اللواء يوسف المداني: المجاهدون الذين نفّذوا عملية الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية تدرّبوا لمدة عامين وتشبّعوا بكل الفنون والمهارات القتالية
عمران نت – صنعاء – 27 جمادى الأولى 1445هـ
مسؤوليتُنا الدينية تلزمنا بنصرة إخواننا في فلسطين وهذا كان هدف الشهيد القائد منذُ بداية المسيرة
كنا نقول: أولادُنا هم من سيقاتلون في فلسطين لكن الحمد لله الذي وفّقنا للمشاركة في مواجهة أعدائه من اليهود والأمريكيين
السفينةُ كانت على مقرُبة من السواحل الإرتيرية وبعد الممر الدولي وأصبح الاستيلاء عليها صعباً للغاية لكن بفضل الله نجحت هذه العملية
عند الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية كانت الظروف المناخية صعبة جِـدًّا وأمواج البحر مضطربة بشكل كبير وبعض زوارق المجاهدين تعرضت للتلف والتحطم؛ بسَببِ الأمواج
العدوّ يعرفُ جيِّدًا أن التهديدات والتحذيرات التي تطلقها القيادة اليمنية ليست عبثية أَو مُجَـرّد استعراض كلامي
توجيهات السيد القائد كانت صارمة وقوية بتحريم البحر الأحمر على العدوّ الإسرائيلي ومحاصرته وعدم مرور أية سفينة إسرائيلية منه
الأمريكي كان متواجداً في البحر وعلى مقربة من السفينة
أثناء تحليق المروحية كانت لاداراتُ العدوّ شغالةً وترقُبُ حركةَ الأجواء وكان من الصعب جِـدًّا أن تحلق فوق البحر وتقوم بهذه العملية على مسافة 120 كم من سواحل الحديدة
جبهةُ البحر الأحمر جزءٌ لا يتجزأ من جبهة غزة وأي تصعيد في جبهة غزة هو تصعيد في جبهة البحر الأحمر
يجب علينا أن نكونَ في جهوزية عالية واستعداد دائم لأية قوة داخلية أَو إقليمية أَو دولية تحول دون وقوفنا ونصرتنا لإخواننا في فلسطين
الأبطال المجاهدون الذين نفّذوا هذه العملية كانوا بروحية استشهادية وبهمة قتالية عالية وخضعوا للتدريبات بشكل مكثّـف وكبير
المسيرة | حاوره – عبد القوي السباعي
كشف قائدُ المنطقة العسكرية الخامسة، اللواءُ أبو حسين يوسف المداني، بعضَ تفاصيلِ الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية “جالاكسي ليدر” والظروف الصعبة التي واجهت الأبطال المجاهدون أثناء تنفيذ العملية.
وقال اللواء المداني في حوار مع إذاعة “صوت الثورة”: إن “الأبطالَ المجاهدين الذين نفَّذوا هذه العمليةَ كانوا بروحية استشهادية وبهمة قتالية عالية وخضعوا للتدريبات بشكل مكثّـف وكبير، حَيثُ خضعوا للتدريب لمدة عامَينِ على كُـلّ مستوى منها التدريب على قيادة السفن والاقتحام والالتحام المباشر عبر الزوارق الحربية من البحر، وكذا التدريب على عمليات الإبرار الجوي من على متن الطيران العمودي “المروحية”، وتشبَّعوا بكُلِّ الفنون والمهارات القتالية المتعددة”.
وأوضح أن “السفينةَ كانت على مقرُبةٍ من السواحل الإرتيرية وبعد الممر الدولي وأصبح الاستيلاء عليها صعباً للغاية، لكن بفضل الله نجحت هذه العملية“، منوِّهًا إلى أنه “عند الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية كانت الظروفُ المناخية صعبةً جِـدًّا وأمواجُ البحر مضطربةً بشكل كبير، وبعضُ زوارق المجاهدين تعرَّضت للتلف والتحطُّم؛ بسَببِ الأمواج، وأنه أثناء تحليق المروحية كانت لادارات العدوّ شغالةً وترقُبُ حركة الأجواء، وكان من الصعب جِـدًّا أن تحلِّقَ فوق البحر وتقوم بهذه العملية على مسافة 120 كم من سواحل الحديدة”.
وأكّـد أن “توجيهات السيد القائد كانت صارمةً وقويةً بتحريم البحر الأحمر على العدوّ الإسرائيلي ومحاصرته وعدم مرور أية سفينة إسرائيلية منه، وأن الأمريكي كان متواجداً في البحر وعلى مقربة من السفينة، وَالعدوّ يعرف جيِّدًا أن التهديدات والتحذيرات التي تطلقها القيادة اليمنية ليست عبثية أَو مُجَـرّد استعراض كلامي”.
كما أكّـد أن “جبهةَ البحر الأحمر جزءٌ لا يتجزأ من جبهة غزة وأي تصعيد في جبهة غزة هو تصعيد في جبهة البحر الأحمر”.
ولأهميّة الحوار تُعيدُ صحيفةُ “المسيرة” نشرَه:
– من نعم الله سبحانه وتعالى أن انتقلنا من الدفاع عن الشعب اليمني إلى الدفاع عن الأُمَّــة جمعاء.. ما رأيكم بهذه النعمة التي منَّ الله بها علينا من خلال هذه العملية البطولية؟
هذا فضل كبير ونعمة كبرى أن مكَّننا الله من أعدائه اليهود والنصارى وأمريكا وإسرائيل، وهذا كان هدف الشهيد القائد السيد حسين -رضوان الله عليه- منذُ بداية المسيرة، والذي بدأهُ بشعار “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل” ولكن للأسف طيلة السنوات التي مضت شغلنا منافقو العرب، وانشغلنا بهم بشكلٍ كبير، والآن وصلنا إلى العدوّ الأَسَاسي؛ إلى عدو الأُمَّــة الحقيقي، العدوّ الصهيوني، وصلنا إلى الهدف الأَسَاسي؛ مِن أجل القضية المحورية قضية فلسطين، قضية كُـلّ الأُمَّــة.
– ما الأَسَاس الذي تم الاستناد إليه في تنفيذ هذه العملية؟
عندما حذَّرَ وهدّدَ السيدُ القائدُ عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظُه الله- كان لا بُـدَّ أن يكون هذا التهديدُ كَبيراً بمستوى تلك الجرائم والمجازر التي لحقت بأبناء فلسطين في غزة من قتلٍ للنساء والأطفال والمدنيين والحصار الخانق حتى على مستوى الماء والقوت، وأصبح إخوانُنا في غزة يعانون معاناةً كبيرةً، وبات الكثيرُ من الشهداء تحت الأنقاض، كذلك السجون الصهيونية مليئة بالنساء والأطفال، ويتعرضون جميعاً للفظائع، وهذا شيءٌ مؤلمٌ للغاية؛ فكان لا بُـدَّ أن يكون للأُمَّـة موقف؛ والسيد القائد “سلام الله عليه” حين قال: إن العرب والمسلمين قد يؤاخذون إذَا قصَّروا بهذه المسؤولية”، فكان حتماً علينا ولزاماً كمسؤولية دينية وأخلاقية أن نقوم بهذه المسؤولية، وتحَرّك السيدُ القائد ووجَّه القوات بتوجيهات صارمة وقوية بقطع وتحريم البحر الأحمر على العدوّ “الإسرائيلي” ومحاصَرته، وعدم مرور أية سفينة “إسرائيلية” من البحر الأحمر، وبفضل الله وتأييده أن توفق المجاهدون من السيطرة والاستيلاء على هذه السفينة رغمَ كُـلّ المصاعب.
– ذكرتم أن هناك بعض المصاعب واجهتكم أثناء الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية “غالاكسي ليدر.. ما أبرز هذه المصاعب؟
عندما هدّد السيد القائد وبعد أَيَّـام محدودة يستطيع المجاهدون السيطرة على هذه السفينة كان هذا أمر صعبًا للغاية؛ لأَنَّ العدوّ كان حَذِرًا جِـدًّا، وكان على علمٍ ودرايةٍ بذلك، وهكذا تمكّن المجاهدون من تنفيذ هذه العملية؛ وهذا توفيقٌ إلهي؛ لأَنَّ العدوّ يعرف جيِّدًا أن التهديدات والتحذيرات التي تطلقها القيادة اليمنية ليست عبثية أَو مُجَـرّد استعراض كلامي، بل كان متيقن لذلك، فكانت كُـلّ الخطوات مدروسة وحذرة، إلى جانب أن الظروف الجوية والمناخية كانت صعبة جِـدًّا وأمواج البحر مضطربة بشكلٍ كبير، حتى إن بعض زوارق المجاهدين تعرضت للتلف والتحطم؛ بسَببِ الأمواج، وَأَيْـضاً من جهة الجو وأثناء تحليق المروحية؛ إذ كانت لادارات العدوّ شغالة وترقب حركة الأجواء وكان من الصعب جِـدًّا أن تحلق فوق البحر وتقوم بهذه العملية على مسافة 120 كم من سواحل الحديدة، وأصبح الإخوةُ على مقرُبة من السواحل الإرتيرية وبعد الممر الدولي، وأصبح الموضوعُ صعبًا للغاية، وبعد هذا كله كان من الله فضل عون ودعم ورعاية وتنجح هذه العملية، وَأَيْـضاً كان الأمريكي متواجدًا في البحر وكان على مقرُبةٍ من تلك السفينة، ورغم كُـلّ هذه المصاعب والتحذيرات الأجنبية الأمريكية والغربية.
– لا شك أن مهمةً كهذه لا يمكن أن تنفِّذَها قوةٌ اعتيادية؛ إذ لا بُـدَّ من أن تكون على قدرٍ عالٍ من التدريب والمهارة والتي عكستها تلك المشاهد التي عرضت حينها.. ماهية هذه القدرات؟
بالنسبة للأبطال المجاهدين الذين نفّذوا هذه العملية كانوا بروحية استشهادية وبهمة قتالية عالية، وقد خضعوا للتدريبات بشكلٍ مكثّـف وكبير، حَيثُ خضعوا للتدريب لمدة عامين تقريبًا على كُـلّ مستوى، منها التدريب على قيادة السفن والاقتحام والالتحام المباشر عبر الزوارق الحربية من البحر، وكذا التدريب على عمليات الإبرار الجوي من على متن الطيران العمودي “المروحية”، وتشبعوا بكل الفنون والمهارات القتالية المتعددة والتي تدخل في صلب تنفيذ مهامهم بكل كفاءة واقتدار، وقد بذلوا الأسبابَ، واستعانوا بالله، ونجحوا في تنفيذ هذه المهمة، ورفعوا رؤوسنا عاليًا.
– ورقة البحر الأحمر لم يستغلها العرب ضد العدوّ الإسرائيلي منذ خمسين عاماً من تاريخ الصراع كيف ترون جبهة البحر الأحمر وهل ستعمل عملية الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية إلى ترسيخ واقع جديد؟
نستفيدُ من هذه العملية أنها مِنَّةٌ وفضلٌ كبيرٌ من الله -سبحانه وتعالى-، وشرفٌ أن نقوم بهذه المسؤولية وفي عهدنا، حَيثُ كنا من سابق نقولُ: إن أطفالنا هم من سيقاتلون في فلسطين، لكن اليوم نحن من أصبحنا نقاتل في خندق فلسطين، وأصبحت جبهة البحر الأحمر جزءًا لا يتجزأ من جبهة غزة؛ فأي تصعيد في جبهة غزة هو تصعيد في جبهة البحر الأحمر، وأيةُ تهدئة في جبهة غزة تعتبر تهدئةً في جبهة البحر الأحمر، وأصبحنا جُزْءًا لا يتجزأ من القضية الفلسطينية.
– الإقدامُ على مثل هذه الخطة الجريئة كما يحب أن يصفَها الكثيرُ من المحللين لن تكونَ بمعزلٍ عن دراسة مستفيضة ومتوقعة لردود الأفعال من جانب الأعداء سواءً لهذه السفينة أَو لغيرها؟
هذه العمليةُ تُعتبَرُ مِنَّةً عظيمةً وفضلًا كبيرًا من الله -سُبحانَه وتعالى-، نَسْلَمُ من غضبه وسخطه من جهة، ومن جهة أُخرى نستذكرُ أهميّةَ العمل بالأسباب كالاهتمام بالتدريب والتأهيل، والاهتمام بالعلاقة القوية بالله، وكذلك نستفيد من هذه العملية أن نكون على استعداد دائم لتحَرّكات وتهديدات الأعداء التي قد تطرأ، وأن نهيِّئَ أنفسَنا للمواجهة، خُصُوصاً أن العدوّ يتربَّصُ بنا ويعتبرُها إهانةً كبيرةً له، وقد يحاول أن يعمل ردة فعل هنا أَو هناك، أَو يقومَ بتحريكِ أوراقه من السعوديّ والإماراتي أَو المرتزِقة المحليين ضدنا؛ كي يحولوا دونَ أن نضرِبَ على “إسرائيل”؛ لذلك يجبُ علينا أن نكونَ في جُهُوزيةٍ عالية واستعداد دائم لأية قوة داخلية أَو إقليمية أَو دولية تحول دون وقوفنا ونصرتنا لإخواننا في فلسطين، واستهدافنا للعدو “الإسرائيلي” فنستعين بالله عليه؛ كون اليمن أصبحت جبهة متقدمة من الجبهة الفلسطينية ومقاومتها، وأي تقصير
من جهتنا هو تقصير بحق الجبهة الفلسطينية، لذلك علينا أن نجهز ونرتب ونحصن مواقعنا وأن ننتبه في جبهاتنا؛ فأي تقصير هنا هو تقصير بحق جبهة غزة ودماء أهلها التي تؤلمنا جميعاً عندما نشاهدُ على شاشات التلفزة؛ لذا يجبُ أن يكونَ للجميع موقفٌ وتحَرُّك.
– هناك من يطالبُ بفتح المجال أمام المجاهدين للذهاب إلى الأراضي المحتلّة والاشتراك في القتال ضد العدوّ بينما دولُ الطوق العربية ترفُضُ بل وتعمل من أراضيها سياجاً لحماية العدوّ من الاستهداف.. ما رسالتكم للمجاهدين هنا؟
من الصعبِ الذهابُ في الوقت الراهن للقتال في غزة، ولأسباب ذكرتها، وغيرها أنهم قد يكونوا أهدافاً وصيدًا ثمينًا للعدو، وأقول ذلكَ؛ لأَنَّ بعضَ المجاهدين يفكِّرُ أن ما معنا حَـلّ غير أن نذهبَ للقتال هناك، لكن يجبُ أن ندركَ أننا ومن خلال جبهتنا هنا أصبحنا كجبهةٍ متقدمةٍ من غزة، يمكننا أن ندعمَ وندافعَ ونقدِّمَ مواقفَ كبيرةً لفلسطين ومقاومتِها من هنا، ورأينا كيف أن العدوَّ يحاولُ اليوم أن يشغلَنا، أن يعملَ كُـلّ ما أمكن له فعله؛ مِن أجل أن يفصلَنا عن أداء دورنا المحوري في هذه الجبهة، لذلك لا تقصِّرْ في جبهتك، لا تقصِّرْ في تحصينك وفي تدريبك؛ لأَنَّ العدوَّ قد يحاول أن يضغَطَ في أية جبهة حتى لا تستمرَّ في التحَرّك ضد “إسرائيل”، هذا شيء مهم جِـدًّا، أنت هنا في جبهة غزة وأي تقصير منك هو تقصيرٌ في حق تلك الدماء التي تسقط في غزة.. لذلك علينا أن نكونَ في جُهُوزيةٍ عالية، وأن اللهَ سيُمَكِّنُنا منهم، وقد ظهر جليًّا أمام العالم أن هذا العدوَّ أضعفُ مما نتصور، فذلك الجيش الذي كانوا يروجون له على مدى 75 عاماً ويعملون حوله هالةً أنه الجيش الذي لا يُقهَرُ، وكيف بدا مهزوماً ذليلاً، أمام صلابة وشجاعة أبطال الجهاد والمقاومة في غزة.
– كلمة أخيرة؟
أقولُ لإخواني المجاهدين: إن عملياتِ “طُـوفان الأقصى” كانت بحق مدرسة لكل المجاهدين نستفيد منها في أخذ العبرة، من الجدية في التدريب، وكيفية التخطيط والتنفيذ للمعارك، وتفعيل كافة الفنون القتالية من الإغارة، والكمائن، وتفعيل كُـلّ الأسلحة، حتى وإن بدت بدائيةً كـالآر بي جي، والتي شهدناها اليوم تؤدِّي دوراً كَبيراً في معارك غزةَ بيد المجاهدين، ونستفيدُ أَيْـضاً أنه رغم تحليق الطيران المكثّـف بكل أنواعه وتحت القصف نشاهدُ صموداً وثباتاً وتكتيكات المجاهدين وبسالتهم في مختلف المحاور، وهذا يبرهن على أن العدوّ أوهن وأضعف من أن ينال من عزائمنا وإيماننا في عدالة قضايانا المصيرية، ومنها قضيتنا المركَزية فلسطين.