الشهادة غايتي في كل حين
بشرى خالد الصارم
قال تعالى:(فَقَٰتِلۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفۡسَكَۚ وَحَرِّضِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأۡسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ وَٱللَّهُ أَشَدُّ بَأۡسٗا وَأَشَدُّ تَنكِيلٗا).
من منطلق هذه الآية العظيمة ينطلق المجاهد،فيمضي في دروب الجهاد للاستشهاد،ومن غيره ذلك العظيم الذي باع من الله فقبل بيعته،بجنةٍ عرضها السماوات والأرض وحياة أبدية،ومن غيره ذلك الذي ضحى بروحه للدين وللحرية وللسلام وللإباء والشموخ،ومن غيره الذي كان مصدر فخر للأمة ومصدر نصر وانتصار وتغلب وفوز،أعز الله فأعزه،وعظم الله فعظمه،وكرم الله فأكرمه.
على هذه الدروب يمضي الشهيد محتسبًا أجره على الله،فيؤجر على تضحياته العظيمة،وكل مشقة لله يشربها بكأس كان مزاجهُ زنجبيلا،مشقة الطريق،سهر الهم،تعب الجسد،مرارة البعد،وخز الشوك،قهر الضيم،حزن الفقد،كلها أشياء لايأبه لها ويداويها بحسن التسليم والثبات والصبر،يُسلم زمام أموره لله الواحد الأحد،،لايُثنيه عن واجبه شيء،يُدافع عن القضية التي خرج من أجلها في مواجهة أولياء الشيطان الذين يحسبونهم جميعا وقلوبهم شتى،فما اجتمعوا إلا لإنتهاك حرمات الله والسعي في خراب الأرض وفسادها،والذي يواجههم مستمد قوته من الله الحي الذي لايموت،مستمد قوته من ثقافة الجهاد القرآنية،فيلقى الله مبتسمًا،مرتاح الضمير، مسلم للروح،قائلًا:”خذ ياربي حتى ترضى فالشهادة هي غايتي في كل حين”،متيقنًا أن الشهادة هي المعيار الأقوى والأكبر لإختبار مدى جدوائية صدق الإنسان في اِنتمائه الأخلاقي والإلهي،فهو يصل إلى مستوى التضحية بنفسه وبماله في سبيل الله عز وجل،وهو الذي يتمنى أن يرجع إلى الدنيا ليستشهد مرات عدة ؛لما يراه من جميل الشهادة، ومن عظيم المنزلة، ومن راحة السكن واللجوء.
من الإنجازات العظيمة التي وصل إليها الشعب اليمني هي بفضل من الله أولًا وبفضل دماء الشهداء الطاهرة،وإن الإستمرار لتحقيق الأهداف والعناوين المثلى هي أمانة في أعناق من ينتظر بأن يتسلحوا بثقافة الشهادة وحب الاستشهاد في سبيل الله،وأن لايبدلوا تبديلا كما وصفهم الله في القرآن الكريم:(مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ رِجَالٞ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيۡهِۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن يَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبۡدِيلٗا).
فسلامٌ إلى المجاهدين العظماء المنتظرين لنحبهم،سلامٌ لتاج روؤسنا أينما كنتم،سلام على أرواحكم وجهادكم وسلاحكم،سلامٌ على سهركم وتعبكم ومشقتكم،سلام على غربتكم،أنتم الزمان وأنتم المكان وأنتم الحدود والأمان للأوطان،فيكم السلام ومعكم الأمان ومنكم النصر آت،فالنصر والتمكين يكون لأولياء الله،السلام لتلك الأقمار الساطعة بضياء الحرية والكرامة،السلام لتلك الأزهار التي تبث لنا أريج العزة والإنتصار،السلام على المجاهدين الأبطال في كل الثغور،السلام على الأبطال الأوفياء في كل الميادين،السلام على صُناع الإنتصارات والكرامات.