الهدنة في اليمن بين السلام الحقيقي أو التصعيد العسكري !!
أحمد عبدالله الرازحي…
خلال ستة أشهر من الهدنة الأممية التي مضت والتي تم خلالها جولات من المشاورات المكثفة، حاول فيها طرف صنعاء الحصول او بالأصح انتزاع حقوق الشعب اليمني والتي من أهمها إنهاء للعدوان ورفع الحصار وتسليم المرتبات ، لكن الامور وصلت الى طريق مسدود كما وصفها المتحدث الرسمي لأنصار الله رئيس وفد المفاوضات لسبب تعنت قوى العدوان امام هذه الشروط التي تحسب شروط إنسانية لا مساومة فيها ولا تنازلات وهي في الاساس استحقاق للشعب اليمني لا منة لأحد عليه في. تحقيق هذه الشروط….
سعت قوى العدوان بقيادة امريكا عبر جولات مكوكية للمبعوثين الامريكي والاممي لمحاولة تمديد الهدنة إلا أن صنعاء لم تقبل بالتمديد وسعت الى الإصرار على إعلان قوى العدوان القبول بشروطها ولكنها واقعيا لم تقبل بها وحال تعنت قوى العدوان دون ذلك ، فعمدت قوى صنعاء الى تحشيد قوتها العسكرية والبشرية وبعثت بالعديد من رسائل القوة عسى ان تعي قوى العدوان ان صنعاء جادة في فرض شروطها حيث عمدت صنعاء مؤخرا الى استعراض قوتها العسكرية في عروض عسكرية أبرزت من خلالها مدى ما تتمتع به من زخم بشري هائل وأسلحة استراتجيية ونوعية من أهمها صواريخ باليستية بعيدة المدى وطائرات مسيرة وزوارق وصواريخ بحرية بأنواعها وعتاد بشري وزخم غير مسبوق منذ بدء العدوان على اليمن فالجميع يعرف قدرة انصار الله على تطويع الصعاب والسباق مع الزمن في امتلاك قوة عسكرية جبارة تحمي اليمن واليمنيين وتحفظ السيادة .
وفيما يتعلق بالحاضنة الشعبية التي تقف خلف مطالب صنعاء قد يبدو ذلك واضحا في ذكرى المولد النبوي الشريف حيث خرج الملايين في 27 ساحة وميدان اعلنوا خلالها تفويض القيادة في اتخاذ اي قرار تراه مناسبا وأنهم جاهزون لأي جولة تصعيدية لانتزاع حقزقهم.
وعلى نقيض ما يظهر من جانب صنعاء من قوة وتحشيد وتأكيد من قائد الثورة بان الهدنة مؤقته وان الحق لا ينتزع الا بالقوة !! وهذه لهجة قوية وإشارة واضحة الثقة للذهاب للتصعيد وبالمقابل يبدوا تحالف العدوان على اليمن في حالة من التفكك والتناقض حسب المصالح التي تقودهم وظهر التوتر في العلاقات مؤخرا بين المملكة السعودية والولايات المتحدة الامريكية حيث اثار القرار السعودي بتخفيض النفط حفيظة الامريكيين وهو ما فسره تساؤل صحيفة الواشنطن بوست في افتتاحيتها ليوم : 10/10/2022م كيف تعافى بايدن بعد فشله في السعودية وقارنت قرار منظمة اوبك بتخفيض الانتاج بالاتفاق بين روسيا والسعودية ” حيث وصف كثير من اعضاء الكونجرس الامريكي وكثير من السياسيين بان قرار التخفيض بالمفاجئ والصادم لأمريكا.
كما علقت واشنطن بان ادارة بايدن ستوقف بيع الاسلحة للمملكة السعودية !! وهذا دليل واضح على وجود تباين وتوتر في العلاقات بين اكبر قوتين في التحالف الذي يشن عدوان وحصار على اليمن منذ ثمان سنوات وهذا يفسر ضعف المملكة السعودية وانها في مأزق واضح وموقف لا يقارن بموقف صنعاء التي تبدو اليوم بكامل القوة وتمتلك الصواريخ البالستية والطوائر المسيرة والقوة البشرية التي لا تنضب ولا تكل اليمن عن انتاج هذا المورد القوي والشرس.. فلماذا إصرار المملكة السعودية على استهلاك المصطلحات والبحث عنها دون الرغبة في الوصول الى هدنة إنسانية تمهد لوقف شامل للحرب والعدوان على اليمن?!
وهل ستنجح المساعي الدولية للوصول لهدنة جديدة رغم توتر العلاقات الامريكية السعودية الشركاء في الحرب على اليمن والاعداء في مسألة زيادة انتاج النفط??!
وهل يدرك الخليجين خطورة المرحلة القادمة ان لم يقبلوا بالشروط االانسانية التي قدمتها صنعاء?
كل هذه الأسئلة ستجيب عنها الايام القادمة وكما هو معروف ان الارض اليمنية لم تقبل الوصاية على مر العصور ولكنها هذه المرة ستثبت للعالم ان النوايا المبيتة والمؤامرات بالحرب والحصار على اليمن ستلحق ويلاتها وشرارتها الدول المشاركة في العدوان والحصار على اليمن…وقادم الايام بكل تأكيد حافل بالمفاجآت ..!!