الإنحياز للمقاومة وفلسطين إنحياز للحق والحرية والكرامة..
عبدالفتاح حيدرة
عشرة أيام منذ بداية معركة طوفان الأقصى ، وكيان العدو الصهيوني يحاول استعادة كرامته ويخفي هشاشته و ضعفه وهوانه وذله بقصف الأبرياء في قطاع غزة ، حتى وصل به الأمر إلى قصف المستشفيات وهي مكتضة بآلاف الجرحى والمصابين ، و برغم حزني وألمي لارتقاء كل شهيد في فلسطين عامة وفي قطاع غزة تحديدا ، إلا أني مطمئن أن القضية الفلسطينية بعد اليوم لم تمت ، وان شجاعة وبسالة و صمود وثبات المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني جعل الصهاينة بغباءهم يحيونها بعد ان كاد التطبيع مع دول ممالك الرمال يميتها ، ان الصمود والبطوله الفلسطينية مقابل الذل والضعف الإسرائيلي يحيي الحق الفلسطيني مع كل قطرة دم يسفكها ، ويشعلون نارها في قلب كل عربي وحر وشريف ، وهنا يجب أن نعي وندرك إن الكيان الصهيوني قد ساهم بسياساته الوحشية الإجرامية غير الإنسانية في إحياء القضية الفلسطينية ، وذلك بإزكاء روح الاستجابة في الشارع العربي والإسلامي للتحديات التاريخية الصعبة التي يواجهها شعبنا العربي المسلم في فلسطين كل يوم ، وهذا بحد ذاته تصعيد لقيمة المقاومة ، والتأكيد على أن ما أخذ بالقوة لا يمكن أن يسترد بغير القوة ، وأن النصر والتحرير معقود بأفواه البنادق..
لكل هذا نقول للمطبعين والمحايدين من الأعراب بدون فلسفة فمن يريد الانتصار للشعب الفلسطيني و تحرير القدس واستعادة كل فلسطين ، عليه التخلص أولا من النظام السياسي العميل في بلده ، والبلد الذي يحرز نجاحا يدعم البلدان الأخرى ، وكل بلد يتحرر يتوحد مع الآخرين ، يومها ستتمكن الشعوب العربية و الجيوش العربية من تغيير وجه العالم ، وليس إزالة الكيان الصهيوني فقط ، يمكن البدء بأن تقول ” لا للتطبيع ” في بلدك ، وأن تصطف مع الثوار والاحرار والشرفاء في مسيرتهم نحو الحرية والاستقلال ومقارعة الطواغيت ، كل ذلك لا يحتاج منك لندوات ولا بيانات ولا مؤتمرات ، فمن يتعامي عن حقائق خيانات الأنظمة المطبعة مع الكيان الصهيوني اليوم يجب أن نتجنبه فورا ، و المسارعة للإنضمام مع محور المقاومة والصمود الفلسطيني ، مدركين وواعيين جيدا إن شجاعة وبسالة المقاومة الفلسطينية وما يقابلها من الوحشية الصهيونية بحق ابناء شعبنا الفلسطيني ، قد جعلت شوارع الأمة العربية والاسلامية تجمع على عدم التطبيع مع العدو الصهيوني بكل الأشكال والصور ، وبالتالي كل من طبع او يطبع بعد اليوم مع كيان العدو او يتعاطف معه ، او يحايد ويصمت من أجله ، او يهاجم المقاومة الفلسطينية او يقلل من شأنها وهي تحت الحراب الصهيونية ، يكون صهيونيا ويجب محاربته ومواجهته ومقاومته كائنا من كان..
نحن في اليمن قيادة وشعبا نعلن انحيازنا الكامل ومناصرتنا ، التي لا لبس فيها ، للحق الفلسطيني الساطع الذي لا يخضع لمساومات السياسة البائسة وتهافتها المشين ، ونؤكد إنه لا مجال لصونه وإحقاق حقه إلا بالمقاومة ، وإن فلسطين ليست لعبة ذهنية يتسلى بها بعض الأعراب في أوقات فراغهم ، وإنها قضية الاختبار الأخلاقي لنا و لكافة الأمة العربية والاسلامية والإنسانية ، وانها القضية الذي بها تتحدد القيمة والدور لكل إنسان يضع الحرية والاستقلال تاجا على رأسه ، و انحيازنا لفلسطين هو انحياز كلي وتام ضد بشاعة وقذارة وإنحطاط كيان الاحتلال الصهيوني ، وضد بشاعة وحقارة التواطؤ معه من حلفائه وعلى رأسهم امريكا وبريطانيا وفرنسا ومن في لفهم ، وضد بشاعة وذل الصمت عليه ، وضد بشاعة ودناءة اختراع الذرائع الواهية للصد عن مقاومته في كل صعيد ، وبهذا فإننا ندعو كل حر وشريف وكل ذي ضمير حي إلى نبذ ثقافة الذل والهوان والتبعية ، التي عملت الأنظمة العميلة على تكريسها من أجل تسهيل التطبيع مع كيان قاتل ومجرم ، ونكرر الدعوة ايضا إلى الانحياز من جديد إلى ثقافة المقاومة التي تجعل من فلسطين وشعب فلسطين ومقاومة فلسطين نبراسا للحق والحرية والشرف والعزة والكرامة والاستقلال..