خطر التماهي مع المحتوى الذي يصنع الإرباك ..
عبدالفتاح حيدرة
اخطر ما يقوم المسئول عن توحيد وعي الناس بقضيتهم الكبرى، هو تماهيهه وتجاهله للمحتويات التي تصنع الإرتباك الشعبي ، والتشكيك الجماهيري بقضايا شعبهم وأمتهم الكبرى و الرئيسية ، هذه الايام يقدم سفهاء ناشطي مواقع التواصل محتويات تضع الناس في حالة إرباك دائم ، وذلك باختراع قضايا ظاهرها قد يكون سياسي او ثقافي او اجتماعي او اقتصادي او اي عنوان آخر ، لكن باطنها هو صراع المصالح الشخصية الضيقة ، وهذا الفعل يعني تحجيم وعي الناس ، وتجهيل معلوماتهم ، حتى يتم حدهم او منعهم من الوصول إلى صوابية الموقف الحق والوقوف مع اهل الحق ، وبالتالي الذهاب بهم إلى زاوية التشكيك بالموقف الحق و باهل الحق ، وهذه الزاوية هي البداية للانحراف وأتباع خطوات الشيطان الرجيم والانحياز للباطل وأهل الباطل..
إن من أخطر المراحل التي تمر على المجتمعات و الشعوب والأمم هي مرحلة قبول حالة الارتباك ، وهذه الحالة نعيشها هذه الايام بسبب توحيد ناشطي مواقع التواصل نشاطهم حول قضية صغيرة ،توحيد يربك الموقف العام والخاص من القضية الكبيرة ، وهذا الفعل يعزز الولع عند كتاب المنشورات في مخالفة ما يفترض ان يكون إجماع شعبي عام حول القضية الكبرى ، وهذا الولع من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الكاتب في هذه المرحلة، فالولع بمخالفة السائد، يعطي حافزا للناشطين على إنطاق النصوص بما لا تحتمله ، وبالتالي إذا أصبحت مخالفة السائد هدفا في حد ذاتها عند الكاتب او الناشط ، تتحول هذه المخالفة لعبء على الكاتب و القارئ والملقن و المتلقي و الباحث والمبحوث..
اللهم اني بلغت اللهم فأشهد