البحرية اليمنية .. لا خطوط حمراء في نصرة غزة

عمران نت – تقارير – 3ذو الحجة 1445هـ

بعد 9 سنوات من الحرب الطويلة والعنيفة والمدمرة التي شنتها قوات ما يسمى بالتحالف العربي بقيادة كل من السعودية والإمارات ضد اليمن وبدعم ورعاية ومتابعة وإشراف من أمريكا  ودول أخرى كبريطانيا والكيان المحتل، هدفت هذه الحرب لمحاصرة الطموحات اليمنية من خلال تدمير مقدرات البلد (الجيش اليمني بالذات) وخلق حالة مستمرة من الفوضى والتشظي في مختلف الأراضي اليمنية لضمان عدم بروز أي دور يمني فاعل على مستوى الإقليم والعالم .

 

 

 

قلق قديم لدى الكيان الإسرائيلي :

 

وكان أول من قرأ خطورة المشهد في اليمن هم “الإسرائيليون” أنفسهم، حيث خرج رئيس وزراء كيان الاحتلال الغاصب بنيامين نتنياهو في عام 2015 بتصريح يحذر فيه من سيطرة من أسماهم “الحوثيون” على اليمن، باعتبار أن السيطرة على ممر الملاحة الدولي في البحر الأحمر اعتبره نتنياهو هدفاً إيرانياً للسيطرة على المنطقة. وقال نتنياهو “محور إيران ـ لوزان ـ اليمن هو محور خطير جدا للبشرية جمعاء ويجب العمل على وقفه“.

 

في عام 2018، صرّح رئيس وزراء كيان العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علناً عن عزم “إسرائيل” الانضمام إلى أي تحالف دولي لمنع إيران من تعطيل ممرات الملاحة في البحر الأحمر.

 

هناك تنافس محموم وقديم بين “إسرائيل” والعرب على السيطرة على البحر الأحمر، عملت “إسرائيل” منذ سبعينات القرن الماضي على تقويض أي سيطرة يمنية على الملاحة في البحر الأحمر وناهضت كل الجهود لتصنيف البحر الأحمر بأنه بحر عربي واعتباره مياهً دولية.

 

 

 

ما بعد العدوان على اليمن:

 

لم يحدث ما كان متوقعاً بأن تؤدي الهجمة العسكرية الأمريكية السعودية الإماراتية على اليمن لمنع أي دور جيوسياسي فاعل لليمن بقيادة أنصار الله في المنطقة ككل، بل على العكس تماماً استطاعت الجمهورية اليمنية بقيادة أنصار الله مراكمة الجهود والخبرات طوال فترة الصراع لبناء جيش قوي مع خيارات ردع استراتيجية تمثلت في وحدة صاروخية نوعية وأخرى للطيران المسير ووحدة الدفاع الجوي بالإضافة إلى قوات بحرية كفؤة وفاعلة.

 

الموقع المهم للجمهورية اليمنية والجذور التاريخية لأنصار الله وإدارتهم الذكية للمعركة مكنتهم من التواجد على طول شريط ساحلي يصنفه مراقبون أنه من الأهم في العالم إن لم يكن الأهم ويطل على البحر الأحمر ومضيق باب المندب المتحكم في حصة كبيرة من التجارة العالمية.

 

 

 

7 أكتوبر :

 

بعد أحداث 7 من أكتوبر من العام 2023 تفاقم الصراع بين الكيان المحتل من جهة وقوات المقاومة الإسلامية في فلسطين وعلى رأسها حركة حماس من جهة، تعودت “إسرائيل” خلال عقود خلت على موقف عربي وإسلامي باهت وضعيف يمكَنها من عمل كل ما تريد دون تدخل من أحد،.

 

وفق المتغيرات الجديدة في المنطقة كان متوقعا بشكل أو آخر أن تؤدي الجرائم المروعة الإسرائيلية في فلسطين إلى توسيع رقعة الصراع في المنطقة بشكل تلقائي. وقد لوحت بذلك حماس وحلفاؤها في محور المقاومة في أكثر من مناسبة ولكن ما لم يكن متوقعاً لدى الاسرائيلي هو أن تكون جبهة البحر الأحمر هي المترس المتقدم في هذا الصراع.

 

مع بداية التطورات في قطاع غزة، حذر قائد الثورة اليمنية السيد عبدالملك الحوثي “إسرائيل” من الدخول في مرحلة الهجوم البري على غزة، لم تعطِ “إسرائيل” بالا لهذا التصريح إلا انه وبعد ثلاثة أيام من بدء الهجوم البري الإسرائيلي على غزة قام الجيش اليمني بإطلاق رشقة من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة بعيدة المدى مستهدفة بذلك ميناء ومدينة أم الرشاش المحتلة على بعد يزيد عن 2000 كيلو متر من أقرب نقطة في اليمن، لقد أكدت اليمن أنها جادة في ما تقول وصادقة في ما تعد به، ولكن القادم كان أعظم وأشد.

 

معركة البحر الأحمر:

 

في الخامس عشر من نوفمبر الماضي، أعلن قائد الثورة اليمنية السيد عبدالملك الحوثي  أن “عيوننا مفتوحة لرصد أي سفن تعود ملكيتها أو تُشغلها لشركات إسرائيلية”، حتى إيقاف العدوان الإسرائيلي والحصار الخانق على غزة ، قبل أن توّسع العمليات لتستهدف كل السفن المتوجهة من وإلى موانئ فلسطين المحتلة.

 

في التاسع عشر من نوفمبر الماضي أعلن الجيش اليمني عن سيطرته على سفينة “جالاكسي ليدر” الإسرائيلية واقتيادها إلى الساحل اليمني، واحتجاز طاقمها، المكوّن من 25 شخصًا في عملية تم بثها “بالفيديو” تظهر كفاءة واحتراف متطور جداً للجيش اليمني بالذات في ما يتعلق بالعمليات البحرية.

 

العملية التي وصفها المراقبون آنذاك بأنها عملية معقدة وتتطلب قدرات جوية وبحرية وبشرية ولوجستية واستخباراتية ما كانت لتتم لولا قدرة عالية اكتسبها وطورها الجيش اليمني خلال سنوات العدوان إلا أن هذا ليس كل شيء. لقد تصاعد الموقف وأعلن الجيش اليمني منع كافة السفن المتوجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة من العبور ونفذ الجيش اليمني عمليات نوعية تجاه السفن المتوجهة إلى فلسطين المحتلة لكل تلك السفن التي لم تستجب للتحذيرات عبر الأجهزة الملاحية وعبر الطلقات النارية التحذيرية. وحققت تلك العمليات إصابات مباشرة باعتراف دولي وإقليمي حتى صار البحر الاحمر محرماً امام السفن المتوجهة الى موانئ الكيان المحتل.

 

التدخل الأمريكي البريطاني:

 

في الـ 19 من ديسمبر 2023 أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن عن تشكيل تحالف “حارس الازدهار” والغرض منه شن عملية عسكرية للرد على الهجمات التي تشنها القوات المسلحة اليمنية على السفن الإسرائيلية والمملوكة لإسرائيليين والمتجهة إلى “إسرائيل” أو المرتبطة بها في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، وقال وزير الدفاع الأمريكي أن التحالف يضم 9 دول بقيادة الولايات المتحدة.

 

سرعان ما جاءت ردود الفعل بما لا تشتهي أمريكا حيث أعلنت إسبانيا أنها ليست جزءاً من هذا التحالف وغير مشاركة فيه ولن تشارك إلا بقرار من الاتحاد الاوروبي ، بعد ذلك أعلنت إيطاليا أن فرقاطتها فسرجينيو فاسان المتواجدة بالبحر الأحمر هي استجابة لمطالب ملاك السفن الإيطاليين ولحماية مصالحها في إطار عملياتها الحالية وأنها ليست جزءا من عمليات تحالف “حارس الازدهار”، في حين اكتفت فرنسا بالتصريح بأن سفنها ستبقى تحت القيادة الفرنسية في إشارة واضحة أنها ليست جزءا من هذا التحالف.

 

ولهذا لم يتبق من هذا التحالف إلا دول هامشية أو بلا قدرات بحرية مثل “البحرين وسيشل” أو أخرى لم تشارك إلا بشكل رمزي مثل هولندا والنرويج والدنمارك واليونان وكندا وسيرلانكا وسنغافورة”

 

أي أن التحالف الدولي لم يعد إلا أمريكيا وبريطانيا فقط ، وكان لافتاً أنه لم يكن هناك أي مشاركة من أي الدول المشاطئة للبحر الأحمر أو الدول العربية الحليفة لأمريكا كالسعودية ومصر، بل على العكس في مناسبات متعددة صرح مسؤولون في مختلف دول العالم من روسيا إلى الصين إلى مصر إلى السعودية أن الحرب الإسرائيلية على غزة هي سبب التوتر في البحر الأحمر وهو ما يتفق مع الموقف اليمني ويتعارض كلياً من الرواية الامريكية.

 

 

 

العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن

 

في الـ 12 من يناير 2024 أعلن الرئيس الأمريكي شن هجمات بالتعاون مع سلاح الجو البريطاني على العاصمة اليمنية صنعاء ومدن أخرى ، مؤكداً أنه لن يتردد في شن هجمات أخرى إذا لزم الأمر.

 

في نفس اليوم أعلنت الجمهورية اليمنية عبر بيان لمجلسها السياسي الأعلى أن كل المصالح الأمريكية والبريطانية صارت “أهدافا مشروعة” لليمن، وذلك بعد أن نفذت الولايات المتحدة وبريطانيا فجر الجمعة ضربات على أهداف في مدن يمنية مختلفة.

 

ادعت أمريكا وبريطانيا أن عملياتهما تأتي بهدف تقويض قدرات الجيش اليمني لاستهداف السفن في البحر الأحمر ولكن العمليات تصاعدت بعد التدخل الأمريكي ولم تقل.

 

وصرح قائد الثورة اليمنية السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في خطاب له الخميس المنصرم  30 مايو أن إجمالي عدد السفن المستهدفة من بداية عمليات الإسناد بلغت 129 سفينة وهذا عدد كبير، مؤكدا أن ليس هناك تراجع في مستوى عملياتنا، بل تراجع في حركة الملاحة وحركة السفن من الجانب الأمريكي والبريطاني وشبه انعدام للحركة الإسرائيلية.

 

 

 

قدرات عسكرية يمنية خارقة وأرقام قياسية لأول مرة :

 

اعتقد الكثير من المحللين أنه وبالمقارنة بين القوات الأمريكية والبريطانية مع نظيرتها اليمنية أن نجاح أمريكا في حماية السفن الإسرائيلية شيء مؤكد ،ولم يتوقع أحد حجم القدرات التي ستكشف عنها اليمن في هذا المسار، حيث أن القوات اليمنية لم تفِ بما وعدت فقط، بل أنها تجاوزت ذلك لتنفيذ عمليات تعتبر الأولى من نوعها عبر تاريخ الاشتباك العسكري وبقدرات مذهلة جعلت كلاً من أمريكا وبريطانيا والكيان المحتل في ورطة يصعب التعامل معها .

 

 

 

أول معركة بالفضاء :

 

وفي الأول من نوفمبرالماضي وبعد عملية عسكرية يمنية برشقة من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة باتجاه مدينة أم الرشراش “ايلات” في العمق الفلسطيني المحتل أعلنت قناة “ريدوفكا” الروسية أنها توصلت إلى استنتاج أن أول اشتباك عسكري في الفضاء وقع بين “إسرائيل” واليمن بعد الاستناد إلى حقيقة أن نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي “آرو-3” اعترض صاروخا باليستيا في 31 أكتوبر/ تشرين الأول على ارتفاع نحو 100 كيلومتر، “أي خارج الغلاف الجوي للأرض“.

 

كما ذكرت صحيفة “ليفيغارو” الفرنسية، حينها أن منظومة “آرو 2” الدفاعية الإسرائيلية أسقطت صاروخا أطلقه ما وصفتهم بـ”الحوثيين “من اليمن، وذلك خارج الغلاف الجوي، في حادثة هي الأولى في التاريخ العسكري.

 

وقالت الصحيفة إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تنفيذ اعتراض من خارج الغلاف الجوي أثناء معركة. وهذه هي المرة الأولى في التاريخ العسكري العالمي، فلم يحدث من قبل قط أن حدث اعتراض على ارتفاع 100 كيلومتر تقريبا. والمقصود هنا “خط كارمان”، الذي يفصل الغلاف الجوي للأرض عن الفضاء الخارجي. ونشر الجيش الإسرائيلي فيديوهات لعملية الاعتراض، لكنه لم يخض في التفاصيل كثيرا.

 

 

 

صواريخ باليستية فائقة السرعة لأول مرة في مواجهة سفن متحركة:

 

 

 

وأعلن الجيش اليمني في أكثر من مناسبة تنفيذ عمليات استهداف لسفن وبارجات عسكرية في البحر الأحمر تتبع كلاً من أمريكا وبريطانيا بسلاح مناسب، وكان المحللون والخبراء يتوقعون أن السلاح المناسب كما جرت العادة صواريخ ارض بحر أو توربيدات مضادة للسفن، ولكن المفاجئ أن قائد الأسطول الخامس الأميركي تشارلز برادفورد كوبر قال في مقابلة مع “سي بي إس” أن صواريخ ومسيّرات ما أسماهم بالحوثيين يمكن أن تضرب هدفها في البحر الأحمر خلال 75 ثانية بمجرد إطلاقها، في حين لا تملك قواته سوى ما بين 9 و15 ثانية لاتخاذ قرار بإسقاط صاروخ أو مسيّرة حين يطلقها ما أسماهم الحوثيين.

 

وأكد كوبر -في مقابلة مع قناة “سي بي إس” الأميركية- أنه لم يسبق لأحد استهداف سفن تجارية أو سفن البحرية الأميركية بصواريخ باليستية.

 

وهو الأمر الذي يعد سابقة من نوعه في تاريخ الحروب العسكرية ويتطلب قدرات سواء في التوجيه أو إدارة العملية العسكرية ينم عن تطور نوعي لدى الجيش اليمني وهو الاول من نوعه في تاريخ العسكرية لم يسبق اليمنيين إليه احد.

 

 

 

قطع بحرية عملاقة قيد الاستهداف لأول مرة وبطرق تستخدم لأول مرة:

 

في يوم 4 يناير الماضي، فوجئ قادة المدمرات لأول مرة بهجوم سفينة مسيّرة ضد السفن العسكرية والتجارية الأمريكية. ووصف قائد أيزنهاور تلك الهجمات بالسفن المسيّرة، بأنها أحد أكثر السيناريوهات المخيفة، حيث تحمل تلك السفن السطحية قنابل كبيرة، ويمكنها التحرك بسرعة عالية جدًا، لافتًا إلى أنه إذا لم تكن متواجدًا في مكان الحدث على الفور، فقد يتطور الأمر إلى الأسوأ، مشددًا على أن ذلك الأمر يدفعهم باستمرار إلى مراقبة ما وصفهم بالحوثيين، والتصرف سريعا بكل دقة وعنف ضد الهجمات المتكررة.

 

كما أعلنت القيادة المركزية الأميركية ان هذه هي المرة الأولى التي تنطلق فيها غواصة مسيّرة من اليمن منذ بدء هجمات البحر الأحمر في 23 أكتوبر في تطور نوعي ولافت حسب وصف مراقبون.

 

وأعلن ناطق الجيش اليمني ف مطلع يونيو الجاري استهداف حاملة الطائرات الامريكية ايزنهار هاور مرتين خلال 24 ساعه باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيرة واعترفت امريكا بالعملية وتعد هذه هي المرة الاولى في التي يتم فيها استهداف حاملة الطائرات الامريكية والتي تعد اغلى قطعة عسكرية في العالم.

 

 

 

مدمرة أمريكية لأول مرة تستخدم خط الدفاع الأخير:

 

وقال مسؤولون أمريكيون أن صاروخ كروز اقترب من المدمرة البحرية الأمريكية “يو إس إس غرافلي” ليلة الثلاثاء  في الاسبوع الاول من شهر فبراير 2024 وقد استطاع هذا الصاروخ اجتياز كافة الأنظمة الدفاعية للمدمرة المتطورة جداً حد أن اضطرت المدمرة إلى استخدام خط الدفاع الأخير للبارجة.

 

ويعرف الجميع القدرات الدفاعية المتقدمة للمدمرات الأمريكية وأساطيلها البحرية ، حيث لم يسبق أن تعرضت هذه الأساطيل لاختبار حقيقي من قبل وصل إلى هذا الحد، حيث تمتلك كل مدمرة خطوطاً دفاعية متعددة تبدأ من اصطياد الأهداف المعادية على مسافة مريحة من المدمرة، ولا تضطر  لاستخدام خط الدفاع الأخير إلا في الحالات الخطيرة جداّ والتي دائما ما تعود بضرر على المدمرة وفي هذه الحالات تكون كل انظمة الدفاع في البارجة قد فشلت في اعتراض الهدف.

 

واضطرت المدمرة غرافلي إلى استخدم نظام الأسلحة الذي يعرف باسم Phalanx Close-In (CWIS) على بعد ميل واحد – وبالتالي على بعد ثوانٍ من الاصطدام وهذا النظام أشبه ما يكون بالرشاشات المثبتة على جسد المدمرة لاستهداف الأهداف المعادية القريبة جدا وفي هذه الحالة تصيب شظايا الصاروخ جسد السفينة المستهدفة حتى وان تم اعتراضه.

 

ويمثل نظام Phalanx الآلي مدفع Gatling التي يمكنها إطلاق ما يصل إلى 4500 طلقة عيار 20 ملم في الدقيقة، والاشتباك مع المقذوفات أو الأهداف الأخرى من مسافة قريبة للغاية.

 

ويقول محللون إن السفن الحربية الأمريكية تصدت للهجمات الصاروخية للجيش اليمني باستخدام دفاعات بعيدة المدى، على الأرجح صواريخ Standard SM-2 وStandard SM-6 وEvolved Sea Sparrow  ،إذ تشتبك هذه الصواريخ الدفاعية مع أهدافها على مسافة 8 أميال (حوالي 12 كيلومترًا) أو أكثر، لكن ذلك لم يحدث ليلة الثلاثاء واضطرت المدمرة لاستخدام خط الدفاع الأخير .

 

وقال مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، توم كاراكو إنه من “المثير للقلق” أن صاروخ من وصفهم بالحوثيين اقترب بشدة من سفينة حربية أمريكية، في حين قال المحلل كارل شوستر، وهو كابتن سابق في البحرية الأمريكية، إن الصاروخ الذي وصفه بالحوثي، الذي كان يتحرك بسرعة حوالي 600 ميل في الساعة (965 كيلومترا في الساعة)، كان على الأرجح على بعد حوالي 4 ثواني من ضرب السفينة الحربية الأمريكية عندما تم تدميره.

 

وأضاف شوستر أن نطاق ارتفاع نظام Phalanx الآلي محدود، لذلك قد لا يكون قادرا حتى على التصدي للصواريخ الباليستية التي تسقط من فوق سفينة حربية.

 

 

 

معركة الـ 14 ساعة أطول معركة بحرية:

 

وكشفت القيادة المركزية للقوات الأمريكية، كواليس مواجهات مع القوات اليمنية امتدت لنحو 14 ساعة. وأكدت القيادة الأمريكية شن من وصفتهم بـ”الحوثيين” عدة هجمات بصواريخ باليستية على سفن وبوارج بالبحر الأحمر وخليج عدن ، مشيرة إلى أن  بوارجها المتمركزة في البحر الأحمر  حاولت التصدي لتلك الهجمات التي بدأت عند الواحدة صباحا وحتى الرابعة مساء ، اي استمرت لمدة 14 ساعه متواصلة.

 

وزعم  الجيش الأمريكي نجاحه بصد صاروخ واحد، في حين استهدفت 5 صواريخ أخرى سفن شحن، أبرزها  سفينة  “ستار ناسيا” التي أكد بيان عسكري للجيش اليمني إصابتها بأضرار وكذا سفينة  “مورنيغ تايد” البريطانية.

 

وكانت القوات المسلحة اليمنية أكدت على لسان متحدثها في وقت سابق الثلاثاء نجاحها باستهداف السفن سالفة الذكر.

 

وأكد البيان الأمريكي فشل البوارج الأمريكية والبريطانية في  وقف العمليات اليمنية  ضد السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إلى موانئها.

 

معركة الـ 21 طائرة مسيرة وثلاثة صواريخ:

 

وفي هجوم آخر هو الأضخم لكن ليس من حيث المدة ولكن من حيث الكم اعلن  وزير الدفاع البريطاني صد ما وصفه بالهجوم بالأكبر، وقال إن القوات البحرية البريطانية والأمريكية صدت أكبر هجوم حتى الآن لما وصفهم بالحوثيين في اليمن على السفن في البحر الأحمر ، ووفق الجيش الأمريكي أن القوات اليمنية أطلقت ما لا يقل عن 21 طائرة مسيرة وصاروخاً خلال الليل، والذي أضاف أن حاملة طائرات وأربع سفن حربية أسقطت الصواريخ.

 

وأضاف بيان الجيش الأمريكي أن طائرات حربية من طراز F/A-18 من حاملة الطائرات “يو إس إس دوايت دي أيزنهاور” الموجودة في البحر الأحمر شاركت في التصدي لـ18 طائرة مسيرة وصاروخي كروز وصاروخ باليستي واحد، بمشاركة أربع مدمرات هي “يو اس اس غرافلي”، و”يو إس إس لابون”، و”يو إس إس مِيسون”، و”إتش إم إس داياموند“.

 

وقال مصدر دفاعي بريطاني لبي بي سي إن سفينة “داياموند” أسقطت سبع طائرات مسيرة تابعة لما أسمتهم الحوثيين باستخدام صواريخ وأسلحة “سي فايبر”، وهي نظام صاروخي رئيسي مضاد للطائرات، طورته فرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة، وتبلغ تكلفة كل صاروخ فيه أكثر من 1.3 مليون دولار.

 

 

 

إصابة فخر القطع البحرية البريطانية في البحر الأحمر:

 

وأعلنت بريطانيا في وقت سابق، عن سحبها سفينتها الحربية (HMS Diamond) من البحر الأحمر واستبدالها بسفينة أخرى لأغراض الصيانة، بعد تعرضها لثلاث هجمات منفصلة من قبل قوات صنعاء-الحوثيين.

 

وقال قائد سفينة HMS Diamond  إيفانز: “الوضع في المنطقة محفوف بالمخاطر، والسفن التابعة للقوة تطلق النار بشكل يومي”، بحسب موقع البحرية الأمريكية الملكية البريطانية.

 

وأضاف أن “التركيز الآن ينصب على فترة صيانة وإعادة إمداد بالذخيرة قبل أن العودة إلى المهمة في البحر الأحمر.

 

وكان وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس في يناير الماضي، قد قال: ”إن السفينة الحربية دايموند التابعة للبحرية الملكية البريطانية ربما جرى استهدافها في هجوم من قبل اليمن”.

 

وفي الـ9 من يونيو نفذتِ القوةُ الصاروخيةُ عمليةً عسكريةً استهدفتْ المدمرةَ الحربيةَ البريطانيةَ (دايموند) في البحرِ الأحمرِ وذلكَ بعددٍ منَ الصواريخِ البالستية وجاءت العملية كرد على الجريمة البشعة التي ارتكبها العدو الصهيوني في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

 

تقارير أمريكية عن قدرات الجيش اليمني وفروق التكاليف:

 

وكانت  صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية قد نشرت تقريرا مطولا تحت عنوان “الحوثيون يرفضون التراجع وسط حرب غزة وهجمات البحر الأحمر”، تطرقت في تفاصيله إلى قدرات الجماعة وعملية “حارس الازدهار”.

 

وقال يوئيل جوزانسكي وهو مسؤول إسرائيلي سابق وباحث كبير في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب “المشكلة مع الحوثيين هي أنه من الصعب للغاية ردعهم”.

 

وفي هذا الإطار نشرت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية تقريرًا حول هذه المهمة التي “تؤرق” وزارة الدفاع الأمريكية بسبب تكاليفها الباهظة.

 

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين في “البنتاغون” شعورهم بقلق كبير من التكلفة المتزايدة لعملية إسقاط مُسيّرات وصواريخ الجيش اليمني، وأوضحوا أن تكلفة صاروخ واحد مليوني دولار، يُستخدم لاعتراض مسيَّرة تكلفتها ألفي دولار.

 

وعلى النقيض من ذلك، يقدر الخبراء أن مسيَّرات الجيش اليمني  الهجومية تكلف 2000 دولار فقط على أكثر تقدير. وقال زميل مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية شان شيك: “حتى مسيَّرات شاهد-136 الايرانية الأكثر تكلفة، تقدر بـ 20 ألف دولار. وفي كلتا الحالتين، هناك فرق كبير في التكلفة”.

 

وقد اعترف مسؤولون أمريكيون وبريطانيون على عدم فاعلية هجماتهم للحد من عمليات الجيش اليمني في البحر الأحمر مؤكدين أن لدى اليمنيين خبرة طويلة للتعامل مع الهجمات الجوية ولديهم ترسانة ضخمة وبتكاليف زهيدة مقارنة بالتكاليف الباهظة التي تتكبدها القوات الأمريكية والبريطانية.

 

أكبر معركة في البحر منذ الحرب العالمية الثانية:

 

وصرح نائب قائد القيادة المركزية الأميركية أن القتال ضد اليمن في البحر الأحمر هو أكبر معركة خاضتها البحرية الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية وهو ما يؤكد ما ورد تفاصيله في هذا التقرير.

 

الجدير بالذكر بأن الجيش اليمني أسقط 6 طائرات أمريكية من نوع ام كيو 9 وهي فخر الطائرات المسيرة الأمريكية وإسقاط هذا العدد يعد ضربة قاتله لهذه الطائرة.

 

في الختام يتضح أن أمريكا وبريطانيا فتحت أبواباً لم تكن تعلم ما هو مخفي ورائها، واذ اعتقدت أمريكا انها قادرة على حماية الملاحة الاسرائيلية في البحر الأحمر فإنها اليوم وعلى لسان قادتها تعترف بأن الملاحة الامريكية والبريطانية وليس فقط الاسرائيلية باتت في ورطة حقيقة وأن كل الموازين تميل لصالح اليمن وما زال اليمنيون يقولون أن في جعبتهم الكثير والكثير من المفاجآت والتي لم يكشف عنها بعد.

 

 

مقالات ذات صلة