المقاومة اليمنية ونقلة نوعية لازمة

عمران نت/ 13 اكتوبر 2017م

إيهاب شوقي* / موقع راصد اليمن

في مصر هناك مثل شائع يقول “مايحسش بالنار الا اللي كابشها”، ومعناه ان لا احد يشعر بألم الحرق سوى من يقبض يده على الجمرة المشتعلة، مهما تخيل الاخرون ألمه ومهما تعاطفوا معه فإن الممسك بالنار هو الاقدر على الاحساس بالألم والمعاناة وهو افضل من يقيم وزن الالم وكيفية التخلص منه.

هذا بمناسبة الالم والمعاناة التي يعيشها اليمنيون بفعل العدوان الغاشم، والذي تزداد حدته مع التجاهل الدولي والعربي بفعل الارتزاق والرشاوى تارة وبفعل التبلد والسلبية واللامبالاة وافتقاد الحمية والنخوة والمشاعر الانسانية تارة اخرى.

وبمناسبة ان هناك متعاطفون لا يستطيعون تقديم شيئاً سوى الدعوات والدعم المعنوي، وان هناك ايضاً متعاطفون متحمسون ويأملون من المقاومة اليمنية مزيدا من الصمود ومزيدا من تأديب العدوان، وقد تصل المطالب في بعض الاحيان للمزايدات نظرا لعدم القدرة على تقييم الاوضاع على الارض تقييماً دقيقاً.

من هذا المنطلق، فنحن نطالب ودون مزايدات، بنقلة نوعية وفقاً للمتاح من الامكانات، وهذه النقلة مفادها محاولة تغيير الاوضاع على الارض بالانتقال للهجوم، وهذه المطالب سنوضح منطلقاتها ونضع الطلب في حجمه الحقيقي، والذي مفاده انه طلب من لا يستطيع تقدير الامر بدقة على الارض، مثل من يتخذون القرار ويبذلون الدماء على الارض وهم القابضون على الجمر.

ومنطلقات هذا الطلب ان الرهان على الوقت وطول المعركة قد لا يكون السلاح النافذ للمقاومة في حالة العدوان السعودي، لان هذا العدوان يعتمد على شراء المرتزقة وشراء صمت المؤسسات الدولية، وكذلك شراء وسائل الاعلام مما يجعل القضية مجهولة للرأي العام ومقتصرة على مجرد ظلال او اخبار متناثرة لا تتسق مع بشاعة وخسة العدوان ولا مع روعة ونبل وبسالة الصمود والتضحيات.

ومن هنا، فإن السلاح النافذ للمقاومة هو انتقال المعارك لداخل اراضي المعتدي، وبشكل يمثل خطورة على عرشه وميزانه الاجتماعي والاقتصادي ويشكل ضغطاً من الداخل السعودي للخروج من المأزق.

وهذا لا يتعارض مع جهود موازية للدبلوماسية وطرق ابواب الاعلام والمنظمات الدولية بما يزيد من حرجها بعد صمتها الذي يشكل وصمة عار في جبينها لن تستطيع محوه.

هذا يتطلب بالتأكيد قرارات ميدانية وسياسية ممن لديهم الصورة الكاملة من حيث التسليح والقدرة وخريطة الاهداف مع وجود قائمة بالمحاذير الانسانية والأخلاقية، وهو ليس باليسير.

ولكن ما نقوله هو ان متخذ القرار لو يمتلك عدة خيارات من بينها الخيار المقترح، فنحن نستحثه على التزام هذا الخيار دون تأجيل قبل ان تنفجر الجبهة الداخلية اليمنية ذاتها بفعل المؤامرات التي يحيكها العدوان كجزء من العدوان لتفتيت اليمنيين والوقيعة بينهم.

لو امتلك متخذو القرار في المقاومة اليمنية هذا الخيار فلا داعٍ لتأجيله، وفي النهاية هم أدرى بشؤون ميدانهم وجبهتهم وسنظل لهم داعمين.

العدوان السعودي يتسق مع السياسة الدولية ومؤسساتها من حيث التعاطي بشرعية القوة لا قوة الشرعية.

والمقاومة الشرعية باليمن، وهي التي تواجه العدزان السعودي الأمريكي، لا بد وان تمتلك السيف كما امتلكت الدم المبذول، ولا بد وان تؤرق العدوان في مخدعه عبر استراتيجية تتخطى صواريخ بركان.

لا نعلم يقيناً ماذا تمتلك المقاومة، ولكن نعلم يقيناً انها لا تعدم الخيارات.

*صحافي مصري

مقالات ذات صلة