بثينة عين الإنسانية المختطفة
عمران نت/ 29 سبتمبر 2017م
في الوقت الذي كان فيه اتحاد الإعلاميين اليمنيين يكرم الصحفي والمصور التلفزيوني والفوتغرافي كريم زارعي صاحب صورة الطفلة بثينة الريمي الناجية الوحيدة من مجزرة طائرات العدوان بمنازل المواطنين في حي فج عطان بأمانة العاصمة ، الصورة التي التقطها كريم ،والتي تحولت إلى أيقونة عالمية ، نجحت في التعريف بالمظلومية اليمنية وحجم الإجرام السعودي الإماراتي الذي يمارس في حق اليمنيين من النساء والأطفال والشيوخ ، تقديرا للدور الذي لعبه في تسليط الضوء على قبح ووحشية العدوان والتحالف السلولي البشع ، كان أشباه الرجال ، وشذاذ الأفاق ، وعديمو الضمير ، وأعداء الإنسانية ، وتجار الطفولة ، في طريقهم إلى مدينة عدن بصحبة الطفلة بثينة الريمي (عين الإنسانية ) وذلك في إطار مخطط رسمه العملاء في جمهورية الفندق العظمى بالرياض ، يهدف إلى اختطاف بثينة ونقلها للسعودية ، وهو ما تم فعلا بعد استدراج منظمة سماء الإنسانية للفخ ، ونجاح مهندس الخطة الخسيس فؤاد المنصوري المتهم بقضايا تزوير واختلاس في تهريب بثينة مقابل مبلغ من المال السعودي المدنس ، ووعد بضمه إلى قائمة المستفيدين من مكرمات اللجنة الخاصة السعودية والإقامة في جمهورية الفندق العظمى بالرياض .
خسة ونذالة وقلة حياء تسيطر على أفكار وسلوكيات المرتزقة ، حيث عمدوا إلى اختطاف بثينة والمتاجرة بأوجاعها ، واستثمار مأساتها من أجل التكسب من ورائها ، وتقديمها للكيان السعودي كطفلة بحاجة إلى لفتة كريمة من سلمان ونجله (ملوك الإنسانية ) من وجهة نظرهم ، ليقوموا بعد ذلك بالاحتفاء بذلك ، والتباهي أمام الرأي العام بما سيطلقوا عليها مسمى (مكرمة الملك سلمان ) بتبني بثينة والتكفل بها ولا يستبعد أن يمنحها الجنسية السعودية من أجل أن تكبر وتتربى على حب السعودية ، ظنا منهم بأن ذلك سينسيها الجريمة الكبرى التي ارتكبها آل سعود في حق أسرتها والضرر البالغ الذي طالها جراء ذلك ، وهم لا يدركون بأن كل كنوز الأرض لا تعوض بثينة أو غيرها من أطفال اليمن الذين فقدوا أسرهم جراء قصف طائرات التحالف السلولي عن أسرهم وذويهم ، ومهما حاول مرتزقة الداخل وأسيادهم آل سعود أن يمحوا من ذاكرة بثينة تلكم اللحظات والمشاهد الخاصة بمنزل أسرتها المدمر ، وفقدانها لكامل أسرتها ، فإنه لن ينجح ، صحيح قد تنسى بحكم صغر سنها والمغريات ووسائل الترفيه التي قد تمنح لها ، ولكنه سيكون عبارة عن نسيان مرحلي مؤقت ، وسرعان ما ستتجاوزه بثينة عندما تكبر وتبدأ في إسترجاع شريط الذكريات ، واستدعاء الماضي ، وحينها ستكون أكثر نقمة وكراهة لآل سعود ، وستكون في مقدمة المناهضين لآل سعود ، هذا إن كتب الله لهم البقاء ، ولم تشهد قادم الأيام سقوطهم وتهاوي عرش مملكتهم وكسر قرونهم وتطهير المنطقة من رجسهم ودنسهم .
قتلوا أهلها ، ودمروا منزلها ، وفرضوا عليها حياة اليتم وهي في عمر الزهور ، وهاهم اليوم يسعون لتقديم أنفسهم كملائكة ، وأصحاب قلوب رحيمة ، ومبادرات إنسانية ، باعتقادي لن نجد أوسخ وأقذع من آل سعود إلا أولئك المرتزقة الخونة الذين تآمروا على اختطافها وتهريبها للسعودية .
بالمختصر المفيد، مأساة بثينة ، وعالمية قضيتها الإنسانية ، وما باتت تمثله من شخصية تعبر عن عين الإنسانية والضمير الإنساني المغيب تماما عن المشهد اليمني ، هي بمثابة وصمة عار في تاريخ الكيان السعودي وكل من تحالفوا معه من قوى الداخل والخارج ، حتى وإن تم اختطافها وذهبت للسعودية ورفعت علمها وهتفت بحياة ملكها وولي عهدها ، وأنشدت (عاش الملك ) ، فإن مصيرها أن تعرف من هو قاتل أسرتها ،ومن الذي حرمها من أمها وأبيها وأخواتها وأخيها الوحيد ، وحينها فقط سيدرك آل سعود ماذا يعني أن تتاجر بمشاعر طفلة بريئة ، وسيلمسون من بثينة ما لم يكن في حسبانهم ، فالمصاب جلل ، وفاجعتها كبرى ، ومصيبتها عظمى ، وجرحها غائر ودامٍ جدا ، ولا يمكن أن ينسى أو يشترى ولو بكل كنوز الأرض .
جمعتكم مباركة ، وعاشق النبي يصلي عليه وآله .
✍ عبدالفتاح البنوس