رئيسُ جامعة صنعاء يكشفُ لـ “صدى المسيرة” عن خلايا نائمة بالجامعة يتلقون توجيهاتِ أحزاب هاربة: النخبةُ المعوّل عليها بحلول للوضع الاقتصادي.. تتجاهل الأسباب وتدعو للإضراب
أكاديميون خلايا نائمة لأحزابهم الهاربة يتلقون توجيهاتِها
ماذا يعني أنهم لم يصدروا بياناً واحداً يدينون العدوان ومجازره؟!
المطالَبةُ بالراتب حقٌّ أريد به باطل والمتضرّرُ هو الوطن والطالبُ
صدى المسيرة- حوار : زكريا الشرعبي:
أكّد رئيسُ جامعةِ صنعاء، الدكتور فوزي الصغير، أنَّ قيادةَ جامعة صنعاء بذلت وتبذُلُ جُهوداً كبيرةً؛ في سبيل اسْتمرَار العملية التعليمية، مُشيراً إلى أن دعواتِ تعطيل العملية التعليمية؛ بسبب التأخر في صرف الرواتب هي دعواتٌ أريد بها باطلٌ ويقف خلفها بعضُ المتحزّبين؛ لتحقيق أَهْـدَاف العدوان بعد أن فشل في تحقيقها عَسْكرياً وسياسيا.
ونوّه الدكتور فوزي الصغير، إلى أن المتضرر الوحيد من تعطيل العملية التعليمية هم الطلاب والوطن، داعياً الأَكَاديميِّين في جامعة صنعاء إلى إبراز الدورِ الجامعيّ في مواجَهة الأزمة الاقتصادية التي فرضها العدوانُ وتقديم الرؤى والتصورات للتخفيف من المعاناة.
وطمأن رئيسُ جامعة صنعاء طلابَ القسم الموازي الذين لم يستطيعوا دفْعَ الأقساط، مُشيراً إلى أن مجلسَ الجامعة وضع لهم التسهيلاتِ تقديراً للوضع الذي تعيشُه البلاد.
واستعرض رئيسُ جامعة صنعاء الإنجازاتِ التي حققتها الجامعة خلال العام الماضي والعوائق التي وقفت في طريقها.. إلى نص الحوار:
معالي الدكتور ودّعنا قبل أيام عام 2016م ونمضي الآن في الشهر الأول من 2017م.. ما هو تقيمكم للوضع التعليمي في جامعة صنعاء خلال العام الماضي؟
كان 2016م عاماً فيه الكثيرُ بالنسبة للتعليم الجامعيّ، وأود أن أشيرَ هنا إلى أن العدوانَ الذي بدأ في 26 مارس 2015 تسبّب في إيقافِ التعليم حتى شهر يوليو من العام ذاته، أي ما يزيد على أربعة أِشهر، حيث كنا في هذه المرحلة قد بدأنا نتحَـرّكُ كمسيرة تصحيحية داخل الجامعة وحاولنا أن نضغط بكل السبل من أجل إعَادَة التدريس بمساندة الزملاء والعمداء بحيث تعودَ عجلة التدريس.
وفعلاً عادت، وفي شهر 12 حاولنا أن نتواصلَ بقيادة الجامعة بطرق مختلفة وساعدنا التعليم العالي كَثيراً من أجل الدخولِ في هذا المجال بحيث أن تدخُلَ الجامعة في مصفوفة أسميناها مصفوفةَ إصلاح التعليم الجامعيّ في جامعة صنعاء.
وفي السادس والعشرين من مارس 2016م تم تكليفي من قِبَلِ وزارة التعليم العالي برئاسة جامعة صنعاء، وتمّت الموافقةُ على القرار من قبل القائمين بأعمالِ الوزراء، وإصدار قرار من اللجنة الثورية العليا بالتعيين، وحاول البعضُ من المنتميين حزبياً في نقابةِ هيئةِ التدريس إقحامَ الجامعة في الجانب السياسي بشتى السبل من أجل إيقافِ العملية التدريسية، وبالتالي حاولنا بكل السبل كسْرَ الإضراب، واستطعنا بتعاون الزملاء الشرفاء أن نعيدَ العملية التعليمية ونحبط هذه المحاولات.
منذ أن تم تعيينُكم في رئاسة جامعة صنعاء ماذا حققتم؟
لم يكن الهدفُ من قرار تعييني هو المنصب، وإنما البدءُ بعملية تصحيحية، وكان هدفنا هو إصلاحَ العملية التعليمية داخل الجامعة، وقد وضعنا الكثيرَ من التصوُّرات والرؤى لعملية الإصلاحات، سواء في الجانب الإداري أَوْ في الجانب الأَكَاديميّ أَوْ في الجانب المالي، ليس فقط التصوّرات، ولكن عملنا الكثيرَ من المعالجات، وخُصُوْصاً المعالجات المالية، حيث بدأنا عملية التسجيل الإلكتروني بالتعاون مع وزارة التعليم العالي، وحقَّق هذا قفزة نوعية بعد أن عقدنا أَيْضاً اتفاقياتٍ مع البنك الزراعي لتحصيل الموارد والبُعد عن أمناء الصناديق بشكل تام.
هذه العمليةُ أدّت إلى تدفُّقِ كثيرٍ من الموارد، سواء من عملية التسجيل للطلاب أَوْ من دفع الرسوم الدراسية، وهو ما مكّن الجامعة من مواجَهة نفقاتها التشغيلية حتى نهاية العام الدراسي، لكن في شهر سبتمبر قام العدوان بنقل البنك المركزي وهو ما أثّر على كُلّ البلاد وكل القطاعات بما فيها الجامعة.
السؤال الذي يطرَحُ نفسَه أين هو الدورُ الأَكَاديميّ في مواجَهة هذه الأزمة الاقتصادية التي يفرضُها العدوُّ؟، بمعنى آخر ما هي التصورات التي قدمتها جامعة صنعاء للتخفيف من هذه المعاناة؟
كان هناك لقاءٌ تشاوريٌّ لنقابة هيئة التدريس العام الماضي، وكنا نحضرُ هذا اللقاء بصفتنا أَكَاديميّين في المقام الأول، وكنا نتحدثُ لهم أن الحلولَ لا بد أن تكونَ منّا نحن الأَكَاديميّين، لا أن تكونَ من الخارج، وكانوا يلوموننا ويقولون هل الخمسون ريالاً هي الحل؟ فنقول لهم: لماذا لا تكون الخمسون ريالاً هي الحل؟!، ثم ماذا قدّم الأَكَاديميّون من حَلٍّ لهذه المشكلة؟
مشكلة السيولة، مشكلة يجب أن يتحملَها الأَكَاديميّون والاقتصاديون في جامعة صنعاء، وقد قلنا لهم مراراً البحوث لا بد أن تطلع منّا، فعندنا خبراء اقتصاديون وأَكَاديميّون تجاريون ويجبُ أن نطبّقَها الآن.
يقول البعض وربما هي الحقيقة أن الدور الأَكَاديميّ في مواجهة العدوان باهتٌ ولا يكاد يذكر.. ما رأيك؟
هذه هي الحقيقة، الأَكَاديميّون لا يزالون غائبين عن دور مواجهة العدوان، نعم نفذنا العام الماضي الكثيرَ من الوقفات الاحتجاجية ودعونا نقابة أَعْضَــاء هيئة التدريس وقلنا لهم تعالوا نقفْ في مواجهة العدوان وإدانة جرائمه، العدوان الذي استهدف الصالةَ الكبرى واستهدف سنبان واستهدف الأسواقَ وكل ما له صلة باليمن، كانت هناك محاضرات وندوات، كنا ندعوهم إليها ويمانع الكثير منهم من الحضور ولا يحضُرُ إلا القليل، بل لقد طلبنا منهم أن يصدروا ولو بياناً واحداً يدينون فيه العدوان لكنهم لم يفعلوا.
يقول هؤلاء إن الجامعة يجبُ أن تنأى عن السياسة وأن مواجهةَ العدوان الذي استهدف اليمن كلها بما في ذلك القطاع الجامعيّ نوعٌ من العمل السياسي، بينما ينتظر الشعب دوراً من الجامعة في مواجهة العدوان ما تفسيرك؟
قلنا لهم إذا كنا نريدُ أن نشتغلَ عملاً مهنياً مُؤسّـسياً، فلنبتعدْ عن السياسة ونجلس على طاولة واحدة ونعمل كلنا كفريق واحد بما يخدُمُ طلابَنا وبما يلبّي طموحات الشارع اليمني، غير أن هناك أجندةً خارجيةً تعملُ على تشغيل من بالداخل خَاصَّـة من النخبة. نحن النخبة التي كان يعوِّلُ عليها الشعب لإصلاح الوطن فقامت بتدميره، وبالتالي أثبت من هم بالجبهات ومن هم في القبائل دوراً أبرز، وأَصْبَــح هؤلاء الذين كنا نصفهم بالسوء في الصفوف الأولى لمواجهة العدوان ولهم اليدُ الطولى هناك، ما يجعلنا نفتخرُ بهم وببطولاتهم التي يلقنون من خلالها أبلغ دروس الحرب والتكتيك للعدوان السعودي.
لذلك نحن النخبةَ الموجودةَ سواء في جامعة صنعاء أَوْ الذين لا يزالون كخلايا نائمة البعضُ منهم لا يزالُ يتلقى توجيهاتٍ من أحزابهم، وهذه الأحزاب هي التي خربت البلاد.
الآنَ مع بداية هذا العام هناك دعوات لتعطيل العملية الأَكَاديميّة في جامعة صنعاء.. لماذا هذه الدعوات؟
الراتبُ حقٌّ، ولكن الدعوة لتعطيل العملية التعليمية بحجة الراتب في هذه المرحلة هو حقٌّ أريد به باطلٌ، فنحن في عدوان خارجي وعدوان همجي لم يفرق بين أحد في المقام الأول، نحن في هذه المرحلة لا بد أن ننتصرَ، ومن حق اليمنيين أن يفاخروا بأنهم وصلوا إلى هذه المرحلة من الصمود.
التوقيت لهذا الدعوات هل يعني أن العدوانَ لجأ إلى المعركة التعليمية بعد فشله في المعركة الاقتصادية؟
نعم هذا هو الهدفُ الرئيسي، ولا يجبُ أن تتوقفَ العملية الدراسية؛ لأن المتضرر الوحيد هو الطالب والوطن، وهذا ما يريده العدو. العدو يريد أن يكون هناك تخلخلٌ في الجبهة الداخلية؛ لأنه لم يستطع أن يحققَ أَهْـدَافَه في أيَّة جبهة من الجبهات سواءٌ أكان في الداخل أَوْ في جبهات الحدود.
المواطنُ العادي يدرك صعوبة الوضع الاقتصادي المفروض من قبل العدوان وما يزال يقومُ بمسؤوليته على أكمل وجه.. أليس من المخجل أن يقف الدكتور الجامعيّ عكس هذا؟
لا ننكر أن الراتبَ حق، وأن هناك الكثيرَ من الاحتياجات، لكن هناك ظروفاً قاسية تمر بالبلد، وللأسف الشديد من يدعو اليوم لتعطيل العملية التعليمية هم من يطلقون على أنفسهم بالثوريين، وبإذن الله ستحبط كُلّ المُخَطّطات الهادفة لتدمير اليمن.
على ذكر المعاناة الاقتصادي يتساءل الطلاب الذين لم يستطيعوا دفع الرسوم وخُصُوْصاً طلاب الموازي ما هي التسهيلات التي قدمتها لهم رئاسة الجامعة؟
رغم أننا كنا نعوّل كَثيراً على الموارد الذاتية وَخُصُوْصاً التي ترد من رسوم النظام الموازي أَوْ النفقات الخَاصَّـة، إلا أننا أبلغنا جميع القيادات في الجامعة بوضع التسهيلات لهؤلاء الطلاب، وقلنا لهم أنتم تعانون وغيركم يعاني.. هناك من باع بقرته وهناك من باع ذهب والدته ليدفع رسوماً دراسية لشراء مِلَفِّ الالتحاق بالجامعة، وبالتالي أصدرنا قراراً بأن الملف بالنسبة للنظام الموازي بمئتي دولار، ويدفع الطالب هذه الرسوم كقسط أول، بينما يدفع باقي الأقساط في نهاية العام الدراسي، وبحيث يدفع أربعمائة دولار فقط حتى لا يتحمل الطلاب.. وأية كلية ستخالفُ ما أقره مجالسُ الجامعة ستتحمل كاملَ المسؤولية وعلى الطلاب أن يرفعوا شكاواهم بمَن يخالف.
ما يزالُ مركَزُ التعليم عن بُعد معطلاً عن العمل رغم أنه كان يُدِرُّ على الجامعة مواردَ كبيرةً.. لماذا؟
نحن الآن في مرحلة تصحيح لهذا المركز، نعم كان يقدم خدمةً بالنسبة للطلاب في الخارج، لكن كانت بعضُ مراكز التعليم عن بُعد في الجامعات تعطي شهاداتٍ بدون أن يدرُسَ الطالب حتى دراسة، وبالتالي نحن في جامعة صنعاء عندنا مركَزٌ متخصّص ولديه الكثير من الإمكانيات التي يمكن أن تدر الأموالَ في اليمن، غير أن الأوضاع التي نحن فيهاَ بالإضَافَة إلى مشاكل كانت لدينا مع المتعهد السابق، حيث أن لديه أَكْثَــرَ من 25 مليون ريال سعودي لم يسلمها لجامعة صنعاء وما تزال ملفاتُ القضية بالمحاكم.
في ظل تلاعُبِ بعض الأطراف الحزبية بمستقبل الطلاب في جامعة صنعاء وفقدان اتحاد الطالب الجامعيّ لشرعيته منذ سنوات كيف يستطيعُ الطلاب أن يطالبوا بحقوقهم في اسْتمرَار التعليم؟
بالنسبة لاتحاد الطلاب أنا أوقفت بصراحة المبالغ التي كانت تُصرف للاتحاد وحوّلناها للأنشطة الطلابية بما يخدُمُ مصلحة الطالب الجامعيّ في المقام الأول.
بعد ما يقاربُ عامين من العدوان ما هي الرسالة التي توجّهُها رئاسة جامعة صنعاء للشعب اليمني؟
نُحَيّي أولاً صمودَ الشعب اليمني، هذا الشعب الصامد صموداً أسطورياً رغم كُلّ مُخَطّطات العدوان ووسائل إجرامه، أَيْضاً ورسالتنا للأمم المتحدة والمنظمات الإنْسَـانية التي ظلّت ساكتةً عن الجرائم التي يرتكبُها العدوان بحق الشعب اليمني بأن تتحمَّلَ مسؤوليتَها عن هذه الجرائم، كما نقولُ للعدوان السعودي إذا لم يكُف عن عدوانه فسنكون في عُمْق مُدُنِه بإذن الله.