من (وعي) كلمة السيد القائد لابناء أمانة العاصمة صنعاء..
عبدالفتاح حيدرة
في اطار لقاءات السيد القائد بأبناء المحافظات ، حرصا منه ومن باب المسئولية للحديث عن الأولويات في هذه المرحلة ، تحدث السيد القائد – عليه سلام الله ورضوانه – لابناء محافظة أمانة العاصمة صنعاء ، عن صنعاء وأصالتها التاريخية بالمبادئ الدينية و المواقف الايمانية و الحاضنة الاجتماعية والسياسية الأولى ، لليمن كلها، التي واجهت العدوان، كما لم يحدث من قبل، لذلك كانت افضع جرائم العدوان و الاستهداف الشامل من نصيب صنعاء، بالقصف و الأسلحة المحرمة دوليا، والعدو خصص مبالغ كبيرة من المليارات بحملات عسكرية لاحتلال صنعاء وصاحب ذلك الحرب النفسية و الاعلامية، وبقيت صنعاء بعيدة على العدو لأنها محصنه با لاعتماد على الله والثقه به، محصنة بالمؤمنين الواثقين بالله ومحصنه بالوعي العالي لابنائها وقاطنيها و الوافدين إليها ، وعندما يأس العدو من إسقاط العاصمة اتجه العدو لتهجير ابناء العاصمة بإعلانات القصف لشوارع ومناطق معينه..
استهدف العدو العاصمة صنعاء وخصص لها الجزء الكبير من المؤامرات الأمنية ، وبفضل الله ومعونته وتأييده فشلت الكثير من مؤامرات الأعداء ضد العاصمة صنعاء، واليوم يعمل الأعداء ايضا على التضييق على الناس في معيشتهم في اليمن عامة و العاصمة صنعاء خاصة ، من العمل على انعدام الغاز والبترول ومختلف السلع الغذائية، ويترافق مع ذلك الدعاية وبالتحريض لاثارة الفوضى بين الناس، حتى لا يوجه الغضب الشعبي تجاه من يقتلنا ويحاصرنا ويتآمر علينا، ولكن العدو فشل بالوعي الشعبي اليمني و لابناء العاصمة ، الذي يدركوا ان خلف هذه المعاناه هو العدو، وشعبنا على قدر كبير من الوعي يعرف من هو عدوه ومن هو صديقه، وقد استهدف العدو اليمن بشكل عام وابناء العاصمة بالحرب الناعمة بشكل خاص ، وكان يسعى لإنشاء شبكات وخلايا للدعارة وللسرقات و الجريمة المنظمة، باتجاهين الأمني والإخلاقي، وكذلك الاستهداف الاعلامي، واستهدف الشباب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وتحرك الأعداء بالجزء الكبير من هذا الاستهداف نحو العاصمة صنعاء، ولكنهم انصدموا بالوعي الايماني و التربية الايمانية والانتماء الايماني، وعلى مستوى الصبر ناتج عن ايمان امه تثق بالله وتعتمد على الله، تتحمل الألم وتحمل الأمل..
إن الجانب الايماني هو الأساس في تماسك وصمود شعبنا في كافة المستويات، فقد استخدام الأعداء الحرب الاقتصادية و المعيشية التي تصل اليوم إلى كل منزل وكل مطبخ لتركيع شعبنا في قوت عيشة وإحتياجاته الضرورية، ولكنهم صدموا بثبات صمود شعبنا، وهذا الصمود هونتيجة للأثر الايماني، بمعنى أن الشعب اليمني لا يخضع ولا يستسلم الا لله وحده لا شريك له، ولهذا فإن حرية الشعب اليمني هي حرية إيمانية، حرية الوثوق والاعتماد على الله، وحسابات شعبنا حسابات إيمانية ومنطلقاته إيمانية و تحركه إيماني، معتمدا وملتجئا لله ولوعده الصادق، بنصر المؤمنين، بينما العدو وصل للعام الثامن وهو أكثر احباطا ويأسا وفشلا وموقنا بهزيمته ، والسبب هو ثقتنا بالله، ولقد عبر وتجاوز شعبنا اكبر واخطر المراحل بحول الله وقوته وقدرته ، وطالما بقي شعبنا متوكلا على الله واستجابته لله وطاعة لله ، فإن الله مع الصابرين، لهذا الأعداء يمتلئون حقدا وغيضا، وعليهم ان يقنعوا و يكفوا عن عدوانهم العبث ، لأن شعبنا ليس لقمة سائغه..
إن الأعداء يدركون جوانب صمود شعبنا المرتبطة بتوكله على الله وطلب معونة الله ، ولذلك يستهدفون العنصر المعنوي والانتماء الايماني وتشتيت الوعي والبصيرة، واطلاقات الدعايات الوهمية لتشتيت الذهنية الشعبية، لذلك و في طبيعة مسيرة حياتنا وطبيعة الظروف ، لابد أن نكون على درجة عاليه من الوعي والبصيرة والوضوح تجاه مؤامرات الأعداء ومحاولات تزييف الحقائق، ونشر الرذيله، ومحاولة ابعادنا عن انتمائنا الايماني، حتى نقبل بدنس الاعداء بكل فساده وكل منكره ، ان سيطرة العدو على بلدنا يعني ان يحولوا بلدنا إلى بيئة مفتوحة وساحة للشيطان وطواغيته ، لذلك لا يوجد أولوية غير أولوية التصدي لهذا العدوان، و السبيل الصحيح لمواجهة الاشكالات داخلنا هو في اطار التواصي بالحق وليس على حساب القضايا المصيرية، وعلينا أن نتحلى بالمسئولية ونحدد مسئولياتنا بالحكمة والرشد، ونعمل على معالجة الاشكالات و المظالم وبشكل عملي، ولكن تبقى أولوياتنا الكبرى هي مواجهة شر وفساد وضر وخسارة وفحشاء العدوان، ولهذا يجب أن نكون في تعبئة مستمرة، ويقضه وجهوزية واستعداد دائم في كافة المستويات، لأن الشيطان وأعوانه وحزبه يشنوا علينا الحرب في كافة المجالات، والجهاد يجعلنا مجتمع حاضر ومنتبه دائما يعرف انه يتعرض لمؤامرات، ويعرف كيف يواجهه..
علينا أن نحول كل التحديات إلى فرص، والقرآن كله تعبئة لجعلنا امه حاضرة وصامدة وثابته، وعلينا أن نتصدى للحرب الناعمه التي تستهدف الأخلاق والقيم، وعلينا أن نحرص على التحشيد و التجنيد والاستعداد والنفير ، ونحافظ على الروح المعنوية لمواجهة العدو، والاهتمام بالتكافل الاجتماعي والإحسان، وهذا جزء اساسي من تماسك شعبنا، بين مختلف الجهات، والاستمرار في التعاون الأمني، والتعاون الاجتماعي لمنع إطلاق الاعيرة النارية في المناسبات ، والتعاون في حل القضايا الاجتماعية، ومكافحة الجريمة المنظمة، والعناية المهمه مع الجانب الرسمي في التخطيط العمراني للمدن ، وتفعيل النشاط في الجانب الاقتصادي الانتاجي بالتعاون مع الجهات الرسميه والقطاع الخاص والمجتمع، وشعبنا الذي صنع صواريخ بالستيه لا تستطيع التقنية الامريكية اكتشفها، ولا يستطيع أن ينتج بسكويت او صلصلة، وهناك مسئولية كبرى على الجانب الرسمي ان تكون علاقتها مع المواطن علاقة طيبة بدون عراقيل، وتقديم التسهيلات، و لابد من وجود الشركات التساهمية على يد من هم موثوقين وعناية وانتباه من الجانب الرسمي والامني لحماية حقوق الناس ، لأنه يتوجب علينا أن نتحول إلى شعب منتج، بالعمل المنظم والتحرك الجاد..
من الجوانب المهمة التي يجب الالتفات اليها في العاصمة صنعاء هو جانب الاهتمام بالنظافة، لإن النظافة ثقافة ووعي والتزام، تبدأ من داخل المنزل، الوعي بالنظافة هو الذي جعل النظافة من الايمان، وعلينا أن نتفوق حضاريا ونلتزم إيمانيا، فهذا مهم حتى صحيا ، واهتمام الجهات الرسمية المركزية او المحليه هو الاهتمام بالمواطن ، وهذه هي مسئولية كل المسئولين امام الله بجد وأمانه بما في ايديهم من إمكانيات و صلاحيات، وان تكون علاقة المسئول بالمواطن علاقة فيها تقوى الله والقرب من الله ، موقع المسئولية موقع خدمه للمجتمع وليس للاستغلال والظلم، ويجب العمل بامانه وصدق ووفاء، والمسئولية يجب أن تضبط بمدونات سلوكيه وجانب رقابي يساعد على تقوى الله وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب والتفريق بين المحسن والمسيئ لمعرفة الصالح من الخائن..