اليمنُ يستمرُّ في إدهاش العالم وإثارةِ الرعب في قلوب أعدائه
محمود المغربي
قبل تسع سنوات اجتمع العالَمُ بقيادة قُوَى الاستكبار والهيمنة وقرّروا معاقبة اليمن الفقير والمنهك والمتخلف؛ نتيجة عقود من الفساد والفشل والظلم وهيمنة قُوَى الاستكبار التي كانت المسؤول الأول عن ذلك الفساد والفشل، وهي من تريد معاقبة اليمن وكسر أبنائها الذين تجرؤوا على القيام بثورة خارجة عن إرادَة ورغبة قُوَى الاستكبار والهيمنة، وأسقطوا أدواتها الفاسدة والفاشلة والظالمة، وذهبوا أبعد من ذلك في رفض الهيمنة والوصاية الخارجية، وأعلنوا عزمهم فرض السيادة الوطنية على كامل الأراضي اليمنية وتحرير القرار الوطني في سابقة هي الأولي في المنطقة الخاضعة بأسرها لهيمنة ووصاية قُوَى الاستكبار والهيمنة؛ مما أثار حفيظة تلك القوى التي قرّرت أن تجعل من اليمن عبرة لكل من تسول له نفسه القيام بما قامت به اليمن.
وقد أوكلت تلك القوى الأمر لأكثر الأدوات ولاءً وطاعةً وأكبرها قوةً ونفوذاً ومالاً، وقدمت لهم كامل الدعم العسكري والسياسي وشيكًا على بياض يسمح لتلك الأدوات بارتكاب أبشع الجرائم والمجازر والانتهاكات حتى جرائم الحرب وللإبادة الجماعية دون حساب أَو عقاب، وبدأت تلك الأدوات عدوانها على اليمن بمئات الغارات الجوية مستهدفين كُـلّ شيء، مستفيدين من المعلومات والإحداثيات التي قدمها لهم أدوات ومرتزِقة اليمن وقتلوا النساء والأطفال وقصفوا المدارس والجامعات والمستشفيات، كما يفعل العدوّ الصهيوني اليوم بغزة، وقد رافق العدوانَ على اليمن حصارٌ خانقٌ وحربٌ اقتصادية وإرهابٌ على الأرض ومرتزِقة، واعتقدوا أن العدوان على اليمن سوف يكون نزهة قصيرة وكلها أَيَّـام ويتم كسر ومعاقبة أبناء اليمن، خُصُوصاً أنهم قد قاموا بجعل النظام السابق يتخلَّصُ من الصواريخ المهمة التي كانت لدى اليمن.
لكن أبناء الشعب اليمني كان لهم رأي وفعل مختلف عن الذي كانت تعتقد وتتوقع قُوَى الاستكبار والهيمنة، وبدأت أحلام وحسابات تلك القوى تتبخر، وأدهش أبناء اليمن العالم بصمود وثبات وشجاعة وانتصارات أذهلت العالم وأسقطت مفاهيم وقناعات وأشياء كان العالم يظنها ثوابت، ومنذ ذلك الوقت واليمن لا يتوقف عن إدهاش العالم وإثارة الذهول والإعجاب في عقول العالم، الذي لم يكن يعلم أن هناك بلدًا في العالم يُدْعى اليمن قبل 2014م، وقد زاد ذهول العالم وهم يشاهدون منشآت أرامكو السعوديّة تحترق، إلا أن ما قامت به اليمن بعد عملية “طُــوفان الأقصى” ومهاجمة الكيان الصهيوني بالصواريخ والطائرات المسيَّرة وتحدي أمريكا بما تمتلك من قوة ترعب بها العالم وتجعل أغلب زعماء العالم تركع وتخضع، على رأسهم قادة وزعماء العرب والمسلمين، والتهديد ثم تنفيذ التهديد بإغلاق البحر الأحمر وباب المندب أمام السفن الإسرائيلية، واحتجاز أول سفينة تخالف ذلك قد جعل العالم يتجاوز حالة الذهول ويصاب بما هو أكثر من الذهول والاندهاش، وأصبحت اليمن حديثَ الساعة وعنوانًا للتحدي والقوة قبل أن تكون عنوانًا للصحف والأخبار في كافة قنوات العالم، حتى إن الحديث عن اليمن قد تجاوز الحديث عن غزة، والقادم أعظم بفضل الله وحكمة القيادة السياسية اليمنية التي جعلت من اليمن رَقَمًا صعب وحديث الساعة ورمزًا للعزة والكرامة والقوة والشجاعة.