معادلة اليمن البحرية قدمت الشاهدَ وأقامت الحجّـة
محمد فايع
الفعل اليمني المترجم عمليًّا بمنع عبور السفن الصهيونية التجارية، والمعزز بعد ذلك بمنع كُـلّ السفن التجارية المتجهة إلى ميناء أم الرشراش (إيلات) أَو أية سفن تحمل أية مساعدات لكيان العدوّ أياً كان جنسيتها صنع معادلة سيوثقها التاريخ لكل الأجيال المتلاحقة.
لقد صنع اليمن قيادة وشعباً وقوة ضاربة معادلة جعلت من مسألة حصار غزة قضية إقليمية ودولية، ولو لم يكن من أثرها الفاعل والعملي والمؤثر إلَّا كونها قد حشرت أمريكا بكل تحالفها وكلّ تواجدها العسكري في المنطقة في زاوية من الحرج والعجز والضعف وبشكل غير مسبوق في تاريخها.
اليمن بما صنعه من معادلة بحرية على مسار الانتصار لفلسطين قضية وشعباً قدم للأُمَّـة شاهداً حياً وعملياً مفاده أن الأُمَّــة بما تمتلكه من موقع ومن أوراق قوة اقتصادية، وبما تمتلكه من قضية عادلة قادرة على تغيير معادلات الصراع مع قوى الاستكبار بقيادة أمريكا لصالح قضاياها العادلة، وفي مقدمتها القضية المركزية فلسطين أرضاً وإنساناً ومقدسات.
بالتالي فَــإنَّ القيادة والشعب اليمني بما صنعه من معادلة بحرية فاعلة قد أقام الحجّـة البالغة على كُـلّ بلدان المنطقة والأمة شعوباً وأنظمة؛ فلا عذر للجميع أمام الله والتاريخ والأجيال اللاحقة بعد ذلك.
في النتيجة يمكن القول إن الفعل اليمني بمعادلته البحرية الفاعلة والمؤثرة على مسار الانتصار لغزة يؤسس لمسار استراتيجي متقدم، ليس فقط في مواجهة فعل الحصار على غزة بل على مسار صراع الأُمَّــة مع قوى الاستكبار والهيمنة الغربية بقيادة أمريكا، وبالتالي يمكن البناء على المعادلة اليمنية البحرية على مسار الانتصار لكل قضايا الأُمَّــة الجامعة والمركزية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية؛ إذ إن بإمْكَان بلدان المنطقة والعالم الإسلامي على المستوى الشعبي والرسمي أن تصنع بما تملكه من قوة بشرية ومن موقع جغرافي بحري وبري وبما تمتلك من مقومات اقتصادية هائلة معادلات تمكّن كُـلّ بلدان المنطقة والعالم الإسلامي التحري من كُـلّ وجود أمريكي غربي عسكري أَو أمني في برها أَو بحرها، وُصُـولاً إلى تحرير منطقة غرب آسيا من الهيمنة الغربية الأمريكية بشكل عام.