أمريكا وراءَ كُلِّ كارثة في اليمن
محمد علي الهادي
النظام السعوديّ اليومَ في مفترق الطرق ولا يزال يتأرجح بين الخروج من فَــخِّ الحرب على اليمن وبين استمرار الحرب؛ لترضى أمريكا عليهم.
السلام في منطقة الإقليم مقرون بأن تبقى اليمن لليمنيين فقط.
طيلة ثماني سنوات من إجرام واستكبار تحالف الشر على الشعب اليمني سعى النظام السعوديّ على شراء مواقف العديد من أنظمة العالم وراهنوا بعدم السماح لتكرار نسخة جديدة لحزب الله في اليمن وعقد العزم على قطع أنفاس من أسموهم الحوثيين في حينه، وبعد أن عُزل اليمن عمن حوله في كوكب الأرض وبقيت جميع المنظمات العالمية والإقليمية وكلّ أنظمة وشعوب العالم كلهم، من ليس معادياً لليمن يجيد مهارة المتفرج والمشاهد، لم نسمع أي دور إيجابي نحو السلام ورفع الظلم عن الشعب اليمني.
وبعد أن فرضت الحرب على أبناء اليمن، خاضها من قال تعالى فيهم: (من الْـمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) الأحزاب- (23).
ومنذ بداية الحرب الخاسرة تعاظمت سواعد الرجال بخوض أشرس المعارك في مواجهة المحتلّين ولم يقفوا مكتوفي الأيدي؛ بسَببِ الفوارق العسكرية، وبعزة الله ورسوله والمؤمنين وقفوا أمام جحافل أقوى الجيوش المدربة والمسنودة بأحدث أنظمة الأسلحة المستوردة من جميع شركات العالم.
ثماني سنوات كانت إرادَة تحالف الشر حسم الموقف لصالح الصهيونية العالمية، لكن تضحيات رجال الله في الميدان كانت سبباً رئيسياً لتغيير قواعد المعركة تصاعدياً، تستمرُّ قيادة التحالف في المغالطة بالمكابرة وعدم الإذعان إلى التحذيرات المتكرّرة لقيادة صنعاء، وبعد تكرار الضربات (التحذيرية) فاقت المنظمات الدولية من سبات دام ثماني سنوات، وسرعان ما تدخلت الوساطات الدولية والإقليمية، جاءت الوساطات المتعددة مرتدية قناع إنهاء معاناة الشعب اليمني.
للتذكير يجب على دول العدوان أن تعيد النظر جيِّدًا في مستوى الفوارق المتواضعة في أيدي رجال الجيش اليمني منذ بداية الحرب إلى اليوم، يجب على دول العدوان أن تعيد حساباتها، فمع عدم الجدية للخروج من كُـلّ أراضي اليمن، يد الشعب اليمني التي امتدت للسلام لا تزال ملصقة بزناد البندقية.
منذ بداية تورط دول العدوان بقرار غزو اليمن في السادس والعشرين من مارس إلى اليوم، سنوات ذاقت فيها دول العدوان مرارة الهزيمة وسقط الكثير من جيوش وآليات دول العدوان في رمال صحاري صمود الشعب المجاهد، وبصبرهم وإيمانهم غرقت عروش دول الاستكبار خُصُوصاً عرش قيادة التحالف المتمثل في (النظام السعوديّ) من سيخسرون رهان بقاء عروش ممالكهم على بحر من دماء مظلومية الشعب اليمني.
استمرار رهانكم على التمسك بالقش ضرب من الجنون خُصُوصاً مع ترك المجال مفتوحًا لكم، عبر برنامج خفض التصعيد الذي لا يزال مُستمرّاً، ويد الشعب اليمني لا تزال ممدودة للسلام لا للاستسلام إنما للسلام المشرف لليمن، كُـلّ اليمن.
القيادة الثورية والسياسية حريصون على سبيل خروجكم من مستنقع السقوط إن كنتم تعقلون، بعد ترك الفرصة مفتوحة لكم عشرات الأشهر
لممالك الرمال توقفوا عن دفع سير عجلة جرم إفراطكم في عداوتكم لأبناء الأُمَّــة الإسلامية؛ لأَنَّ نهاية طريق استكباركم اكتملت خطاها، كفاكم عبثاً فصمود الشعب اليمني للعام التاسع كفيل لإيقاظكم من سكر سعيكم خلف السراب، سنوات والشعب اليمني تحت الحرب ينحت صخور وضعت في طريق البحث عن السيادة بحلة يمن الإيمَـان والحكمة.
الحوارات أَو المفاوضات لا تغني ولا تسمن من جوع إذَا لم توجد صدق النوايا، الشعب يريد حقه من ثرواته، ودون مقدمات تصريحات قيادة صنعاء فقط وبلا منازع نذكر بأنها قولٌ بفعل خُصُوصاً أمام جمود وتبلد دول العدوان لأكثر من عام ونصف العام، وتحذيرات السيد القائد يجب أن تترجم على ميدان الواقع للوصول إلى مربع السلام إن كنتم حريصين على السلام المشرف (سلامة ثرواتكم)
استمرار جمودكم أمام معاناة الشعب اليمني تحت وطأة حدة أدواتكم الحربية وحصاركم المُستمرّ سينعكس عليكم إن كنتم تعقلون، قد تفتقدون طرف خيط مرحلة الحوار، صبر الشعب اليمني الذي زاد عن حده وليس لكم أي مخرج بعد العديد من الحوارات، بدايةً من حوار الكويت وستوكهولم وَالعديد من الحوارات في سلطنة عمان وصنعاء، فلا منةً لكم على شعب يطلب حقه.. مرتباتنا من ثرواتنا.
إن لم تعتبر دول العدوان من الماضي فَحاضر ومستقبل المرحلة القادمة حليف المؤمنين، والتذكير لدول العدوان لن تفيق للسلم سوى إذَا كان للسيف حَــدٌّ..
“أرى تحتَ الرمادِ وميضَ جمرٍ
ويوشكُ أن يكونَ له ضِرامَ
فَــإنَّ النارَ بالعودين تُذكى
وإن الحرب مَبدؤها كلامُ
فقلت من التعجبِ ليت شعري
أَإيقاظ أميةُ.. أم نيامُ”.