اعتراف السعودية بالهزيمة .. دليل آخر على قوة حزب الله
عمران نت/ 10 اكتوبر 2017م
بعد مشروع القرار الذي تبناه مجلس الشيوخ الأمريكي مؤخراً بتشديد الحظر على حزب الله لبنان بهدف إضعاف محور المقاومة، رحّبت السعودية بهذا القرار كونه ينسجم مع توجهاتها ومواقفها تجاه قضايا المنطقة.
وعقب صدور هذا القرار دعا الوزير السعودي لشؤون الدول العربية “ثامر السبهان” في تغريدة نشرها على حسابه في موقع “تويتر” إلى تشكيل تحالف دولي ضد “حزب الله”
وقال السبهان: “العقوبات الأمريكية ضد حزب الله جيدة ولكنها غير كافية لمواجهته ولابدّ من تشكيل تحالف دولي لتحقيق الأمن والسلام الإقليمي” على حدّ زعمه.
وتشمل العقوبات الأمريكية الجديدة على “حزب الله” تشديدات في ملفات تجميد الأصول، وحجب التعاملات المالية، ومنع إصدار تأشيرات السفر إلى أمريكا، وملاحقة الأشخاص والكيانات التي تربطها علاقة بـ”حزب الله”.
كما تتضمن إمكانية فرض عقوبات على الدول في حال قيامها بتقديم دعم عسكري أو مالي لحزب الله أو أحد الكيانات المرتبطة به.
وردّ الأمين العام لـحزب الله السيد حسن نصر الله على تصريحات السبهان، متهماً السعودية بتنفيذ سياسة تهدف إلى تدمير المنطقة.
وقال نصر الله في كلمة ألقاها يوم الأحد الماضي “إن كلام السبهان يؤكد ما قلته سابقاً عن تحالفات دولية لمواجهة المقاومة”، داعياً الرياض إلى الكفّ عن التدخل في شؤون الدول الأخرى، والابتعاد عن التآمر مع أمريكا والكيان الإسرائيلي ضد شعوب المنطقة.
وتابع نصر الله قائلاً: “إن تصريح السبهان يؤكد بأن العقوبات ضد حزب الله لا يمكن الرهان عليها، وبأن المقاومة تمثل قوة كبرى لا يمكن مواجهتها، ويؤكد أيضاً بأن حكّام الرياض لا يمكنهم القيام بأي شيء، ولذلك يطالبون بتحالف دولي ضد حزب الله”.
وأضاف الأمين العام لـحزب الله “نحن اليوم أمام مشروع أمريكي – سعودي جديد يهدف إلى مواجهة إيران ومحور المقاومة الذي أسقط المشروع الصهيوأمريكي في عموم المنطقة”.
والتساؤل المطروح: لماذا تسعى السعودية إلى إضعاف حزب الله وتصر على التآمر مع أمريكا والكيان الصهيوني لتحقيق هذا الهدف؟
يمكن تلخيص الإجابة عن هذا التساؤل بما يلي:
تأثير حزب الله في لبنان
يعتبر لبنان من الدول المهمة في المنطقة لعدّة أسباب منها قربه من فلسطين المحتلة، وبالتالي فإن أمريكا وحليفتها السعودية تخشى من قوة هذا البلد لتأثيره المباشر على تغيير معادلة الصراع ضد الكيان الصهيوني والتي يمثل حزب الله قطب الرحى في هذه المعادلة.
وتبلورت هذه الحقيقة بشكل واضح بعد الانتصار الكبير الذي حققه حزب الله على الكيان الصهيوني في تموز/يوليو 2006. وقد ساهم هذا الانتصار في رفع مستوى الدعم الشعبي للمقاومة ولشخص السيد حسن نصر الله في داخل لبنان وفي عموم المنطقة.
كما لعب حزب الله دوراً مهماً في حسم موضوع انتخاب الرئيس اللبناني “العماد ميشال عون”، وساهم أيضاً بشكل فعّال بتشكيل الحكومة اللبنانية الحالية برئاسة “سعد الحريري” بعد أزمة سياسية استمرت أكثر من عامين، وهذا يعكس بوضوح مدى التأثير الإيجابي والبنّاء لحزب الله على مجمل الأوضاع في الساحة اللبنانية.
حزب الله نموذج يحتذى به في العالم العربي
أسهمت الانتصارات التي حققها حزب الله على الجيش الإسرائيلي في بلورة نموذج يحتذى به لدى الكثير من الشعوب العربية التي باتت تطالب حكوماتها بدعم المقاومة لتحرير الأراضي الفلسطينية المغتصبة من براثن الكيان الصهيوني. وهذا الأمر بطبيعة الحال لا يروق لأمريكا والسعودية وحلفائهما الغربيين والإقليميين لأنه يعكس بشكل واضح شعبية حزب الله في أوساط العالم العربي.
انتصارات المقاومة في سوريا
ساهم حزب الله بتحقيق انتصارات كبيرة على الجماعات الإرهابية في سوريا والتي تحظى بدعم السعودية ودول أخرى في المنطقة، وهذا الأمر قد أغاض سلطات الرياض وجعلها تتخبط في قراراتها تجاه محور المقاومة طيلة السنوات الماضية باعتبارها تمثل حلقة أساسية في تنفيذ المشروع الصهيوأمريكي في عموم المنطقة.
وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن حزب الله يحظى باحترام كبير لدى كافة قوى المقاومة في المنطقة ومن بينها الحشد الشعبي في العراق وحركة أنصار الله في اليمن. وهذا الأمر يثير دون شك حفيظة السعودية التي تشن عدواناً ظالماً على اليمن منذ أكثر من عامين ونصف العام، وتدعم كذلك الجماعات الإرهابية في العراق في إطار سياستها الرامية إلى إضعاف محور المقاومة خدمة للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة.
وأخيراً لابدّ من التذكير بأن السعودية تسعى إلى تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، ولهذا ترى في حزب الله وباقي محور المقاومة عقبة أساسية تحول دون تحقيق هذا الهدف لأن المقاومة تصر على ضرورة تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة وترفض أي مشروع إقليمي أو دولي من شأنه أن يخفف الضغط على كيان الاحتلال. وهذا الأمر قد ساهم بشكل كبير بتعزيز موقف حزب الله لدى شعوب المنطقة التي تدرك جيداً بأن المقاومة التي تدعمها إيران بقوة هي الأمل الوحيد المعوّل عليه في استعادة كرامة الأمة وتحقيق تطلعاتها وطموحاتها في دحر الكيان الصهيوني وحماته الغربيين والإقليميين وفي مقدمتهم أمريكا والسعودية.