ما وراء انسحاب أمريكا من ’اليونيسكو’؟
عمران نت/ 13 اكتوبر 2017م
راغب فقيه/ العهد الاخباري
لم يكن قرار انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من عضوية “اليونيسكو” كرمى لـ”إسرائيل” مفاجئاً. الصورة تبدو واضحة لأي متتبع لمواقف البيت الأبيض الداعمة لكيان العدو، والتي زادت حدتها، منذ تولي دونالد ترامب سدّة الرئاسة. سلسلة التصريحات المتتالية التي أدلت بها المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هالي، تزيد من حقيقة أنّ “واشنطن ربيبة “إسرائيل” ومدافعة عن مصالحها في المنطقة”.
اتخاذ الولايات المتحدة الأميركية قرارها بالانسحاب من المنظمة اعتبارًا من 31 القادم، بعد توقفها منذ سنوات عن تمويلها، واتهامها بمعاداة الصهيونية له الكثير من الدلالات. وبهذا الصدد، يوضح الخبير في العلاقات الدولية الدكتور جمال واكيم أنّ “واشنطن كانت متوقفة عن أي أنشطة في المنظمة منذ فترة طويلة؛ لذلك القرار كان متوقعاً”، مشيراً إلى أن “الرئيس الأميركي لديه موقف معاد من المنظمات الدولية بشكل عام، خصوصاً، إثر اعتراف المنظمة الأممية بالقدس كعاصمة للدولة الفلسطينية، ما ولّد المشاكل بين الطرفين”.
تجميد عضويتها
وقال الدكتور واكيم “إن أميركا منذ دخول فلسطين إلى المنظمة، جمدت عضويتها؛ وتوقفت عن دفع نصيبها، ما أحدث عجزاً في ميزانية المنظمة تبلغ قيمته 50 مليون دولار، وكانت تلك إشارة لإمكانية الانسحاب نهائيًا”.
موقف ترامب من المنظمات الدولية
وفي حديث لموقع “العهد” الإخباري، أشار واكيم إلى أنّ” الانسحاب أمر طبيعي، بعدما بات وجود واشنطن غير فاعل، فهي لا تشارك ولا تصوت”، موضحًا أن” الرئيس الأميركي ومنذ انسحابه من اتفاقية المناخ، اتضح موقفه المعادي للمنظمات الدولية بشكل عام، حيث اعتبر أنها لا تؤدي دورها بشكل سليم، ولا فائدة منها”.
إنذار من ترامب
ورأى واكيم أنّ “الولايات المتحدة تهدف من وراء انسحابها الى إرغام منظمة “اليونسكو” لكي تنصاع الى أوامرها لأنها كانت الممول الأكبر لها”، مشيراً الى أن” الانسحاب قد يكون انتقاماً من الاجراءات التي تقوم بها المنظمة للحفاظ على التراث الفلسطيني وحضارته”.
وتوقع الخبير في العلاقات الدولية انسحاب الكيان الصهيوني قريبًا خاصة أنه جمد عضويته مثل أميركا، مشيرًا إلى أن “هذا ما جعل مرشَّح قطر في انتخابات “اليونسكو”، يتصدر الجولات الثلاث؛ بعد الوعود بتسديد ديون المنظمة”.
وتابع واكيم قائلا “إن قرار الخارجية الأميركية بانسحاب واشنطن من “اليونسكو” لم يكن الواقعة الأولى، ففي عام 1985 حدث اعتراض على سياسات مدير “اليونسكو” آنذاك، ومواقفه لأنه أفريقي.