أوقفوا العبث بالأراضي الزراعية!!!
عبدالفتاح البنوس
يسعى أحد المستثمرين (الدسمين جدا) لإقامة مصنع عملاق لطحن وتعبئة الإسمنت بطاقة إنتاجية كبيرة بمنطقة بني خضير التي تتبع إداريا مديرية ضوران آنس بمحافظة ذمار، المصنع الذي يمثل كارثة مدمرة للزراعة والبيئة، قوبل بمعارضة شعبية ورسمية واسعة، على إثرها تم تشكيل فريق فني من وزارة الزراعة والري، لمعاينة المنطقة والتأكد من شكوى أهالي المنطقة ومعاينة الوضع على الواقع.
الفريق الفني زار المنطقة ورفع تقرير تضمن جملة من التوصيات أبرزها منع إقامة المصنع في الموقع الحالي لما له من أضرار كارثية مدمرة على الزراعة وآبار المياه والبيئة وصحة المواطنين ، وأوصى بالعمل على البحث عن موقع بديل للمصنع بعيد عن الأراضي الزراعية والتجمعات السكنية ، كما أوصى المستثمر بالعمل على استغلال الأرض في الجانب الزراعي من خلال إنشاء مزرعة كبيرة تضم مختلف المحاصيل الزراعية والفواكه والخضروات كون الموقع مناسباً جدا لذلك بحكم البيئة الزراعية المحيطة به ، وحث التقرير على تكاتف الجهود من أجل الحفاظ على الأراضي الزراعية ومنع التعدي عليها بالبناء تنفيذا لقرار مجلس الوزراء رقم ٧١بتاريخ ٧ديسمبر ٩١٠٢ بهذا الخصوص .
المهم هناك توجيهات من مدير مكتب الرئاسة الأستاذ أحمد حامد إلى وزير الصناعة والتجارة السابق العميد عبدالوهاب الدرة بالعمل بمقتضى التقرير، والأخير على ضوئها وجه مذكرة لمحافظ ذمار الأستاذ محمد البخيتي طالبه فيها بمنع إقامة المصنع في الموقع مثار الجدل ونقله إلى موقع آخر للأسباب والمبررات المرتبطة بالأثر البيئي والضرر البالغ على النشاط الزراعي في المنطقة المجاورة للموقع.
يأتي ذلك في الوقت الذي ما تزال الآليات المحملة بمعدات المصنع متوقفة على جانب الطريق العام بالمدخل الجنوبي لمدينة معبر، وسط معلومات عن تحركات حثيثة يقوم بها المستثمر العمراني (الدسم جدا) بغية الحصول على ضوء أخضر لتنفيذ المشروع. متجاوزا تقرير لجنة وزارة الزراعة والتوجيهات الرئاسية والحكومية، والأخطار والأضرار التي تتهدد المنطقة، حيث تنتظر المعدات في معبر لحين الحصول على الضوء الأخضر، وسط تأكيدات شعبية على وقوفهم ومعارضتهم الشديدة لذلك، وتمسكهم بحقهم في الحفاظ على سلامتهم والمحافظة على النشاط الزراعي في منطقتهم.
وهنا نضع هذه القضية على طاولة قيادة المحافظة ممثلة بالأستاذ محمد ناصر البخيتي للتدخل المباشر لمنع هذه الكارثة التي تتهدد المنطقة، وخصوصا بعد ثبت ضررها وخطرها الكبير، وبالإمكان البحث عن موقع مناسب، بمنأى عن الأراضي الزراعية والمناطق المأهولة بالسكان، ونحن على ثقة من تجاوب المحافظ الذي أبلغني العديد من أهالي المنطقة بأنه أبدى معارضته للمشروع لذات الأسباب سالفة الذكر.
في السابق تعرض الحوض المائي للمنطقة ذاتها للجفاف بسبب قيام السلطات الرسمية بحفر بئر استكشافية للنفط أثرت سلبا على الحوض المائي، وأدت إلى جفاف الكثير من الآبار الجوفية في المنطقة، وما يزال الأهالي يعانون من آثار ذلك حتى اليوم، ولا نريد اليوم السكوت على كارثة جديدة تحت يافطة تشجيع الاستثمار، على حساب الزراعة والبيئة وحياة المواطنين، والذي أثبت التقرير الفني تأثرهم المباشر بعوادم ومخلفات مصنع الإسمنت.
بالمختصر المفيد، قاع جهران سلة الغذاء بات مهددا بالزحف المعماري الهائل والذي يجتاحه ، والذي يأتي نتيجة التخطيط العمراني الذي يستهدف المنطقة والذي يخالف توجيهات القيادة الثورية والسياسية ذات الصلة بمنع إنزال مخططات في القيعان الزراعية، علاوة على التوسع المهول في زراعة القات ، ونحن هنا بحاجة إلى تحركات رسمية لإيقاف ذلك ، والعمل على تشجيع المزارعين ومنحهم التسهيلات اللازمة وضمان آلية مناسبة لتسويق مزروعاتهم وحمايتها من البوار والخسارة ، قاع جهران الزراعي الخطيب بحاجة إلى مصنع للصلصلة والبطاطس ومخازن لتبريد البطاط ، تستوعب إنتاج المنطقة من الطماط والبطاط وتحول دون تعرض المزارعين للخسارة وتعرض محاصيلهم للبوار .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.