جنديٌّ يهُــزُّ أركانَ جيش المحتلّ.. ماذا لو كان جيشًا؟
جبران سهيل
إن ما قام به الجندي المصري بالأمس على حدود دولته مع كيان المحتلّ الإسرائيلي لَشيءٌ يدعو للفخر وَالاعتزاز بأن ما زال للأُمَّـة كرامةٌ لدى أبنائها مهما كان خنوعُ أنظمتها الحاكمة للأعداء، حين استيقظ ضميرُه في لحظة وأدرك عدوه الحقيقي، وببندقيته البسيطة اصطاد ثلاثة جنود للمحتلّ وأربك كَثيراً الصهاينة وأجهزتهم الأمنية والاستخباراتية وأظهر مدى هشاشتهم وضعفهم.
في المقابل جاء الردُّ خجولًا ومخزيًا للنظام المصري على هذه العملية البطولية محاولين تشويش الحقيقة وأنه لم ينفذ العملية كما أعلنت وظهرت في وسائل الإعلام العالمية بما فيه إعلام العدوّ الصهيوني، وإنما قتل رفقة جنود الاحتلال في مواجهة مع عصابة لتهريب الممنوعات، ولا غرابة؛ فهم على توافق تام مع المحتلّ لحماية دولته الزائفة، لكن هذا الجندي أظهر شجاعتَه وموقفَه الصحيح ومواقفَ جميع الأحرار أمثاله الذين آمنوا بقضيتهم العادلة ومظلومية الشعب الفلسطيني والعدوّ الحقيقي لأمتنا وشعوبها.
هنا يتضح جليًّا ضعف كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يتمكّن من معرفة ما حصل لجنوده إلا في اليوم الثاني من العملية، وماذا لو كانت المواجهة مع جيش من أبطال وأحرار مصر وليس جنديًّا واحدًا فقط، بالطبع سيكون الارتباك أكبر والهزيمة أشد وأعظم، فما هم إلا كبيت العنكبوت بل أوهن.
لقد صعد هذا الجندي إلى جوار ربه شهيداً بإذن الله، بعد أن سطر موقفاً مشرفاً يفخر به جميع أحرار الأُمَّــة الإسلامية والعربية جيلاً بعد جيل وبأقل الإمْكَانيات وَدون تخطيط أَو توجيه من أحد إنما مدركاً لحجم المسؤولية التي تقع على عاتق كُـلّ الشرفاء وَدورهم الديني والأخوي والإنساني مع معاناة أبناء فلسطين وحجم القهر والإذلال الذين يتعرضون له من المحتلّ، وَنتيجة الخيانة والطعنات التي تأتيهم تباعاً من أنظمة عميلة كان يفترض بها أن تكون سندهم في مواجهة المحتلّ لأرضهم والمنتهك لعرضهم المدنس لمقدسات الأُمَّــة.
