الربيعُ المحمدي “وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ”
شهاب الرميمة
يشرق ربيع النور المحمدي ويبتهج الكون سروراً وفرحاً بقدوم ذكرى المولد النبوي الشريف، مولد خير البرية محمد -صلوات الله عليه وآله- الرحمة المهداة بالمؤمنين رؤوف رحيم، ومع قدوم هذه المناسبة العظيمة يتسابق شعب الأنصار شعب الإيمَـان والحكمة للاحتفال بهذا المنَّ الإلهي الكبير، وتزدحم الأسواق وتكتظُّ لشراء الزينة والأنوار “فترى الأرض قد لبست رِداءً أخضر”.
المنازل والشوارع، الجبال والوديان يكسوها الجمال ويتزين الكون ويشع ربيع النور المحمدي “سراجاً وقمراً منيراً”، في أعظم حدث تاريخي يسلط أنظار العالم نحو صاحب هذا الحدث، ويسمع بعظمته القاصي والداني، ويرسم لوحة فنية جميلة تعكس نظرةً ثاقبة عن صدق التولي والانتماء، كيف لا وهي ذكرى مولد رسول الله مخرج الناس من الظلمات إلى النور، ورسالته شفاء لما في الصدور كما في قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِـمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْـمُؤْمِنِينَ”، كيف لا نفرح بهذه الرحمة وهو يوجه بعد هذه الآية بقوله: “قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ”.
ومع هذه المناسبة تتعالى أصوات بعض شذاذ الآفاق، أصوات مدفوعة تحمل في نبراتها أحقادًا سياسية وكراهية تاريخية ويخطون بأقلام مأجورة لمقاصد شخصية وأهداف غربية، ولو على حساب رسول الله والإساءة إليه، ويصبغون ذَلك بصبغة ظاهرها استعطافية وباطنها النفاق “ربط الاحتفال بموضوع الرواتب”، مستغلين أوضاع الناس المعيشة؛ بسَببِ الحصار الاقتصادي وأهمها الرواتب من بعد سحب البنك المركَزي إلى عدن واستحواذهم على كافة الموارد الاقتصادية وتوريدها إلى حساباتهم الخَاصَّة وتمويل أبواقهم الناهقة بهذه النبرات.
وهذه الاستراتيجية اعتمد عليها تحالف العدوان على شعب أنصار رسول الله كما فعل أربابهم من قبل “في حصار شعب أبي طالب” والهدف نفسه والمخطّط واحد والغاية من ذَلك توليد حالة من السخط الشعبي للحيلولة دون أن تتم مثل هذه الشعائر العظيمة وهذه الاحتفالات الكبيرة بالمولد النبوي الشريف وإيجاد شرخ في صرح الإسلام وبنيانه ورسوله، لأن مثل هذه الشعائر العظيمة تعبر عن العلاقة الوثيقة بين شعب الأنصار ورسول الله -صلوات الله عليه وآله وسلم-، وهذا ما كشفه الله في محكم كتابه بقوله تعالى: “يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ”.
سيتم الله نوره بشعب الأنصار وقائده وسيطفئ بوهجه وجوهًا عمياء وقلوباً ظلماء ولو كره الكافرون، مستعينين بالله وَبالوعي والبصيرة والتعظيم والتبجيل والتولي الصادق للرسول الأعظم سنكون كما كنا في كُـلّ مناسبة أكثرَ وفاءً وأوسع حضورًا.
قلوبنا أحر من الجمر شوقاً للاحتفال الكبير بالربيع المحمدي -على صاحبه الصلاة والسلام-: “ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ”.