يا أُمَّـةَ المليار.. مَن ينصُرُ القرآن؟
احترام عفيف المُشرّف
في وقتٍ بلغ فيه تعداد المسلمين مليارَي شخص؛ ما يعني أنهم يشكلون حوالي 25 % من سكان العالم، يتم فيه الإساءة والتدنيس لأطهر كتاب على وجه الأرض -القرآن الكريم- الكتاب المقدس للدول الإسلامية البالغ تعدادها 57 دولة المنضوية تحت سقف منظمة التعاون الإسلامي، مع العلم أن هناك دولاً ذات غالبية من المسلمين وليست من أعضاء هذه المنظمة.
عدد كبير للدول الإسلامية وللمسلمين ومساحة جغرافيّة لا يستهان بها مع موارد مهولة والتي إذَا تم استغلالها كسلاح فَــإنَّ العالم سيصاب بالشلل التام، ولكن مع كُـلّ ما ذكرنا يوجد وهن قد أصاب الأُمَّــة حتى أقعدها وجعلها في حالة موت سريري.
كتاب الله محفوظ من عند الله من التدليس والتدنيس، فهو الذي لا يأتيه الباطل، من بين يديه ولا من خلفه، ولكن لا بُـدَّ لنا من وقفة لاستعراض ما يحدث للقرآن الكريم من إساءة من قبل أعداء الله وأعداء المسلمين، وإن كانوا بهذه الأعمال لا يظلمون إلا أنفسهم.
ما يستوقفنا هنا، هو ما يحدث لعلماء المسلمين في كُـلّ العالم الإسلامي، من علماء السنة بمذاهبه الأربعة، وعلماء الشيعة بكل أطيافهم، أين هم مما يحدث للقرآن من تدنيس واستهتار بمشاعر المسلمين وبالشريعة الإسلامية، واستخفاف بكتاب الله العزيز، ونبي الإسلام، ليس من حق العلماء السكوت، بل عليهم الوقوف أمام هذا الإجرام وإلزام الدول الإسلامية باتِّخاذ أقصى الإجراءات اللازمة في حق أي بلد يسيء للإسلام وللمقدسات الإسلامية، على العلماء أن يكونوا هم القادة في هذه المرحلة لحماية الإسلام من الانتهاكات.
أليس هم ورثة الأنبياء وعليهم حماية الدين من الأدعياء المبتدعين فيه، ومن الأعداء المسيئين إليه، على علماء الأُمَّــة، أن لا يقفوا على الحياد فيما يحدث للإسلام، من تشويه وللقرآن من تدنيس، وللحكام من صمت مخزٍ، على العلماء أن يضعوا حَــدًّا لمن يسيئون للإسلام، ولمن يسكتون عن هذه الإساءَات.
وعلى الشعوب الإسلامية استنهاض العلماء بكل أطيافهم الأزهر الشريف، المجلس الأعلى الشيعي، المراجع الإسلامية، رابطة العالم الإسلامي، وحثهم على عدم السكوت والتغاضي عن ما يحدث للقرآن؛ لأَنَّهم هم من يمثلون الإسلام.
القرآن الكريم دستور حياة للعالم أجمع، ولا يجوز الصمت على المنكرات التي تحدث له، يجب على علماء المسلمين التحَرُّكُ بشكل عاجل وإصدار بيان باسم الإسلام يجرم كُـلّ من يسيء للإسلام، ويتم قطع كُـلّ العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الدول التي يسمح فيها بالإساءة وأن يتم إلزامُ الحكام بتنفيذ كُـلِّ بنود البيان.
على علماء المسلمين، ألا يكتفوا بخُطبةِ الجمعة، وبالدروس التي يلقونها إثر كُـلّ حدث يمُسُّ العقيدة، عليهم رفعُ راية الجهاد لحماية الإسلام، والقرآن والمقدسات.
العلماء هم من علمونا أن من رأَى منكم منكراً فعليه أن يغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان، وما حدث ويحدث هو عين المنكر.
العلماء هم من علمونا أن الساكت عن الحق شيطانٌ أخرس، والآن حان دورهم، أن يقفوا وتكون لهم كلمة فيما يحدث، ليكن لكم موقف يا علماءنا ولا تتركونا نتخبط ضرب عشواء، يا علماءَ الإسلام كونوا أنصارًا للإسلام.