عبدالعزيز بن فهد / أميرٌ مشاغبٌ مجهول المصير
عمران نت/ 11 سبتمبر 2017م
ملتحقاً بمن سبقه من أمراءٍ عارضوا سياسات الحكم في السلطة السعودية، ينضم عبدالعزيز بن فهد، إلى لائحة مجهولي المصير.
تقرير عباس الزين
هذه التغريدة التي يكشف فيها عبد العزيز بن فهد عن قدوم حرس ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لاعتقاله، كانت أخر ما كتبه 6 سبتمبر / أيلول 2017. ومن ذاك اليوم حتى الآن، لم يغرد سوى أنه استعاد الحساب، ومن ثم اختفى.
أصغر أبناء الملك فهد كان قد قال في تدوينة له فجر الأربعاء، قبل اختفائه بساعات، إنه معرض للقتل، مشدداً على أن الجميع يعلم دمه عند مَن، في حال تم تنفيذ المخطط، في إشارة إلى محمد بن سلمان.
وأكدت حسابات مقربة من دوائر القرار في المملكة أن عبدالعزيز بن فهد دوهِم في قصره في جدة يوم الأربعاء واعتقل من قبل قوة تابعة لمحمد بن سلمان، وهو في مكان غير معروف حتى الآن، في حين أنه حتى هذه اللحظة لم تخرج أي مصادر من القيادة السعودية من أجل نفي أو إثبات تلك المعلومات.
وأشار أحد أفراد العائلة المالكة، فارس بن سعود، إلى أنه تم وضع عبدالعزيز بن فهد قيد الإقامة الجبرية، وتم سحب جميع أجهزة الاتصال منه، متوقعاً قتله في أي لحظة، وحمل ابن سعود، الملك سلمان وولي عهده المسؤولية عن حياته.
تورط محمد بن سلمان في اختفاء عبدالعزيز ليس بحاجةٍ إلى دلائل كثيرة، إلى جانب ما كتبه الأخير على صفحته مؤخراً، فإن مشكلة ابن سلمان مع ابن فهد بدأت في عام 2014، حين أصدر الملك عبدالله بطلب من سلمان، ولي العهد آنذاك، أمراً ملكياً بإعفاء عبدالعزيز من منصبه كوزير للدولة وعضو مجلس الوزراء، وعين في الأمر الملكي نفسه محمد بن سلمان وزيراً للدولة وعضواً في مجلس الوزراء، بالإضافة إلى منصب رئيس ديوان والده.
بدأت حدة هجوم ابن فهد على ابن سلمان تتصاعد بالتزامن مع الانقلاب الذي قاده الأخير على محمد بن نايف والمقربين منه. هاجم نجل الملك فهد، والمقرب من ابن نايف، مراراً عبر “تويتر” حليف ابن سلمان، ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، فيما تشي تغريداته إلى تقربه من الجناح الديني في المملكة، لا سيما مع مهاجمته فكرة العلمانية، التي طرحها سفير الإمارات في واشنطن، يوسف العتيبة.
ابن فهد الذي اعتبر أن الملك سلمان ليس مرجعاً للسلطات، خلال هجومه على من يوصفون بـ”الكتاب الليبراليين” في المملكة، يدفع ثمن معارضته لسياسات إبن سلمان الداخلية والخارجية، وهو الثمن ذاته الذي دفعه أمراء كثر من الأسرة الحاكمة اختفوا في ظروفٍ غامضة، ولم يعرف عنهم شيئاً.
الآن، وبعد محمد بن نايف، ينضم عبدالعزيز بن فهد، إلى لائحة مجهولي المصير، كآخر المخظوفين، بسبب معارضتهم للسلطة الحاكمة.
نبأ