بين يدَّي النور
رفيق زرعان
أعلامُ الهدى هم ورثةُ الأنبياء وسفينةُ النجاة في بحر ظلمات الحياة، اصطفاهم اللهُ لوراثة الكتاب وهداية الناس، يخرجون الناس من الظلمات إلى النور، ويحرصون على استقامتهم وربطهم بهدى الله ونوره المبين، الذي يحقّق لهم الفهم الصحيح والنظرة الواقعية الصحيحة، ويمنحهم بصيرةً نافذةً ونوراً يبدد ظلام الثقافات المغلوطة المسيئة للإنسان وتكريمَ الله له؛ فما أحوجنا أن نلتفت إلى هذا النور ونقتبسَ منه ما يفيدنا في الدنيا ويمنحُنا الفوزَ في الآخرة.
إن محاضرات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، هي قبس من هذا النور الإلهي العظيم؛ ومن يتابعها وَيتفهمها سيدرك عظمة محتواها القرآني العظيم؛ فالسيد القائد -يحفظه الله- يتحدث بنور الله وهدى كتابه المبين وما يتفق مع القرآن الكريم من الكلام المأثور عن رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وينسجم معه انسجاماً تاماً، ولا يكاد يخرجُ عن هذه الدائرة أبدًا؛ فتراه يصحّح الثقافات المغلوطة ويرسُمُ التوجّـهات على أَسَاس من هدى الله وتوجيهاته العظيمة، التي تحقّق للإنسان الارتقاءَ الإيماني والمعرفي والسمو النفسي وتجعلُه عنصراً صالحًا في هذه الحياة فيسيرُ فيها بنور الله الذي لا يَضِلُّ من يسير عليه.
من المهم للإنسان المؤمن الحريص على نجاة نفسه أن لا يفوتَه هذا النور خُصُوصاً في هذا الشهر الكريم الذي باركه الله وبارك فيه، وكذلك من المهم للأُمَّـة العربية والإسلاميّة أن تحاولَ أن تخرجَ من عصرها المظلم جِـدًّا؛ بسَببِ ابتعادها عن هدى الله ونوره العظيم فَــإنَّه لا يستطيعُ أن يصحح واقعها السيئ وينتشلها من وضعيتها السيئة إلا هذا الهدى وهذا القائد القرآني العظيم؛ فالله قد اصطفاه لهذا الدور وألقى بين يدَّيه نوراً عظيماً.