إلى دولة رئيس الوزراء حبتور .. هنا يكمُنُ القصورُ الواضح
عمران نت/ 10 اكتوبر 2017م
محمد الوريث
تعليقاً على ما ورد في مقابلة معالي دولة رئيس الوزراء عبدالعزيز بن حبتور والمنشورة في صحيفة الميثاق يوم الاثنين 9 أكتوبر، والتي أشار فيها معاليه إلى جُملة من القضايا، كان أبرزها (اعتراض المؤتمر على تعديلِ المناهج الدراسية، والقصور الواضح في الإعلام الرسمي حسب حديث رئيس الوزراء).
ويؤسفني كما يروعني في الوقت ذاته أن يكون طرحُ رئيس الوزراء بهذه الشكل خَاصَّة من رجل في موقعه وفي مرحلة استثنائية من عُمُر البلد، وكأنه لا يعلم شيئاً يدور من حوله.
وليكونَ معالي رئيس الوزراء معنا في الصورة نوجِزُ بشكل مختصر جملةً من الحقائق بشأن الإعلام الرسمي الذي لاحظ أَخيراً حبتور القصورَ فيه:
– هَـلْ يَعْلَـمُ معالي بن حبتور بأن وزارةَ الإعلام استطاعت أن تحافظ على بث القنوات والإذاعات الرسمية طوالَ فترة العدوان دون انقطاع أَوْ توقف رغم القصف والحصار دون أي دعم أَوْ مساندة من حكومته؟
– هَـلْ يَعْلَـمُ معالي بن حبتور بأن العدوانَ قصف ودمّر مقرَّ قناة سبأ الفضائية، ورغم ذلك تم تأهيلُ قناة بديلة وتبُثُّ برامجَ متميزةً شهد لها المواطنُ قبل معاليه دون أي دعم أَوْ مساندة من قبَل حكومته؟
– هَـلْ يَعْلَـمُ معالي بن حبتور بأنّ وكالة سبأ للأنباء أَصْبَحت موازنتُها الرسمية صفر ريال منذ ما يزيد عن العام دون توقف أَوْ انقطاع في خدماتها ودون أية حلول ومعالجات من قبل الحكومة رغم تكرار المناشدات؟.
– هَـلْ يَعْلَـمُ معالي بن حبتور بأن المُؤَسّسةَ العامة للإذاعة والتلفزيون احتاجت لتأهيل مواقعَ بث بديلة لكافة القنوات والاذاعات جرّاء القصف، وعمل فيها رجالٌ ونساءٌ صدقوا ما عاهدوا اللهُ عليه في الليل والنهار تحتَ القصف والحصار دون الحد الأدنى من الإمكانيات.
– هَـلْ يَعْلَـمُ معالي بن حبتور بأن قناةَ عدن تم انشاؤها من الصفر وتبث اليوم أفضلَ بعشرات المرات من قناة المرتزقة رغم الدعم المالي الكبير من قبل قوات العدوان؟.
– هَـلْ يَعْلَـمُ معالي بن حبتور بأن وزارةَ الإعلام في إطار وَضْع اللمسات الأَخيرة لتدشين قناة اقتصادية متخصّصة، وهي قناة تهامة، رغم تكالب العدوان وحكومة الإنقاذ على هذه الوزارة لتعطيل مسيرة البناء والتطوير فيها؟!.
– هَـلْ يَعْلَـمُ معالي بن حبتور بأن وزيرَ الإعلام اليوم دشّن الموقعَ الالكتروني لصحيفة الجمهورية، وأن الصحيفةَ ستعاود الإصدار ورَقياً خلال عشرة أيام دون أي عون أَوْ مساندة من حكومته؟.
– هَـلْ يَعْلَـمُ معالي بن حبتور بأن هذا اليوم صدرت اللائحةُ المنظمةُ للبث الفضائي والإذاعي، والتي تعتبر نقلةً نوعيةً في مجال تنظيم العمل الإعلامي في اليمن للمرة الأولى في تأريخه رغم ظروف العدوان؟
– هَـلْ يَعْلَـمُ معالي بن حبتور بأن إجمالي ما تتحصّلُ عليه القنواتُ الفضائية اليوم هو مبلغ 12 مليونَ ريال، في حين كانت موازنة المُؤَسّسة العامة للإذاعة والتلفزيون 12 مليار ريال سنوياً، ولا نرى فرقاً يلحظ في الأداء بين السابق واليوم؟
– هل نسي أَوْ تناسى معالي بن حبتور الطلباتِ والمناشداتِ المتكررة له لعقد مؤتمر صحفي لتبيان واقع الوضع ومستجدات الأحداث للشعب اليمني وتهرُّبه المستمر من تحمل مسؤوليته وأداء واجباته الوطنية، في حين لا يوفر جُهداً في مهاجمة الإعلام الرسمي من على وسائل إعلام حزبية خاضعة للمقاضاة جراء الإساءة والتشهير لعدد من الوزراء في حكومته؟.
– هَـلْ يَعْلَـمُ معالي بن حبتور بأن الطيران السعودي الأمريكي التجسّسي والحربي يطارد محطات الإعلام الرسمي ليل ونهار ويستهدف ما استطاع منه، ورغم ذلك عملت الأيادي الخفية والمجهولة ليل ونهار؛ لكي يستمر صوتُ الدولة في الوصول إلى شمال البلاد وجنوبها دون أن يكلفَه ذلك شيئاً؟.
– هَـلْ يَعْلَـمُ بن حبتور بأن وزارة الإعلام أشرفت على برنامج العدوان وحّدنا والذي يبث عبر أثير 18 إذاعة وطنية، في تجربة نوعية ومتميزة لم يشهد لها الإعلامُ اليمني نظيراً في السلم والحرب؟.
– هَـلْ يَعْلَـمُ معالي بن حبتور بأن وزير الإعلام شخصياً اقترض على مسؤوليته في المراحل الماضية مبالغَ مالية ضخمة وتواصل وأشرف على توفير أقمار صناعية بديلة بعد إسقاط القنوات من البث الفضائي من قبل العدوان، وأنه لولا جهود الوزير وبصفته الشخصية لَكانت قنواتنا محجوبةً إلى اليوم؟.
– هَـلْ يَعْلَـمُ معالي بن حبتور بأن معهد التدريب الإعلامي بعد توقّف طويل منذ 2011 لم يبدأ بمزاولة برامجَ تدريبية نوعية ونظرية إلّا في هذه الفترة، وتقام حالياً عدد دورتين في التحرير الإخباري وإعداد البرامج في هذا المعهد؟.
– هَـلْ يَعْلَـمُ معالي بن حبتور بأن وزارة الإعلام ليس لديها صناديق استثمارية ولا إيرادات ولا تحصلُ على موازنة من الدولة، ورغم ذلك لم نسمع عن إضراب أَوْ انقطاع عمل في أية مُؤَسّسة من مُؤَسّساتها؟.
– هَـلْ يَعْلَـمُ بن حبتور بأن رفوفَ مكتبه مكتظةٌ بمذكرات وزارة الإعلام والتي تدعوه فيها أن يتبنّى إعَادَة تشغيل صحيفة الجمهورية وتكرار طلبات تكريمه لمُؤَسّسات الإعلامية ولو بزيارة واحدة؛ لتفقد سَيْرِ العمل والاطلاع كيف تتم الأمور في هذه الظروف؟.
– هَـلْ يَعْلَـمُ بن حبتور بأن إذاعةَ الحديدة التي قصفها العدوان صارت تبُثُّ اليوم على نطاق خمسة كيلو بعد إعَادَة تأهيلها؟.
وهذا غيضٌ من فيض وقطرة من مطرة، ربما لو علم بها بن حبتور لَما تحدَّثَ عن القصور الواضح في أداء الإعلام الرسمي، ولَكان ذلك كافياً أن يشعر بالخجل من القصور الواضح من أدائه كرئيس وزراء انصرف عن مهامه ومسؤولياته الرئيسية في متابعةِ استمرار العملية التعليمية المؤثّرة في حياة ملايين من أبناء هذا الشعب، في حين أن أبناء المسؤولين من حزبه ينعَمون بالتعليم في ظل مدارس خَاصَّة، كمدارس خالد الاشبط، وتواطؤ معاليه في عرقلة وتأجيل بدأ العام الدراسي باستجابته لطلب نقابة مسيّسة بالإغلاق للمُؤَسّسات التعليمية وليس الإضراب فقط، كما غض الطرف متعمداً عن مليارات تضيع وتُنهَبُ من وزارة النفط والاتصالات وفساد قصور وتهرّب في توريد استحقاقات الدولة والتي كانت ستعالج جزء كبيراً من إشكالات مرتّبات المدرسين والمدرسات الذين يتضوّر بعضُهم من الجوع، في حين أن وزارةً مثل الاتصالات ما زالت تصرِفُ إلى اليوم راتباً وحافزاً وإكراميةً وبدل مواصلات ومكافئات وغيرها، لكنه طالما يرى أنها وزارات تتبع حزبه فلا قصورَ واضحاً أَوْ غامضاً في ذلك، ليظهَرَ علينا من على منبر حزبي متحدثاً عن القصورِ في الإعلام الرسمي وعن مناقشته للتعديلات في المناهج الدراسية والتي يعرف هو أَكْثَر منّا جميعاً أن تلك المناهج جاءت بإشراف سعودي؛ لتدجين هذا الشعبِ وتفريخِ الفكر التكفيري في أَوْسَاطه.
لكُلِّ جواد كبوة، يا دولةَ رئيس الوزراء، ونتمنى أن تتعلَّمَ من أخطائك كما نتعلّم نحن جميعاً.