اليمن ودول العدوان .. ومعادلة توازن الرعب والردع
عمران نت/ 16 سبتمبر 2017م
هل خدعنا أنصارالله والمؤتمر بخلافاتهما المصطنعة لتتويهنا عن ما يتم إعداده وكشف الستار عنه من إنجازات لا تحققها إلا الدول العظمى وليس دولة عربية هي الأشد فقرا والأشد تعرضا للضرب في جسد منهك نتيجة للعدوان المتراكم لعقود من الزمن تكلل بعدوان وحشي مؤخرا ؟؟
هكذا يتسائل الأعداء والأصدقاء, وثمة أسئلة مصاحبة تؤكد هذا التخمين, ففي ذروة الخلافات وفي لحظة ترقب الصدام المسلح الحتمي تأتي التفاهمات على أعلى مستوى بين القيادات لتمتص كل ما طرأ على الساحة الداخلية من منغصات صنعت يأس الصامدين.
تصاعدت الخلافات مرارا وتم امتصاصها في مراحلها الخطرة مما جعل العدو يتوهم بأن ما جرى خلال ذلك هو خداع له, إلا أن الخلافات الأخيرة جعلته يسيل لعابه أكثر ويخرج لسانه كالكلب العقور, وفي ثنايا وجنتيه إبتسامة الغدر لشن الانقضاض الأخير ,,! لكن هيهات..!!
لم يخدعوا سوى أنفسهم, فوجه قائد الثورة الذي نحل لم يكن سوى نتيجة خيار مشاركة الشعب المعاناة الاقتصادية وليس نتيجة لما أحدثته داعشية العدوان بجرمها وقبحها، حينما ظنت أنها تحقق إنجازات..!
إنما من حقق إنجازات هي اليمن برجالها ونسائها وأطفالها وبطبيعتها اللافظة لكل الغزاة في الماضي والحاضر والمستقبل
هذه الحقيقة المرة التي تعمق الرعب المتراكم والمتزامن مع الحراك الشعبي المترقب في بلاد الحرمين يوم غد
لقد وجه قائد الثورة الصفعة اللائقة بوجه العدوان وقواه ومرتزقته, وما يمكن وصف تأثير الخطاب والكلمة التاريخية به، هي أنها رسمت بداية التحول التاريخي في تاريخ اليمن نحو العالمية وهو تحول نوعي بكل المقاييس.
أما لماذا فلأن هناك سباق تسلح يجتازه اليمن بنجاح في مجال صناعة الصواريخ والقوة البحرية وتفوق على العدو…! ولزم على دول العدوان أن تراجع حساباتها مكرهة ولزم على العالم احترامنا، وحق لنا أن نشمخ بأنوفنا عالية وسترفع لنا القبعات إجلالا والبداية من أحدى دول العدوان…!!!
ومرحلة من التنافس لتطوير سلاح الجو بشقيه الدفاعي والهجومي وفي هذا تحقق لليمن ما أعلن عنه القائد الشجاع.
لقد بات واضحا سر الصمت تجاه أغلب تجاوزات الأعداء خلال المرحلة الماضية حين تزامن مع كل لحظات ذلك الصمت تفريغ لشحنات الغضب في بناء معادلة الردع والرعب.
لقد ولى زمن التراجع وما شهدته الجبهة الداخلية من محاولة إضعاف سيتحول إلى قوة بعد إدراك الجميع أن لا مستفيد سوى العدو, وبعد إطلاع الشعب على إنجازاته التي حفرها بأسنانه وأظافره، وبالإرادة الصلبة وبالقيادات الحكيمة.
نعم لا يمكن وصف وقع تأثير وصدى هذا الخطاب التاريخي لقائد الثورة ولا يمكن إدراك أبعاده الا من قبل المتابعين لكل الأحداث, ومن كان كذلك سيدرك أن فيتنام وكوريا الشمالية بحاجة لأخذ الدروس من اليمن التي صنعت معادلة الرعب والردع في مرحلة عنفوان العدوان عليها وبجهود وإمكانات ذاتية.
لم تقدم أي من دول العالم أي مساعدة لليمن سوى الدعم اللوجستي، وهذه الانجازات التي حققتها اليمن ستخلق الأمل لدى شعوب المنطقة كونها قدمت شاهدا على إمكانية الخلاص من الظلمة بجهود ذاتية متى ما امتلك الشعوب إرادتها.
العدو كان يفترض بمخيلته أننا سنذهب للاقتتال الداخلي وليس لتدشين مرحلة الردع على امتداد معظم الجزيرة العربية التي باتت تحت تهديد سلاحنا
نستطيع القول بثقة أن بامكاننا اليوم تهديد الاقتصاد العالمي في حال استمرار العدوان باستهداف المنشآت الاقتصادية في الإمارات والسعودية والتهديد كان تهديدا عمليا، حيث سبقه اطلاق عدة صواريخ بعيدة المدى الى دولتي العدوان وايضا امكانية اطلاق عدة صواريخ بالستية بنفس اللحظة.
لم تعلن هذه الانجازات لاعتبارات سياسية تتطلبها المرحلة السابقة أما اليوم فيضرب العدو رأسه بعرض الحائط فنحن عربيا بتنا في المرحلة الأولى وإسلاميا نحن من بين الدول الثلاث أو الأربع من ناحية نوعية الصناعات العسكرية ومن ناحية إمتلاك القدرات العسكرية والدفاعية.
لقد تفوق إلى جانب ذلك رجال الجبهات على خريجي أكبر الأكاديميات العسكرية في هذا العالم وامتلكوا القدرات العسكرية النوعية وهذا هو الأهم وستشهد المرحلة المقبلة تدفق شعبي كبير نحو التجنيد بعد الاعلان عن هذه الإنجازات.
تحقق كل ذلك ونحن في مرحلة عدوان, ولو لاحظنا مثلا سوريا أو العراق فإنها لم تتعرضا لعدوان بهذا الحجم ومن قبل أسياد الأدوات ومع ذلك لم تحقق أي تقدم في مجال امتلاك القدرات الدفاعية وتكنولوجيتها ومراكز أبحاثها ومصانعها وخبراتها.
ما أظهره قائد الثورة فيه الكفاية غير أن ما يمكن التنويه حوله أنه لأول مرة يقدم قائد الثورة مكرها طلبا إلى الدول التي لازالت لديها إنسانية أن تلتفت إلى معاناة الشعب الاقتصادية.
كان واضحا في وجهه الانزعاج من طلب المساعدة والعزة والأنفة تملئ وجهه حيث ذكر ذلك باقتضاب شديد مع أنه لم يطلب سوى ما يساعد الشعب على الاستمرار على الحياة فالصمت الدولي بات مخجلا للغاية..!!
ختاما: تضمدت جراحات الشعب بإطلاعه على ثمرة صبره وصموده الأسطوري وتحركه المثمر وسيخرج بقوافل المال والرجال دعما للجبهات لإحياء ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر لاستكمال توجيه الصفعة بوجه دول العدوان ليقول لها ثورتا سبتمبر منتصرة، وسيخرج في السادس والعشرين من سبتمبر بنفس الزخم دون كلل أو ملل.
✍عبدالله مفضل الوزير