المبعوث الأممي “ولد الشيخ” و سياسة التقشف المهني ….تفاصيل
عمران نت – تحليلات
السيرة الذاتية لـ احلال السلام في اليمن اصبح ملف مأساوي بالنسبة لـ الامم المتحدة وجامعة السلام، حيث ان ترجمت هذه المحاولات بالفاشلة بعد ضحية مئاة الألاف من المدنيين وهدم البنى التحتية وتفاقم الوضع الانساني والصحي والاقتصادي في البلاد.
مفاوضات سياسية يمنية، معارك ميدانية مستمرة، اتفاقات لوقف اطلاق النار، خارطة طريق غير مرغوب فيها من قبل العدوان، كل هذه تلخصت في ماجاء به المبعوث الاممي (الامريكي) اسماعيل ولد الشيخ من قبل الأمم المتحدة.
لكن السؤل يكمن هنا، هل تم انجاز اي من هذه الأشياء المذكورة على مدى عامين من العدوان…؟
الجواب بسيط لكن مؤلم، بأنه خلال المفاوضات السابقة في جنيف وعمان والكويت وايضاً المحاولات الفاشلة لـ اسماعيل ولد الشيخ الغير مؤهل لهذا الملف الرئيسي في المنطقة، حتى يكون وسيطاً لحل حروب دولية او لقيادة المفاوضات، لأنه قليل الخبرة ولم يكن له تجربة سياسية، ربما لكون أعماله السابقة كانت مختصة في الجوانب الإنسانية فقط.
ان اسماعيل ولد الشيخ ضعف الشخصية وقدرته الذاتية، وكفاءته المهنية، وفشله في إدارة النقاشات والمفاوضات وعدم الاستفادة من الفرص جعلته يزعزع العملية التفاوضية على مدى عامين متتاليين.
لقد حصر أجندات العمل في مشاورات جنيف1 وسويسرا والكويت في قضايا أمنية بحتة وعلى طرف واحد، ورفض الدخول في أي جوانب سياسية بالعمل على تغيير معادلة طاولة المفاوضات المؤكد عليها في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وتحويل أطرافها من مكونات سياسية إلى طرفين وعدم البناء على ما كان قد توصلت اليه المباحثات بقيادة المبعوث الذي سبقه الى اليمن.
كما انه في نهاية مشاورات الكويت وبعد مائة يوم من المشاورات عمل على تقديم مشروع لحل جزئي استجابة لمطالب تحالف العدوان ولا يعكس نقاش المائة يوم والحل الشامل المفترض.
لقد فشل المبعوث الأممي ولد الشيخ حتى من التعاطي بمهنية وجدية وحزم مع خارطة الطريق التي قدمتها الأمم المتحدة وتم الموافقة عليها من قبل القوى الوطنية كأرضية قابلة للنقاش رغم انها أغفلت تنامي الإرهاب والجماعات الإرهابية القاعدة وداعش التي تمددت في معظم المحافظات اليمنية وتقاتل إلى جانب العدوان ضد اليمن، في حين أن قوى العدوان واجه تلك الجهود المقدمة عبر الخارطة بالتعاطي السلبي والرفض والتمنع واستصدار المواقف والتصريحات المتطرفة والمستفزة بغية عرقلة مسار المفاوضات والحل السلمي واستمرار الحرب والحصار على اليمن.
وعلى الرغم من هذا كله الى انه عجز عن التعامل مع الوضع الاقتصادي والإنساني الكارثي في البلد الناتج عن العدوان والحصار بما يقتضيه الواقع، وعدم الوقوف بمهنية تجاه ممارسات وقرارات العدوان وحلفائه المتكررة بهذا الخصوص من خلال الآتي:
1- تجاهل المبعوث استخدام العدوان بقيادة السعودية الأسلحة المحرمة دوليا ولم يعرها اهتماما في إحاطاته.
2- لم يعمل كمبعوث أممي بمسئولية على فتح مطار صنعاء أمام المرضى والجرحى ومن يتطلب علاجهم خارج اليمن أو أمام عشرات الالاف من المواطنين اليمنيين العالقين خارج الوطن.
3- لم يعمل على الرفع الكامل للحصار عن ميناء الحديدة رغم أنها المنفذ الوحيد للشعب اليمني حيث يتحكم العدوان في بقية المنافذ.
4- تجاهل المبعوث الأممي عدم مشروعية قرار هادي المنتهية ولايته لنقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن وتغيير مجلس الإدارة ما سبب انقطاع المرتبات عن حوالي مليون و300 ألف موظف لأكثر من ستة أشهر ولا زال انقطاع المرتبات مستمر حتى الان.
5- وصف جريمة العدوان على المدنيين التي أقدمت عليها قوات التحالف بقيادة السعودية في قصف صالة العزاء الكبرى بالعاصمة صنعاء الذي راح ضحيتها أكثر من سبعمائة مواطن بين قتيل وجريح بأنها مجرد حادث أمني.
6- تجاهل المبعوث الأممي استهداف طيران تحالف العدوان بالقصف للجان التهدئة في الجوف الذي أسفر عنه سقوط العديد من الشهداء والجرحى، واستهداف أعضاء لجنة التهدئة المركزية بالقصف في صعدة وصنعاء متسببا في استشهاد ثلاثة أعضاء منهم وجرح واحد.
7- إحاطته الأخيرة تجاهل المبعوث الأممي تقارير المنظمات الدولية والإنسانية بما في ذلك إحاطة السيد ستيفن أوبراين وكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
في الختام، يجب على الوسيط في الامم المتحدة ان يتخذ مواقف حيادية ولا يكون طرف في المفاوضات، واذا اصبح الوسيط طرفاً سيكون على “السلام” السلام، وان على الامم المتحدة ان تبحث على بديل لـ “ولد الشيخ” بسبب المواقف المخزية التي اتخذها في الجولات السابقة دون رعاية دماء الابراياء التي سفكت في اليمن من النساء والاطفال والعزل بسب جرائم الحرب التي جاءت من خلال بيع الضمير الانساني.