الصمَّــادُ وخدمةُ الناس
محمد الفرح
من المعلوم قرآنيَّا أن أهمَّ ما في ولاية الأمر وقيادة الناس في الإسلام هو الاهتمامُ بالناس وملامسة همومهم والحفاظ على كرامتهم… إلخ.
وقد قدّم الشهيد الرئيس صالح الصماد -رحمة الله تغشاه- نموذجًا راقيًا لمن يتربع على عرش السلطة وقدّم نموذجًا متميزًا لخريجي مدرسة الثقافة القرآنية في تعامله مع أبناء الشعب طيلةَ فترة الرئاسة وقبل ذلك.
فكان قريبًا من الناس المساكين والمستضعفين والمحرومين، وكان ملامسًا لهموهم، لم يكن متسلطًا عليهم، ولم يكن مستغلًا لمنصبه في ظلمهم، بل كان يعيشُ روحيةَ الإحسان والرحمة والشفقة بهم.
وموقعُه في السلطة بكله يراه موقعًا في خدمة عباد الله، ويراه موقعًا يتعبَّدُ اللهَ به، وأفضلُ العبادة لديه هي خدمةُ المساكين وخدمة المحرومين وخدمة المستضعفين؛ لذلك لم تكن السلطة لتطغيَه، لم يكن ليزهوَ بذلك المنصبِ، بل كان يحرص أن يعيشَ عيشةَ الناس الفقراء: إما أن يعيش عيشتهم أَو أن يرقى بهم إلى مستواه، هذه هي مدرسة الإمام علي -سلام الله عليه- في النظرة إلى الفقراء.
لم يتغيّر وهو في موقع السلطة إطلاقًا حتى في مستوى مأكله مشربه.
الصمَّادُ هو الشخصُ الذي عرفته في منطقة بني معاذ هو ذاته الشخص الذي عرفته في صنعاء، السلطةُ بحد ذاتها لا يرى لها أية قيمة إذَا لم تكن موقعًا لخدمة الناس ولإعانتهم والإحسان إليهم ملامسة همومهم.