لستم وحدكم قولاً وفعلاً
محمد يحيى الضلعي
ليس خطاباً للجماهير المحتشدة ولا حملة انتخابية ولا كلاماً عابراً ولا توصيفاً استهلاكياً لحاجة في نفس يعقوب، هي حقائق ووقائع، هي مجد وعزة وكرامة ومبادئ وقيم، هي المعنى الحقيقي للانتماء القومي العربي، وهي أَيْـضاً من ذروة سنام الدين الإسلامي ملخصاً في الجهاد في سبيل الله تعالى بكل ما أوتينا من قوة ولم نقف عند الأحاديث الضعيفة أن نزجر المنكر بقلوبنا أي بأضعف الإيمان.
نحن هنا لتغيير المعركة، لحرف النتائج عما كان متوقعاً، لتأديب الغاصب، وكسر شوكة أمريكا، نحن هنا لنبعث الأمل من جديد للأُمَّـة أن هناك من له القدرة بالنصر على إسرائيل، وأن الحرب لم تنتهِ بعد، والنخوة العربية ما زالت كما كانت بل وأشد، والعنفوان العربي في أقوى لحظاته، نحن هنا لأجل غزة قولاً وفعلاً.
ما تقدم عليه القوات المسلحة اليمنية من تصعيد في البحر الأحمر إلا دليل عن رجالٍ صدقوا ما عاهدوا الله عليه وتلخيص غير مبالغ فيه أن القائد طرح عنواناً وخطةً للجهاد بقوله: “لستم وحدكم”، وهَـا هو العالم المنزعج من عدم التصعيد عليه أن يوقف إسرائيل عن عبثها بفلسطين وسنقف عن تصعيدنا فليس أحداً أكبر من الآخر وقضيتنا ومظلوميتنا أكبر من تبريرات المحتلّ الغاصب.
إن على دول العالم أن تأخذ تصريحات وتحذيرات وبيانات القوات المسلحة اليمنية على محمل الجد فلسنا نبيع ونشتري ولا نستعرض ولا نجيد بلاغة الخطابات الاستعراضية وهي أَيْـضاً ليست هزلية، وعلى أمريكا وبريطانيا وإسرائيل أن تعي معنى تهديداتها بتشكيل تحالف دولي لتأمين البحر الأحمر ومواجهة القوات المسلحة اليمنية، فضرباتنا محدّدة الأهداف والأغراض حتى تقف إسرائيل عن غطرستها ضد غزة وأن أي تصعيد من أمريكا وتحالفاتها سيجعل من المنطقة شكلاً آخرَ غير قابل للحلول أَو المناشدات فليس لدينا ما نخسره وأهداف القوات المسلحة اليمنية مفتوحة وكثيرة وغير بعيدة، بل وموجعة لإسرائيل وأمريكا وحلفائهم بالمنطقة، وكُلٌّ يتحسس موقعَه بهدوء، وليس هناك خيارٌ آخر سوى ما تم طرحه في البيان الأول لقواتنا المسلحة.
وعلى دول المنطقة العربية وغيرها ومرتزِقتها أن يفهموا ذلك جيِّدًا؛ لأَنَّهم أكثر من سيدفع فاتورة التصعيد ولعقودٍ من الزمن، ومجمل الخبر والقول افهموه جيِّدًا ولا حلول إلا بإيقاف العدوان على غزة وإدخَال المساعدات إلى غزة وغير هذا لن تجدوا إلا تصعيداً يؤلم اليهود والنصارى والمطبعين معهم.
تتحَرّك قواتنا المسلحة بخطوات يراها أصحاب القلوب الضعيفة جنونية ومجازفة خطيرة، لكن قواتنا تدرك كُـلّ تبعاتها جيِّدًا وقد أعدت لها العدة المناسبة، فلا الموت ولا التحالف الدولي ولا أمريكا ولا تصريحاتهم من الممكن أن تجعلنا نتراجع عن هذه الخطوات، ولا يمكن أن يكون تأثير تهديداتهم أشد وقعاً فينا من تأثير مشاهد الأطفال والنساء الذين استشهدوا في غزة، فما نقوم به اليوم ما هو إلا جزء يسير مما سنقوم به في القريب العاجل إن استمر العدوان على غزة.
وعد السيد غزة بالنصر والعون وأوفى بوعده كأول قائد عربي في التاريخ يستنفر جهاداً نصرةً لفلسطين في مواجهة الكيان الإسرائيلي، وقد كسر السيد القائد بهذه الخطوات القاعدة التي يخطو عليها قادة العرب عبر التاريخ، حتى أيقنت إسرائيل ومن يقف خلفها أن الوضع تغير هذه المرة، وأن الأعداء الجدد أكثر شجاعةً وإقداماً وأقل خوفاً وجبناً من سابقيهم.
سينتهي العدوان على غزة بفعل الضربات اليمانية، وستذكرون ما أقول لكم، فالحصار بالحصار والموت بالموت يا إسرائيل، وعندما تقف أمام اليمن عليك أن تدرك أن الانتصار في معركةٍ بمثل هذه المقاييس ليس خياراً متاحاً بسهولة، فما يعده الجيش اليمني يفوق ما تتوقعونه يا أراذل الشعوب.
خلاصة القول ومختصر الكلام وخير الحديث هو أن غزة ليست وحدها، والحرب حربنا جميعاً، وعلى الجميع أن يفهم ذلك ويراجع حساباته، وما قمنا به تأكيداً لما نقول وترجمةً فعلية لتهديدات السيد القائد، ولا مجال لإيقافنا بالقوة ولا التحالف، بل بالرضوخ لشروط المقاومة في غزة ووقف العدوان الهمجي الغاشم على القطاع، قبل أن تصبح كُـلّ القطع البحرية في مرمى صواريخنا.