” في إجتماع له في الأردن أداء بعض الدول العربية لعدم التنسيق مع واشنطن.
وبعد عدة أشهر من إصدار الرئيس الأمريكي باراك أوباما قراراً يجيز لقواته القيام بتدريب المجموعات السورية في الأردن لمحاربة النظام السوري، وإرسال المساعدات العسكرية، تكون بذلك مهمة التدريب العسكري على عاتق الاستخبارات الأمريكية CIA وعلى جهاز المخابرات السعودي تأمين الدعم المالي والعسكري الذي يتضمن صواريخ “تاو” الحديثة ضد الدبابات.
بناء على تقرير صحيفة نيويورك تايمز فإن السعودية قامت بالدعم المالي كاملا لأن لها غايات وأهداف من ورائه. وكما صرّح “بروس ریدل” وهو محلل سابق في الاستخبارات الأمريكية وعضو بارز في معهد “بروكينز”: إنهم أي السعوديون يتطلعون أن يكون لهم دور مهم في الدولة السورية الجديدة ويريدون أن يكونوا من المشاركين في القرار السياسي بما يخص القضية السورية.
وتتابع الصحيفة قائلة: “كانت الخطة المرسومة للقوات الأمريكية تتضمن فقط برامج تدريب للقوات المعارضة وعلى هذا أخذت موافقة البنتاغون ولكن اليوم نرى بأنها هزمت وغيّرت هذه الخطة وأصبح هدفها المواجهة المباشرة مع النظام السوري”. وهذا ما أكده نائب الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال زيارة له إلى تركيا.
وأشار “ويليام مك كنت” وهو مستشار سابق في وزارة الخارجية الأمريكية في التقرير إلى أن دور أذناب السعودية في تأليف ودعم المجموعات الإرهابية جعل العمل المشترك مع الرياض غير مبرر، لأنه كيف نقوم بتعاون ضد الإرهاب مع دولة هي من يخلق الإرهابيين ويصدرهم إلى العالم، هذا أمر ينافي المنطق وغير مقبول.
في الختام، هل توصلت واشنطن إلى أن دورها في سوريا يجب أن يكون فاعلا أكثر؟ وهل تقوم بإرسال قوات أمريكية للمشاركة في الحرب الدائرة في سوريا لإسقاط النظام السوري؟ وكيف ستكون ردة فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟ هذا ما ستكشفه لنا الأيام القليلة المقبلة.
الوقت التحليلي