مؤتمرٌ عن فلسطين في صنعاء
د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
احتضنت العاصمة صنعاء خلال الأسبوع الماضي المؤتمر الثاني (فلسطين قضية الأُمَّــة المركزية)، ويأتي انعقاد المؤتمر هذا العام بالتزامن مع يوم القدس العالمي وفي ظل ظروف مختلفة تتصدرها معركة (طُـوفان الأقصى)؛ ولذلك فقد تناولت معظمُ الأوراق العلمية المقدمة إلى المؤتمر مختلف الجوانب المتعلقة بهذه المعركة، وركزت على موقف اليمن من تلك الأحداث على المستوى الرسمي والشعبي وعلى المستوى العسكري.
ومن الملفت في هذا المؤتمر هي المداخلات التي قدمها عدد من أحرار العالم من العرب والأجانب، والتي تشير إلى بداية ظهور خط جديد يؤمن بضرورة مواجهة الهيمنة الأمريكية والامبريالية العالمية بكل الوسائل المتاحة، وعلى رأس تلك الوسائل استخدام القوة، وهي الوسيلة التي استخدمتها اليمن لدعم ومساندة إخوتنا في غزة وفي مواجهة الهيمنة الأمريكية، وقد أشادت المداخلات بموقف اليمن في البحر الأحمر للحد من غطرسة أمريكا في المنطقة وفي مناطقَ أُخرى، حَيثُ أشاد المفكر الروسي الكبير ومستشار الرئيس الروسي، إلكسندر دوغين، في مداخلته بموقف اليمن، وأشار إلى أن هذا الموقف أنقذ كرامة المجتمع الإسلامي الذي كان متردّدًا في اتِّخاذ موقف واضح مَمَّا يحدث في غزة، وأكّـد أن هذا الموقف هو الذي يجب أن يتخذه بقية المسلمين، كما ذكر جورج جلاوي، عضو مجلس العموم البريطاني في مداخلته أن اليمن أصبح المركَزَ الأخلاقي للعالم بعد أن استخدم السلاح للوقوف إلى جانب الفلسطينيين العزل من الأطفال والنساء والرجال، ووعد بزيارة اليمن قريبًا مهما كانت الصعوبات، كما أشاد الناشط الأمريكي والمؤثر جاكسون هينكل بموقف اليمن، وأشَارَ إلى أن استخدام القوة في مواجهة الصلف الأمريكي الداعم للجرائم الصهيونية في غزة هو الموقف الصحيح؛ لأَنَّ أمريكا لا تفهم إلى لغة القوة، وكذلك كان توجّـه بقية المداخلات نحو الإشادة بموقف اليمن والتضامن مع مظلومية الشعب الفلسطيني وإدانة الجرائم الصهيونية في غزة.
ومن خلال ما قدمته الأوراق العلمية والمداخلات من الخارج نجد أن الجميع قد حمَّلَ اليمنيين -قيادةً وشعبًا- مسؤوليةً كبيرة حيال الهيمنة الأمريكية، تدفعُهم إلى استمرار التزامهم بالموقف المشرّف إلى جانب إخونهم في فلسطين؛ لأَنَّ نتائج ذلك الموقف لن تنحصر على غزة، ولكن سوف يكون لها تأثيرٌ على بقية المواجهات التي تخوضها أمريكا في أماكن أُخرى في العالم.
واليمن سيكون عند مستوى التحدي، وكما قال السيد القائد: “إن موقف اليمن جاء نتيجة التزام ديني وأخلاقي لن يتم التراجع عنه إلَّا إذَا وقفت الحرب على غزة”.