الإجرامُ الصهيوني.. تواطُــؤُ المطبِّعين ودورُ الشعوب العربية (2-2)
علي الموشكي
لا زال الخوف يستشري قلوب البعيدين عن الله وعن منهجية الله، من خلال الخوف الذي نتائجه تقديم المساعدات العسكرية والدوائية والاستجابة لتهديدات إسرائيل، ونداءات إيقاظ أنظمة الشعوب العربية التي أطلقها السيد القائد -يحفظه الله- بقوله: (فالشعوب لا بد أن يكون لها صوت مسموع وشعبنا كان له صوت مسموع وواضح منذ اليوم الأول للعملية وسيبقى هذا الصوت مُستمرّ)، ونقول لأنظمة الدول العربية، افتحوا الطريق للشعوب العربية لتطهير المقدسات الدينية في الأراضي الفلسطينية ودعم المقاومين وهي فرصة أمامكم للتكفير عن سيئاتكم واستئصال الغدة السرطانية من جسد الأُمَّــة العربية وإلغاء العلاقات وقطع التواصل مع الكيان المحتلّ، وليكن لديكم درس من عملية طوفان الأقصى التي كسرت عظمة إسرائيل التي ترونها عظمى ونووية، ما لم فستكونوا مؤهَّلين للسقوط المدوي والمخزي من الشعوب التي تتوق للجهاد ضد الكيان الإسرائيلي المحتلّ الغاصب الذي أجرم لقرون من الزمن بحق الشعب الفلسطيني، وخرب الأنظمة العربية من خلال تجنيده للجواسيس والاستخبارتيين في مفاصل الدول العربية التي ظلت تحت أقدام النظام الأمريكي والصهيوني.
ونناشد الشعوب العربية بالخروج المليوني في كافة الدول العربية لتأييد عملية طوفان الأقصى ومطالبة أنظمة الدول العربية المطبعة وغير الراضيين والساكتين والمحايدين الوقوف إلى جانب المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي يستميت الآن؛ مِن أجل الدفاع عن كرامته وعزة الشعوب العربية، ويقف الآن تحت مرمى صواريخ الاحتلال الإسرائيلي الذي تعززه أمريكا بالأساطيل البحرية التي مرت من الدول العربية وُصُـولاً إلى البحر الأبيض المتوسط، دون أن تعيقها أية دولة عربية.
ونقول لأنظمة الدول العربية: الشعب الفلسطيني المقاوم لأكثر من سبعين عامًا، كان يعاني ويلات العذاب من إجرام الصهاينة ولم يصل إلى هذه التقنيات والصواريخ إلا بعد معاناة شديدة، فلا تقفوا مكتوفي الأيادي أمام تحَرّك دولة عظمى كأمريكا تدعم دولة نووية في أراضٍ عربية مغتصَبة، وما ينال الدول العربية من تدمير وتخريب في أنظمتها كانت السبب الأول والأخير إسرائيل وأمريكا، التي تجند قادة الأنظمة العربية لصالحها، فيكفيكم يا قادة العرب عمالةً وارتهاناً وذلةً لمن لا يودون لكم أي خير.
ولقد عزز موقف المجاهدين المقاومين للاحتلال الصهيوني السيد القائد -يحفظه الله-، من خلال إعلان التنسيق في محور المقاومة وخيارات الرد، ومخاطبته للمجاهدين في غزة والشعب الفلسطيني: (لستم وحدَكم، شعبنا وأحرار هذه الأُمَّــة إلى جانبكم، شعبنا حاضر لفعل كُـلّ ما يستطيع لأداء واجبه المقدس دعماً للشعب الفلسطيني)، الشعب اليمني الذي يتوق ويتشوق للجهاد في سبيل الله ضد الكيان الصهيوني المحتلّ في أتم الجهوزية والاستعداد لتحَرّك منذ اليوم الأول للعملية خرج الشعب اليمني بمسيرات ميلونية مؤيدة لعملية طوفان الأقصى في جميع المحافظات اليمنية، ولولا المشكلة الجغرافية، والشعب اليمني بقبائله العظيمة يطالب بفتح المطارات للتحَرّك للجهاد لمواجهة العدوّ الإسرائيلي إلى الجانب الشعب الفلسطيني، ولقد استطعنا بصعوبة بالغة التواجد في صفوف المقاومين والتضحية والاستبسال وَتضامن اليمن مع فلسطين مجال واسع للكتابة، فشعار الصرخة الذي يردده أبناء اليمن الشرفاء، لا يفارق المجاهدين في جميع الجبهات والميادين، ويوم القدس العالمي الذي يخرج الشعب اليمني بمسيرات مليونية في آخر جمعة من شهر رمضان شاهداً على تمسك الشعب اليمني بالقضية الفلسطينية، لا تغيب رغم العدوان على الشعب اليمني من دول التطبيع ومحاولات إيقاف صوت التحرّر من الوصاية الأمريكية والإسرائيلية.
ولقد وصل الحال لدول التطبيع العربية إلى إساءَات ومواجهات وأصدرت عدة دول عربية بيانات، توضح مدى التبعية والذل والخزي الذي وصل إليه حال المطبعين، ولقد وجه السيد القائد -يحفظه الله- رسالة بقوله: (نتوجّـه بالإدانة والشجب لكل ما يقوم به المطبِّعون من إساءَات ضد الشعب الفلسطيني وأحراره إعلاميًّا من تخذيل وسعي لتفكيك الموقف العربي والإسلامي)، وهذه الدول التي وضعت زمام أمرها وفضحت للعالم العربي من كان يدعم إسرائيل منذ اليوم الأول للاحتلال والتي بأموالهم قتل الإسرائيليون الشعب الفلسطيني والسوري واليمني واللبناني والعراقي والإيراني والسوداني وغيرهم من الدول العربية والإسلامية، والتي يجب أن يعوا ويتفهموا أن المعركة مصيرية ولن تتوقف الشعوب العربية وستكسر حواجز الصمت وسيخرجون بمسيرات مليونية.
إذَا لم تستعيدوا عروبتَكم من خلال مراعاة الشعوب والتخلي عن عجلِكم “إسرائيل”؛ فالله وحده من يجب أن نألهَ إليه ونثقَ به ونخافَ منه ونتوكلَ عليه وهو الناصر والمعين.