يقولُها بحرقةٍ: أمَا آنَ أنْ تستشعرَ الأُمَّــةُ مسؤوليتها؟!
أمة الملك قوارة
قائدٌ بحجمِ أُمَّـة وهَمٌّ بحجمِ الجبال، ألمٌ وغيرة على ما أصاب أُمَّـة باتت تتفرج على مذبحتها وعلى حبلِ مشنّقتها، بينما تمتلك القوة والخوف يجتاحها، وتمتلك العدة والوهن يغزوها، أُمَّـة تمتلك كماً هائلاً من البشر وكماً هائلاً أَيْـضاً من الكلمات التي تغادرها وتغايرها الأفعال، ولقد كان لذلك القائد الشريف الحق في أن يستنهض أمته مخاطباً لها “أما آن الأوان!” خطابٌ يغادر روحه وفاه آملاً أن يستقر في قلوب الأحرار ويحرك عنفوانَهم!
“أما آن الأوان” فلما تلك الجيوش، ولما تلك الأساطيل، ولما أُولئك الذين قضوا جل أعمارهم يتدربون على كيفية خوض المعارك، ولأية معركة إن لم يكونوا لمعركة اليوم! والحرمات تستباح والمقدسات تُدنس والبيوت تُهدم ودماء الأطفال والنساء تسقي الأرض وتدوس عليها الكلاب!؟ أما آن للشعوب أن تثأر من أنظمتها، أما آن للأحرار أن يمسكوا بزمام الأمور، وينفضوا عنهم جلباب الفتور والخوف! وممن يخافون أهو من المنطق أن يخاف ملايين البشر من حثالة ضئيلة توهم نفسها أنها من تقودهم دون مراعاة لأية حرمة لهم؟!
لقد آن الأوان لكل رجل عربي لا زال يمتلك ولو القليل من الشرف ولكل مسلم ما زال يدين بديانة الإسلام، آن الأوان لخوض المعركة فتلك الحرمات التي تستباح في غزة وتلك الحقوق التي تداس في فلسطين كفيلة بأن تثير غيرة العربي وعنفوانيته، ومن لا زال يضع لقوى الباطل هيبة أَو حسابًا فلا يظننْ بأنه مسلم؛ لأَنَّ الإسلام لا يقبل أن يكون الإنسان ديوثاً يقبل أن يهان عرضه وشرفه وكرامته دون أن يحرك ساكناً! وأما الكلام فحتى من ليس لها عرض تستطيع أن تتكلم وتُشجب! ولقد باتت كرامة كُـلّ إنسان ومسلم وعربي مهانة هناك في غزة وعلى كُـلّ حر شريف عربي ومسلم وإنسان! أن يثأر لها!.